رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف كيف انتصر "بدو مطروح" على الاحتلال الإنجليزي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحل اليوم الذكرى المئوية لانتصار بدو مطروح على قوات الاحتلال الإنجليزى فى سيدي براني التى تعد من المدن المطروحية التي شهدت تاريخًا حافلًا بالنضال وسال علي ترابها دماء الأجداد ودماء الأعداء أيضًا.

أحداث المعركة

تدور أحداث المعركة في مدينة مطروح، بحيث اتجه كلًا من زعماء القبائل ومشايخ الزاوية بقيادة المناضل صالح حرب إلى سيدي برانى لمقابلة جعفر التركي، وتوافد المجاهدين بكثرة من قبائل الصحراء الغربية مما أدى إلى ازدحام دوار عائلة العاصي، ومن ثم جال المنادين في القبائل المجاورة لمطروح ليخبوا أهلها بالتجمع غربي مرسى مطروح، الأمر الذي أدى إلى توهم  الإنجليز إن حركة البدو في هذا الاتجاه لإحضار مياه من الآبار الرومانية.

القبائل العربية المشاركة فى المعركة

توافدت القبائل من سيدي حنيش ورأس الحكمة ومرسى مطروح في اتجاه الغرب لتعسكر في وادي ماجد لمدة عشرون يوما،مما تسبب في شعور الإنجليز بحدوث شئ غريب، فكان يمثلهم الجنرال إسنار قائد قوات الاحتلال البريطاني بالصحراء الغربية وقائد منطقة مرسى مطروح فقد كانت سيطرتهم على مطروح كاملة.

حاول روبل بشتى الطرق جذب سكان الصحراء إلى قواته، ومن حيلة أنة وادعى إعلان إسلامه على السيدة البدوية التي تزوج بها قسرًا، كما كان يرتدى الزى البدوي ويتحدث باللغة العربية.

ذهب روبل إلى منزل العمدة يونس الدر بالى مطلبًا إياه بالتوسط لإقناع صالح حرب واحمد الشريف السنوسي وزعماء القبائل بعدم مقاومتهم للقوات الإنجليزية في غرب مطروح والرحيل لشرقها، لكن باء مطلبة بالرفض من قبل يونس الدر، فقد أصدر الدر أوامرة عكس ما طلب روبل، فقد اجتمع زعماء القبائل حسين العاصي وعبد الرحمن طرام ومحمد الدر بالى وحميدة عطيوة في "وادي ماجد" صباح الجمعة 10 ديسمبر 1915 وأصدروا تعليماتهم إلى القبائل بالتمركز في المكان ذاتة، كما انضمت عائلة عميرة برأس أبو لهو إلى المجاهدين.

اختيار مكان المعركة

أصاب زعماء القبائل اختيار مكان المعركة في "وادي ماجد" فكان يمتد حوالي عشرة كيلو مترات طولًا بحيث ينهى عند مشارف قرية أم الرخم التى تبعد عن البحر 1200 متر، وعرض غير منتظم الاتساع ، بحيث يضيق ويتسع ما بين  7400 متر بانخفاض كبير عن الهضاب المحيطة، مما لا يسمح باستخدام السيارات المجهزة للعدو، فبعدة عن البحر يجعل استخدام بحرية الأعداء غير مؤثر إضافة إلي وجود مجاري بفعل سقوط الأمطار في هذا الوادي.

تولى المجاهد حسين العاصي ومعه زعماء القبائل قيادة المعركة، بحيث يكون النساء والأطفال في خيام في مؤخرة الوادي غربًا.

جن جنون الإنجليز حينما اكتشفوا حقيقة تحرك القبائل، وكان أشدهم غضبا الجنرال إسناو بحيث أمر بتعقبهم بقوه ضخمة وتحركت قوات الإنجليز فجر يوم السبت 11ديسمبر 1915 بقياده الجنرال إسناو من مرسى مطروح فى اتجاه الغرب واتخذت الساحل طريقا لنعقب

صالح حرب ومن معه.

شنت قوات الإنجليز طلقات بندقية على شمال وادي ماجد الساعة 8.30 صباحًا، فلافت بالهرب في اتجاه مطروح واشتعل الميدان بالنيران من الجانبين بحيث استخدم الإنجليز البحرية والمدفعية والبنادق وظل القتال محتدمًا طوال النهار.

خسائر قوات الاحتلال

تفوق المجاهين البدو على الأعداء، فقد أصيبت قوات العدو بخسائر كبيرة قدرت بحوالي 40 ضابطًا وإضعافهم من الجنود إلى جانب أكثر من 150 حصانًا، وعلى الجانب الآخر أصيب قائد المجاهدين حسين العاصي ولكن ظل أولادة مداعفين عنة وواقفين حولة ببسالة حتى أصيبا.

حاول الجينرال "أسناو" استمالة البدو لوقف القتال،وذلك عندما اقترب من المكان الذي يحمي النساء والأطفال من اهوال المعركة وطلقاتها، مرددًا  باللغة العربية "يانساء العرب لانخافن إنا إسناو صديق العرب" بينما كان "المجاهد صالح" مجروحا وبعض النسوة يحاولن تضميد جراحه، وعند اقتراب إسناو منهم  على جوداه أطلق علية "صالح" عدة رصاصات أردته قتيلا واستشهد المجاهد ومجموعة من النسوة برصاص الأعداء.

ساد الذعر فى قلوب الأعداء بعدما قتل الجنرال "اسناو"، الأمر الذي جعلهم يتراجعوا تاركين قتلاهم تملا الوادي فقد أسروا خمسة من المجاهدين الجرحى وهم "حسين العاصي قائد المجاهدين وولديه عبد الكريم وعلى وحميدة عطيوة ومحمد الدر بالى" وعادوا إلى قاعدتهم في مرسى مطروح ثم نقلوهم إلى المعتقل للمحاكمة كما سنرى واغتنم المجاهدين مجموعة كبيرة من السلاح والخيل وخسروا عددا من الشهداء إلى جانب الذين أسروا وانتهى اليوم الأول.

قصف قرية" أم الرخم"

وفى اليوم الثانى قاموا بقصف قرية "أم الرخم" الحالية وهدم الكثير من المنازل وفى اليوم الثالث 13 ديسمبر عاودت القوات الإنجليزية هجومها على لمجاهدين في وادي ماجد واستطاع المجاهدين صدهم بقوة إلي أن ارتدت قوات الأعداء إلى قاعدتهم في مطروح.

وبهذا يكون المجاهيدين البدو في مطروح قد نالوا شرف انتصارهم المشرف على جنود الإنجليز الأعداء.