عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فضل صيام التطوع

صيام التطوع
صيام التطوع

يُعَدّ الصيام إحدى العبادات التي شرع الله -تعالى- فيها التطوُّع، وهي عبادة عظيمة، ووسيلة جليلة للتقرُّب من الله -عزّ وجلّ-، وقد وردت في فضل الصيام في السنّة النبويّة العديد من الأحاديث، كقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).

 

كما أنّ الصوم يُعَدّ من مُكفِّرات الذنوب، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ)، وعبادة الصيامُ تقي المسلم من الانغماس في الشهوات، وترتفع بها درجته في الجَنَّة، وهي إحدى وسائل شُكر الله -تعالى-على نِعَمه، ومن فضائل الصيام ما يأتي:

 

الصيام سياحة؛ إذ إنّ اعتياد الصيام، والمُداومة عليه، صِفة أثنى الله -تعالى- عليها في القرآن الكريم؛ فوصف الصائمين بالسائحين في قوله: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).

 

وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما أنّ المراد بالسّائحين في الآية: الصائمون؛ فسياحة الأمة صيامها. الصيام لا مِثل له؛ وذلك لورود هذا الفضل في وصيّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لأحد الصحابة؛ إذ قال: (عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه).

 

الصيام مُضاف إلى الله -تعالى-؛ فقد رفع الله -تعالى- قَدْر الصيام بإضافته إلى نفسه؛ فقد

قال في الحديث القدسيّ الذي أخبر به النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به)،[٧] أمّا قوله "فإنّه لي"؛ فذلك أنّ الصيام من الأعمال التي يسهل فيها الإخلاص، ويصعب فيها الرياء؛ لأنّ إخفاءها عن الناس يسير؛ فهو من الأعمال التي لا تظهر أمام الناس بحركات مُعيَّنة، وإنّما هي نيّة في القلب. الصيام سبب في رَفع درجات المؤمن؛ إذ يجزيه الله -تعالى- به جزاءً كثيراً. الصيام من الصبر؛ فهذه العبادة تتطلّب قَدْراً كبيراً من جهاد النفس في الصبر على الشهوات، ويجتمع في الصوم نوعان من أنواع الصبر، هما: الصبر على طاعة الله -تعالى-، والصبر على ترك المعاصي، قال -عليه الصلاة والسلام-: (والصومُ نِصفُ الصَّبرِ).

 

الصيام يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ).