عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية عم أبو خالد مع الفول والبليلة بحثًا عن لقمة العيش

عم أبو خالد بائع
عم أبو خالد بائع الفول

ذو بشرة تحمل لون شمس المحروسة، رسم عليها الزمان خطوطه العريضة، رجلًا في الثانية والتسعين من عمره نحيل الجسد يرتدي جلباب صعيدي، اعتاد سكان منطقتي الزهور وخاتم المرسلين بالعمرانية الغربية الاستيقاظ على صوته الجهوري في كل صباح، حيث يسمعه الداني والقاصي، ينادي على سلعه البسيطة قوت المصريين في وجبة الفطور منذ سنوات بعيدة "الفول والبليلة".

(اقرأ أيضًا) "أبو حلاوة يا تين".. أيمن الأسيوطي قصة عشق مع الشوك

"عاوز بجنيه فول".. ربما أصبح الجنيه لا يشتري شيئًا، ولكن ما زال "أبو خالد" الرجل التسعيني يبيع لزبائنه حتى اليوم مقابل جنيه واحد فقط راضيًا برزقه البسيط الذي يجوب الشوارع في كل يوم حتى يحصل عليه حامدًا ربه على ما يكتسبه من عرق جبينه.

بدأت رحلة "أبو خالد" في بيع الفول والبليلة قبل 57 عامًا، منذ أن وطأت قدماه أرض محافظة الجيزة قادمًا من مسقط رأسه سوهاج، التي تركها مشيًا على قدميه لمدة 14 يومًا وليس في جيبه سوى 18 قرشًا، عانى الكثير حتى وصل إلى عمه الذي تبناه وحماه في بيته وعلّمه تدميس الفول وبيعه.

5 قروش كانت يومية "أبو خالد" الذي عمل مع عمه لمدة ثلاثة أعوام، في بيع الفول والبليلة، وتعلم منه أصول الشغلانة، حتى قرر الاستقلال والعمل بمفرده، حيث اشترى عربة خشبية يجرها حمار، لحمل قدر الفول والبليلة وبدأ مسيرته المستمرة حتى الآن، وأعانته عليها زوجته المخلصة التي تزوجها عام 1965.

"ساعدتني في المعيشة وكانت بمثابة ذراعي اليمين تشاركنا الحياة على الحلوة والمرة، كنت أخرج في كل صباح على عربة الفول للبحث عن الرزق وزوجتي تجلس بقدرتي الفول والبليلة أمام المنزل تبيع هي الأخرى"، هكذا تحدث عم أبو خالد عن شريكة دربه التي أنجب منها 13 ابن وابنه، وتوفي منهم 5 أبناء.

الرزق الحلال يبارك فيه المولى، فكان

لعربة الفول الخشبية البسيطة الفضل في الإنفاق على الأبناء الثمانية وتعليمهم حتى تخرجوا من الكليات وشق كل منهم طريقه في الحياة من بينهم المهندس والمُعلمة التي وصلت إلى درجة موجهة بالتربية والتعليم، ولم يقف "أبو خالد" عند هذا الحد بل كان عون لفلذات كبده حتى زوجهم وهيأ لهم عش الزوجية والاستقرار.

يوم عم أبو خالد على عربة الفول

في السادسة صباحًا يبدأ عم "أبو خالد" يومه على عربته البسيطة التي يجرها الحمار، يجوب الشوارع مناديًا بأعلى صوته "فـــول" ليخرج زبائنه من المنازل والشبابيك يشترون منه بالقليل من الجنيهات، حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا، ليتوجه إلى منزله البسيط بمنطقة الزهور.

يتناول الغداء وبعدها يُريح جسده النحيف حتى آذان العصر، ليبدأ التجهيز ليومًا جديدًا، يغسل القدر وينقع الفول وقمح البليلة في الماء حتى المغرب، ثم يضع القدر على ما يُعرف بـ"الشعلة" وهي مرحلة التسوية على نار هادئة حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي، لتبدأ رحلته مع عربته الخشبية وحماره ذو الجسد الهزيل.

"الرزق اللي بيجي بالتعب فيه الخير والبركة".. بهذه الكلمات اختتم عم أبو خالد حديثه وعلى وجهه الصغير ابتسامة رضا بما قسمه الله له.

طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد