ما هو ربا النسيئة
البعد عن الربا والحرام من الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالي ويُقصَد بربا النسيئة، أو ربا الجاهلية: الزيادة على رأس المال مقابل الزيادة في وقت السداد، ويتّضح من ذلك أنّ فيه ربا الفضل، والنسيئة، وخُصِّص بالنسيئة؛ لأنّ الغاية والمقصود من الزيادة تأجيلُ السداد، ومثاله دفع المال إلى شخصٍ آخرٍ بتحديد مدّةٍ مُعيَّنةٍ، ثمّ الزيادة على المبلغ مقابل تأجيل السداد عن المدّة المُتَّفق عليها.
وقد ثبت تحريم ربا النسيئة في القرآن، والسنّة، والإجماع، ومن تلك الأدلّة ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (الدِّينَارُ بالدِّينَارِ، والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ، فَقُلتُ له: فإنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لا يقولُهُ، فَقالَ أبو سَعِيدٍ: سَأَلْتُهُ فَقُلتُ: سَمِعْتَهُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أوْ وجَدْتَهُ
وتجدر الإشارة إلى أنّه يُحكَم بالتحريم على الزيادة بتحقُّق شرطَين، بيانهما فيما يأتي:
الأول: اشتراط الزيادة في العقد، وقد اتّفق الفقهاء على ذلك. الثاني: أن تكون الزيادة في أحد البدلَين زيادةً عُرفاً، أو عادةً؛ فأيّ زيادةٍ أو منفعةٍ تعود على صاحب المال ممنوعةٌ، ومُحرَّمةٌ شرعاً .