رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حرارة الجو لن تنقذنا من كورونا!

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اقتراب حلول فصل الصيف، تتجدد التكهنات العلمية حول اختفاء وباء كورونا العالمى نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، بعدما أكدت دراسات علمية نشرتها مجلات وصحف دولية أن حرارة الجو سيكون لها دور كبير فى التأثير على هذا المرض وقتله.

ورغم أنه لا يوجد تأكيدات على هذه الفرضيات التى تلوح فى الأفق من وقت إلى الآخر، فيما أعرب عديد من الخبراء والمتخصصين عن تفاؤلهم ببدء فصل الصيف فى مكافحة كورونا، خاصة بعدما أعلن مسئولو الصحة فى الولايات المتحدة فى وقت سابق، عن فرضية محتملة تفيد بإمكانية أن يكون فيروس كورونا المستجد موسميا، وبالتالى احتمال تراجع خطورته فى الأجواء الحارة أو الدافئة.

على جانب متناقض من هذه الفرضيات المتفائلة بخصوص مكافحة جائحة كورونا، أكدت منظمة الصحة العالمية أن تعرض الإنسان لأشعة الشمس أو لدرجات الحرارة التى تكون أعلى من 25 درجة مئوية، لن يمنع فرص الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد – 19».

وفى هذا الإطار، أكد د. هانى الناظر أن أزمة جائحة كورونا أظهرت مدرستين بشأن توقعات القضاء على فيروس كورونا، الأولى: متفائلة بخصوص قدرة ارتفاع درجات الحرارة على القضاء على الوباء، والأخرى لا تتوقع حدوث أى تغير حتى مع ارتفاع درجات الحرارة وأن الفيروس سيظل يتكاثر ومستمرا فى الانتشار إلى أن يظهر لقاح للعلاج.

ومؤخرًا أكدت دراسة فرنسية أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لا يتأثر بالحرارة العالية، بعدما أجريت تجربة أثبتت تحمله درجة حرارة وصلت إلى 60 درجة مئوية لمدة ساعة.

كما أجرى باحثون فى جامعة أيكس مرسيليا الفرنسية تجربة لقتل الفيروس، ولم يتم القضاء عليه إلا عند الوصول لدرجة حرارة 92 مئوية لمدة 15 دقيقة، وفقًا لمجلة «نيوزويك».

علاوةً على ذلك، أجريت دراسة نشرتها مجلة صينية، حول درجات الحرارة التى يتعطل فيها فيروس كورونا وقالت إنه تم تعطيل الفيروس عند 70 درجة مئوية لمدة 5 دقائق.

وذكرت الدراسة التى أعدها باحثون فى جامعة هونج كونج، أن الفيروس يظل ثابتًا لمدة طويلة إذا وجد نفسه فى بيئة يبلغ معدل درجة حرارتها 4 درجات إذا لم يتم استخدام مطهرات لإزالته منها، وفقًا لموقع إذاعة مونت كارلو الدولية.

ويفقد الفيروس حيويته فى البيئة ذاتها بعد مرور أسبوعين على وصوله إليها. ومما تخلص إليه هذه الدراسة أن الفيروس يفقد مفعوله فى خمس دقائق إذا أخضع لحرارة تبلغ 70 درجة مئوية وأنه يبقى نشطا فى بعض الأماكن لفترات تمتد من بضع ساعات إلى بضعة أيام.

وفى كلية الطب بجامعة هارفارد، أوضحت دراسة أن فيروس كورونا قد يكون أقل تأثرًا بالطقس مما يتوقع الكثيرون؛ إذ ظهرت حالات إصابات عديدة فى المناطق المدارية رغم أن دراسات سابقة أثبتت أن معدل انتقال العدوى يتراجع فى البيئات الدافئة والرطبة.

وخلص الباحثون إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة فى فصلى الربيع والصيف لن يؤدى بالضرورة إلى تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ما لم يقترن بتدابير وإجراءات صحية موسعة لمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر.

وأثبتت دراسة أجرتها جامعة ميريلاند أن فيروس كورونا المستجد كان أكثر انتشارًا فى المدن والمناطق التى تراوحت درجة الحرارة فيها بين 5 و11 درجة مئوية وكانت الرطوبة النسبية منخفضة.

على جانب آخر، حاولت د. أنس رشيد فى بحث منشور لها أن تجد تفسيراً علمياً لهذه الظاهرة عن طريق شرحها بشكل تفصيلى فى المنشور العلمى عن هوية الفيروس المستجد، حيث قالت إن هذا النوع من الفيروسات اكتشف فى الستينيات, وكانت تسبب وقتها التهاب القصبات المعدى فى الطيور خاصة الدجاج, وبعدها تم اكتشاف عناصر أخرى وتشمل: كورونا سارس سنة 2003, فيروس كورونا البشرى NL63 سنة 2004, وفيروس كورونا البشرى HKU1 سنة 2005, وفيروس كورونا ميرس 2012, وفايروس كورونا الجديد nCoV-2019، مشيراً أن معظم هذه الفيروسات تسبب عدوى الجهاز التنفسى يشتق اسم «CORONAVITUR» وتعنى بالعربية إكليل الزهور أو التاج - الهالة, نظرا للمظهر المميز للفيروسات «الشكل المعدى للفيروس» والذى يظهر تحت المجهر الإلكترونى بوجود زغابات من البروزات السطحية، مما يعطيها مظهراً على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية, حيث إن هذه الزغابات هى عبارة عن بروتينات تملأ سطح الفيروس.

وأشارت «رشيد» فى بحثها إلى أن انتقال كورونا يكون من إنسان إلى آخر عن

طريق الرذاذ التنفسى الناتج عن السعال أو العطس وتتسبب العدوى بحالات الزكام فى الأطفال والبالغين فى فصل الشتاء وأوائل الربيع. كما قد يسبب ذات الرئة الفيروسى أو الثانوى مع ذات الرئة البكتيرى , كذلك التهاب القصبات الفيروسى أو الثانوى مع التهاب القصبات البكتيرى والمتلازمة التنفسية الحادة والوخيمة «فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة سارس» - المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة «سارس, SARS»: حيث يصاب المريض بصعوبة التنفس والتهاب رئوى غامض عرف لاحقا بمتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد المسبب للوفاة.

ونوهت إلى أن فيروس كوفيد 19 يهاجم الجهاز التنفسى وتمتد فترة الحضانة إلى 14 يومًا ليصبح بعدها الشخص معديا, حيث تنتقل الإصابة سريعا من خلال الرذاذ التنفسى أثناء العطس والسعال وتصل إلى مجرى التنفس من خلال الأنف أو الفم أو حتى العينين «عبر القنوات الدمعية المتصلة بالأنف», وتزداد فرص العدوى والإصابة بين الأشخاص فى الأماكن المزدحمة وملامسة الأسطح الملوثة بالرذاذ التنفسى من الأشخاص المصابين.

وتابعت: «يبدأ المرض بأعراض تشبه نزلة البرد أو الزكام مع حمى تصل من 38 إلى 43 درجة مئوية, تتحول سريعا إلى التهاب رئوى حاد, التى تسبب ضيق النفس ونقص الأوكسجين مع وجود زرقة فى الشفتين والأطراف يتم تشخيص مرض كوفيد 19 عند الأشخاص بوجود اتصال مباشر مع أشخاص مصابين أو السفر إلى أى من المناطق الموبوءة.

من جانبها أكدت الدكتورة إيمان المراكبى أستاذ المخ والأعصاب والطب النفسى بكلية طب عين شمس أن فيروس كورونا المستجد أظهر نفسه كمرض يصيب بالأساس الجهاز التنفسى وتظهر أعراضه فى صورة سعال وارتفاع بدرجة الحرارة ورشح وصعوبة فى التنفس وفى بعض الحالات قد تصل إلى فشل فى الوظائف التنفسية وفشل فى جميع أعضاء الجسم ثم الوفاة.

للوقاية من الإصابة بالفيروس قالت المراكبى: يجب الابتعاد عن الأماكن المزدحمة ومنع السفر، وغسل الأيدى جيدا مرارًا وتكرارا بالماء والصابون مع محلول يحتوى على الكحول كمادة أساسية بالطريقة التى أوضحتها منظمة الصحة العالمية والمحافظة على النظافة الشخصية واستخدام مناديل ورقية عند السعال أو العطس والتخلص منها فورا وعدم تكرار استخدامها وتنظيف المنازل والتهوية الجيدة.

وأوضحت المراكبى أن الفيروس وزنه ثقيل نسبيا فيسقط بالتالى على أسطح المكاتب وما عليها من لاب توب وكمبيوتر وغيره لذلك يجب تنظيفها جيدا بصفة دورية. وأما بخصوص الأرضيات فيجب تنظيفها جيدا بماء مضاف إليه الكلور أو أى معقم به كحول وكذلك يجب تنظيف شاشات الهواتف الجوالة لأن لمس هذه الشاشات قد ينقل العدوى مثله مثل شاشة التحكم فى المصعد ومقابض الأبواب وأجهزة صالات الأندية الرياضية. كما يجب تجنب نزول حمامات السباحة وضرورة تعقيم المراحيض والأحواض جيدا. كما ينصح بعدم الإجهاد الجسدى وأخذ القسط المطلوب من الراحة وساعات النوم الطبيعية يوميا حتى لا يحدث ضعف فى الجهاز المناعى فيصبح عرضة للإصابة بالفيروس.