رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عودة الروح لـ«روميل» ثعلب الصحراء

روميل
روميل

حياته القصيرة ومكره العسكرى، وقربه الشديد من الزعيم الألمانى الأكثر جدلاً فى التاريخ «أدولف هتلر»، جعل منه شخصية عسكرية عالمية فى الحرب العالمية الثانية، مجيئه إلى منطقة العلمين المصرية وعشقه لأهالى «مرسى مطروح» وبدوها كان من علامات الاستفهام الكبيرة والمحيرة، فقد بادله أهل مطروح الود والتكريم، وهو مالم يحدث لأى قائد عسكرى آخر فيطلقون اسمه على أشهر شواطئ المدينة، ثم نهايته المأساوية وانتحاره بالسم، هذه هى حكاية المارشال الألمانى الشهير «إروين روميل» المولود عام 1891 فى إحدى المدن الألمانية القريبة من  النمسا، والملقب بثعلب الصحراء رغم هزيمته فى الحرب العالمية الثانية أمام القائد البريطانى «مونتجومري»، إلا أن تلك الهزيمة لم تمنع رئيس الوزراء البريطانى الماكر «ونستون تشرشل» من وصفه بالرجل العظيم.

عودة الحديث عن المارشال الألمانى «روميل» وحياته الغامضة، يجيء مع الإعلان عن بدء أعمال الترميم بمتحف كهف «روميل» المغلق منذ سنوات والتى ستبدأ خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير الجارى، وذلك بعدما قامت لجنة بمعاينة المتحف وتقديم تقرير شامل حول حالته الإنشائية، ومراجعة المنظومة الأمنية، وذلك تمهيدا لافتتاحه للزيارة أمام الجمهور الوافد من كل بقاع الأرض لكى يترحموا على ارواح جنودهم الذين ينتمون لكل الجنسيات واستشهدوا فى معركة العلمين الشهيرة فى الحرب العالمية الثانية وكان طرفاها الجيش الألمانى بقيادة المارشال «روميل» والذى انسحب بقواته وعتاده بأقل الخسائر أمام الجيش الثامن لقوات الحلفاء بقيادة الجنرال «مونتجومرى».

شهور قليلة هى التى قضاها ثعلب الصحراء «روميل» مع أهالى مدينة «مرسى مطروح الساحلية» وعايش عن قرب عاداتهم وتقاليدهم، فوقع فى حب المدينة الساحلية المصرية القابعة فى أقصى طرف من شمالها الغربي، فاختار «روميل»، كهفاً فى جوف الجبل على شكل قوس له مدخل ومخرج عند طرفيه عند المنحدر الذى يطل على الشاطئ ليكون بمثابة مقرّ له. كما اختار لقواته مكاناً يرابطوا فيه على مسافة 2 كيلو من بيوت الأهالى احتراماً وتقديراً لحياتهم الخاصة.

كما أنه خلال انسحابه من المعركة رفض اقتراحاً بتسميم آبار المياه حتى لا يستخدمها جنود الحلفاء وذلك حرصاً على

عدم الإضرار ببدو مطروح، أو حرمانهم من هذه الآبار.

فى عام 1988 حولت محافظة مطروح كهف «روميل» إلى متحف باسمه، وتم تزويده عام 1991 ببعض الأسلحة الصغيرة من مقتنيات الحرب العالمية الثانية والخريطة التفصيلية لمعركة «الغزالة» التى تؤكد مهارة القائد الألمانى فى خوضه المعارك خلال الحرب العالمية الثانية التى دارت بالصحراء الغربية كما تضم محتويات المتحف المعطف الجلدى الشهير، والمنظار الخاصين بالقائد، وكان قد قام ابنه «مانفريد» بإهدائهما إلى المتحف كما يضم البوصلة، وخرائطه التى تحوى ملاحظات روميل بخط يده ونياشينه وقلاداته التى منحها له الزعيم الألمانى «أودلف هتلر».

يعد المارشال «روميل» أحد أهم القادة العسكريين الألمان والعالم، اكتسب خبرته الحربية من مشاركته فى الحرب العالمية الأولى وعمل بعدها كمعلم للضباط فى مدرسة «وينر نيوستادت» بالقرب من العاصمة النمساوية فيينا حيث تعرف على «جوزيف جوبلز» الذى أصبح فيما بعد وزير دعاية هتلر والذى كان من أشد المعجبين بروميل، وقد ألّف روميل العديد من الكتب العسكرية والتى تناقش خطط هجوم غاية فى البراعة والذكاء مما جعل هتلر ينتبه إلى عبقريته العسكرية.

وفى الحرب العالمية الثانية اكتسب لقبه عن جدارة وتمت ترقيته إلى رتبة «فيلد مارشال» والتى نالها قبل معركة العلمين فى شمال افريقيا وذلك نظراً لانتصاراته الكبيرة على جيوش الحلفاء، وكان الوحيد الذى أمر هتلر بترقيته إلى تلك الرتبة من قادته.