شاهد | ضريح سلطان مصر والشام يغرق في الصرف الصحي
مبنى أثري يتوسط شارع الأشرف بالقاهرة القديمة يبدو عليه اليأس كمسن يجلس في منتصف الطريق ينتظر الموت، بعد ان أهلكه الإهمال وعدم التقدير، ورغم ما يحمله هذا البناء من تاريخ عريق تكاد ترويه صخوره الصلبة المتآكلة، إلا أن كل من يراه من المارة لا يصدق أنه بناء وضريح لبطل طرد آخر جندي صليبي من مصر وفتح عكا، أنه ضريح وقبة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون، الذي يراه كل من يمر من منطقة الخليفة، دون ان يعلموا حقيقته، فهو بالنسبة لهم مشهد طبيعي لاحد المباني القديمة ولكنهم لن يصدقوا قصة صاحب الضريح بسبب مدى الإهمال الذي يغرق فيه .
اللافتة ممزقة وبركة من الصرف الصحي
لم يأبه أحد بما يعانيه الضريح من إهمال، ولم يهتم أحد حتى ولو بوضع لافتة جديدة توضح تاريخ القبة وقصة السلطان الأشرف صاحب القبة والضريح، البعض يلقى على البناء نظرة سريعة وآخرين لديهم الفضول للتعرف على اسم هذا البناء ولكن بمجرد النظر للجزء الأسفل من البناء تشمئز النفوس، بسبب بركة الصرف الصحي التي غطت نصف الضريح، وخلفت بعض الحشائش المتطفلة والحشرات التي تظهر عندما تترك مياه الصرف الصحي لسنوات دون إزالتها.
تاريخ إنشاء القبة والضريح
قبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن قلاوون، تقع بشارع الصليبيين، بالقرب من القلعة ومسجد السيدة نفيسة، بحى الخليفة في مدينة القاهرة، قرر السلطان الأشرف انشاء القبة عام 687هـ 1288م، وهي مستطيلة التصميم متوجة بقبة وداخلها ضريحه، وذلك قبل وفاته وقبل أن يتولى السلطنة بعامين، لتكون مكانًا لاستقبال الفقهاء، ولتعليم القرآن الكريم، كانت قديمًا مكانًا ذو قيمة حقيقية وتاريخ لأحد السلاطنة الذي حقق نصرًا لمصر وحررها من الصليبيين .
أسرة السلطان الأشرف
ولد السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون في القاهرة في عام 666 هـ - 1267 م ، هو ثامن سلاطين الدولة المملوكية البحرية، ورغم أن الأشرف لم يكن الابن الأكبر إلا أنه تولي العهد بعد وفاة شقيقه البكر، وكان معروف عنه البراعة والشجاعة ولم يكن يهاب احدًا، بل وحصل على عداء الأمراء المماليك، التابعيين لوالده السلطان المنصور قلاوون، والذي أنجب أربعة أولاد من الذكور وابنتين، الذكور هم علاء الدين أبو الفتح على، وكان أكبرهم، والأشرف صلاح الدين خليل، والأمير أحمد، وناصر الدين محمد، وكانت والدة الأشرف خليل هى الخاتون قطقطية .
طرد الصليبيين من مصر
بعد عام من طرده الصليبيين من العالم العربي، توجه الأشرف خليل من القاهرة إلى قلعة الروم التي تقع على نهر الفرات جنوب شرق تركيا حاليا ، حيث كانت تساند الصليبين في حربهم ضد المسلمين فاستولى على القلعة، وذلك بعد حصار دام 33 يوما وغّير اسمها إلى قلعة المسلمين، كما هاجم خليل مملكة أرمينية واستولي منها على عدة مدن.
مقتل السلطان الأشرف على يد المماليك
خلال رحلة صيد في أحد القرى بالبحيرة، قُتل على يد 4 من أمراء المماليك، وهم: "بهادر وبيدرة والمنصوري و حسام الدين لجين"، وتركوا جثته وعادوا إلى القاهرة، ولكن بعد ان شاهد والي البحيرة جثمانه قام بتغسيله وتكفينه، وتم دفنه في ضريحه بالقبة، وكان سبب مقتله أن الأمراء المماليك كانوا يكرهونه أشد الكراهية .
غرق القبة في مياه الصرف الصحي
رغم ما يبرزه المكان من عظمة تاريخية لاحتواءه على ضريح السلطان الأشرف، والذي كان سببا لفتح عكا وتحرير مصر من الصليبيين، إلا أن القبة والضريح لم يتلقوا الاهتمام الذي يستحقة كباقي الناطق الأثرية في مصر، بل وأصبح المكان غارق في بحر من مياه الصرف الصحي الذي أخفى نصف المبنى أسفلة فضلا عن اختفاء الضريح الذي بنى أسفل القبة، كما انهار بعض الجدران الأمامية للقبة بسبب الرطوبة التي أدت لتآكل الطوب .
المنازل ملاصقة لجدران القبة
كما تتلاصق جدران بعض المنازل بجدار القبة بعد أن بنيت داخل السور الذي يفصل بين الضريح والشارع، فضلا عن وجود مصنع للآيس كريم تتلاصق جدرانه من ناحية اليسار بالقبة، الأمر الذي سيؤدى لكارثة مؤكدة وهو انهيارها بسبب البناء المخالف ومياه الصرف الصحي.
لمزيد من الاخبار اضغط alwafd.news