رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‮أمازيغ‮ ‬مصر..خارج الحياة


ربما لم تسمع عنهم‮ ‬،و قطعا لا تعرفهم،‮ ‬لكنهم مواطنون مصريون‮ ‬يقبعون في أجمل بقعة مصرية‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬يعرف بوجودهم إلا القليل،‮ ‬لهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم‮ ‬،عددهم‮ ‬يتجاوز‮ ‬25‭ ‬ألف نسمة‮ ‬،‮ ‬كلهم من المسلمين السنة‮ ‬،‮ ‬ينتظمون في‮ ‬قبائل‮ ‬يرأس كل واحدة منها شيخ بالانتخاب‮ ‬،‮ ‬يرفضون لفظ الأقلية لوصفهم فيجدون أنها نوع من‮ "‬الطائفية‮". ‬ويرفضون التشكيك في وطنيتهم ويفتخرون بمصريتهم‮...‬،أمازيغ‮ ‬مصرالذين‮ ‬يقطنون‮ "‬واحة سيوة‮" ‬ولكنهم‮ ‬يعتزون بهويتهم علي عكس قبيلة هواره‮ ‬التي‮ ‬يترد أن أصلها‮ ‬يرجع الي الامازيغ‮ ‬ولكنهم تحولوا الي عرب‮.. ‬كما‮ ‬يترد أن عمر سليمان‮ ‬نائب رئيس‮ ‬الجمهورية السابق من اصول أمازيغية‮.‬

‮ ‬البداية كانت من التحذيرات المتكررة والمتتالية في وسائل الإعلام التي بدأها الروائي‮" ‬يوسف العقيد‮" ‬الذي اعتبرهم‮" ‬خطراً‮ ‬علي أمن مصر‮" ‬،‮ ‬تلها الاتهامات التي‮ ‬ادلي‮ ‬بها الدكتور ابراهيم نصر استاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات والبحوث الافريقية والباحثة هالة الأسمر‮ " ‬المتخصصة في الشأن الأمازيغي‮" ‬حول قيام الامازيغ‮ ‬بإستضافة‮ ‬اسرائيليين في عيد السياحة الخاص بهم وأن ذلك‮ ‬يتم بعيداً‮ ‬عن أعين الدولة‮ .. ‬وأن طقوس هذا العيد ذات أصل‮ ‬يهودي‮ ..‬،‮ ‬اختزنت هذه الاتهامات في ذاكرتي،‮ ‬في محاولة لبحث وتقصي الحقيقة‮ ..‬وما هي إلا أيام قليلة واستنكارشيوخ القبائل هذة الاتهامات في وسائل الاعلام،‮ ‬مما زادأهتمامي‮ ‬في البحث عن‮ "‬تاريخ دولة الامازيغ‮" ‬التي‮ ‬يورخ لها بـ‮ ‬950‭ ‬عاما قبل الميلاد‮. ‬والتي‮ ‬امتدت إلي‮ ‬مصر في‮ ‬عهد الملك‮ "‬رمسيس الثالث‮" ‬حتي‮ ‬استولي‮ ‬الأمازيغ‮ ‬علي‮ ‬حكم مصر علي‮ ‬يد زعيمهم‮ "‬شيشينق الأول‮".. ‬لكن مع مرور الزمن سقط هذا الحكم وانحصر أمازيغ‮ ‬مصر وتجمعوا في‮ ‬واحة سيوة منذ حوالي‮ ‬2785‮ ‬وبقوا حتي‮ ‬الآن‮.. ‬بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم الأمازيغية‮ ‬،‮ ‬يتجاوز تعداد الأمازيغ‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬32مليون نسمة،‮ ‬منهم25‮ ‬ألف أمازيغي‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬يقطنون في‮ ‬مدينة سيوة‮. ‬

الامازيغ‮ ‬هم سكان شمال أفريقيا الاصليون قبل الفتح الإسلامي،‮ ‬واستنادا لكتابات المؤرخ وعالم الاجتماع الأمازيغي‮ "‬ابن خلدون‮" ‬فإن نسب الأمازيغ‮ ‬يعود إلي‮ "‬أمازيغ‮ ‬بن كنعان بن حام بن نوح‮" ‬الذي‮ ‬سكن شمال أفريقيا بعد الطوفان،‮ ‬وكلمة امازيغ‮ ‬تعني‮ "‬الإنسان الحر‮" ‬وقد انجب امازيغ‮ ‬بن كعنان ولدين‮ "‬بتر‮" ‬و"بارنس‮" ‬ومن نسلهما خرج الشعب الأمازيغي،‮ ‬وينفي‮ "‬ابن خلدون‮" ‬نسب الأمازيغ‮ ‬إلي‮ ‬اصول عربية،‮ ‬فهم من نسل‮ "‬حام‮" ‬والعرب من نسل‮ "‬سام‮" ‬فكيف‮ ‬يكون الأمازيغ‮ ‬من أصول عربية،‮ ‬كما أن هناك دراسات حديثة تفيد بأن اقدم الشعوب فوق الارض23‮ ‬شعبًا منه الامازيغ،‮ ‬حيث لم‮ ‬يكن العرب قد ظهروا إلي‮ ‬الوجود انذاك‮.‬

 

وكانت هذه الخلفية‮ ‬المعلوماتية نقطة الاستعداد للانطلاق الي واحة سيوة‮ ‬في عقر دار الامازيغ‮ ‬في مصر التي تقع علي الحدود المصرية اللبيية،‮ ‬انطلقنا بالسيارة فجرا بعد عدة نصائح بعدم السفر ليلا لخطورة الطريق حتي وصلنا الي مدينة مرسي مطروح،‮ ‬وبعد استراحة لم تتجاوز ساعتين‮ ‬،‮ ‬إستنفنا الرحلة وصولا الي واحة سيوة في طريق‮ ‬يقع وسط صحراء جرداء‮ ‬يملؤها صمت رهيب لا‮ ‬يشقه سوي صوت محرك السيارة وعدد محدود جدا من سيارة شركات البترول‮ ‬لايتجاوز أصابع اليد الواحدة،‮ ‬فالطريق مجرد امتداد اسفلتي لا توجد عليه اي خدمات‮ ‬،فإذا نامت عجلة السيارة وهذا وارد علي طريق‮ ‬يمتد لاكثر من‮ ‬800‮ ‬كيلو مترمن القاهرة حتي سيوة،‮ ‬فإنها لن تجد من‮ ‬ينقظنا ابدا‮ ‬،‮ ‬رغم أن هذا الطريق تم الانتهاء من رصفه عام1980‭. ‬أي‮ ‬منذ‮ ‬31عاما‮ ‬،‭ ‬وكانت سيوة قبلها شبه معزولة والوصول إليها صعب ومجهد‮.‬

واخيرا وبعد رحلة شاقة تجاوزت10ساعات وصلنا وإلي واحة سيوه،‮ ‬وكان أول مايلفت الانتباه جبل الموتي الذي‮ ‬يقع في مدخل المدينة الذي‮ ‬يعبر عن عراقة وتاريخ الواحة،‮ ‬ومدينة شالي الامازيغية‮ ‬،هي مدينة‮ ‬يمتد عمرها لاكثر من‮ ‬200عام‮ ‬،‮ ‬أنشأها الامازيغيون القدماء‮ ‬،‮" ‬الذين كانون‮ ‬يتحدثون اللغة الامازيغية وحدها انذاك بدون العربية‮" ‬فوق الجبل علي ارتفاع شديد لرد هجوم العرب المتكرر عليهم‮ ‬،‮ ‬قد احاطوها بسور كبير وبوابة ضخمة لكي‮ ‬يتحصنونا بها في حالة الاعتداء عليهم‮ "‬ويعود الشيخ عمر راجح‮" ‬شيخ قبيلة أولا موسي‮ " ‬بالتاريخ الي الوراء موضحا ان العرب كانوا‮ ‬يأتون الي الواحة فترات معينة ثم‮ ‬يرحلون منها‮ ‬،‮ ‬بينما الامازيغ‮ ‬جاءوا الي هنا وإستقروا لم‮ ‬يهاجروا المكان،ويضيف بدأ البدو‮ ‬ياتون الي الواحة ويعيشون بجوار الامازيغ‮ ‬في هذه المدينة،‮ ‬ونتج عن هذا الخليط‮" ‬المجتمع السيوي‮" ‬الذي أصبح مزيجا من أمازيغ‮ ‬وعرب‮ ‬،‮ ‬له عاداته وتقاليده الخاصة به‮ ‬،ويعتبر أهالي سيوة الحضارة الامازيغية جزءا من ثقافتهم التي ورثوها عن أجدادهم ويفتخرون بها ويسعون الي الحفاظ عليها،‮ ‬وساعدهم علي ذلك بعدهم وانقطاعهم لفترة طويلة دون وجود روابط مع ثقافات اخري ويعتبرون ان‮ ‬غني مصر بثقافات متعددة‮ ‬،‮ ‬هي التي ترسم في النهاية الثقافة المصرية التي‮ ‬يفتخر بها الجميع مشيرا إلي أن مصر تحتوي جميع ثقافات شعبها،‮ ‬لأنها تصب في‮ ‬النهاية لصالح الثقافة الأم وهي الثقافة المصرية‮ ‬،لذلك سعوا الي انشاء جمعية للحفاظ علي تراثهم وكان من ضمن أهدافها الحفاظ علي اللغة الامازيغية‮ " ‬ويؤكد الشيخ سيد عثمان‮ "‬شيخ قبيلة‮ ‬غورمي‮ " ‬أن الجمعية لم‮ ‬يكن لها بعد ديني أو طائفي اوسياسي‮ ‬،‮ ‬ولكن النظام السابق تعامل معنا كملف أمني لذلك لم‮ ‬يتم الموافقة علي إنشاء الجمعية بسبب ان من ضمن أهدافها الحفاظ علي اللغة الامازيغية كجزء من التراث‮ ‬،‮ ‬خاصة ان النظام السابق كان‮ ‬يتعامل معنا علي جهالة‮ ‬دون‮ ‬يتعرف علينا مما جعلة‮ ‬يتعامل معنا كملف أمني‮ ‬،‮ ‬ويصف الشيخ سيد عتمان النظام السابق بالجبن ودليله علي ذلك الاهانة عندما‮ ‬تم رفض إشهارالجمعية لجأنا الي جهة مانحة ولم‮ ‬يستطع النظام السابق ان‮ ‬يرفضها‮ ‬،تم إنشاء جمعية للحفاظ علي التراث بالتعاون مع إحدي الجهات الألمانية لم‮ ‬يستطع النظام السابق أن‮ ‬يعترض علي العكس عندما تقدمنا بها نحن،‮ ‬هي‮ ‬الآن تمارس عملها من قبل الثورة في جمع التراث وتدوينه سواء بالكتابة أو التصوير واللغة الامازيغية هي اللغة التي‮ ‬يتحدث بها أهالي سيوة‮ "‬،‮ ‬بالاضافة الي اللغة العربية التي‮ ‬يتم تدريسها في المدارس‮ ‬،‮ ‬لكن اللهجة الامازيغية التي‮ ‬يتحدثون بها مشوهة بسبب تداخل بعض الكلمات العربية‮ ‬فيها بسبب التعايش مع القبائل العربية‮ ‬،‮ ‬وينفي الشيخ سيد عتمان رغبتهم في تدريس اللغة الامازيغية في المدارس ولكنها تعتبر جزءاً‮ ‬من ثقافتهم وتراثهم الذي‮ ‬يسعون الي الحفاظ عليها،‮ ‬لم‮ ‬يكن أهالي سيوة‮ ‬يعرفون أن اللغة الامازيغية‮ ‬لها حروف خاصة تكتب بها،‮ ‬واكتشفوا ذلك من خلال زيارات الامازيغ‮ ‬الذين كانوا‮ ‬يأتون من المغرب والجزائر الي واحة سيوة‮ ‬بهدف السياحة أكدوا لهم‮ ‬ان هذة الرموز التي كانت منقوشة علي ملابسهم هي بعض حروف اللغة الامازيغية‮. ‬

 

أما من الناحية الاجتماعية‮ ‬،‮ ‬فيعيش الأمازيغ‮ ‬المصريون في‮ ‬واحة سيوة علي هيئة قبائل وكل قبيلة لها حدود‮ (‬مساحة خاصة بأرضها‮) ‬ولها شيخ‮ (‬حاكم عرفي‮)‬،‮ ‬وشيخ القبيلة الأمازيغية‮ ‬يعين بالانتخاب من بين عواقل القبيلة‮ (‬ممثلي‮ ‬عائلات القبيلة‮) ‬الذين‮ ‬يملكون القدرة علي‮ ‬عزله إذا خالف الأعراف،‮ ‬والامازيغ‮ ‬في سيوة موزعون علي‮ ‬10‭ ‬قبائل هي‮ ‬قبائل‮ .."‬الزناين‮" ‬و"اللحمودات‮" ‬و"الحدادين‮" ‬و"أولاد موسي‮" ‬و"أغورمي‮" ‬و"الجواسيس‮" ‬و"الشرامطة‮" ‬و"السراحنة‮" ‬و"المراقي‮". ‬في الازمات‮ ‬يجتمع شيوخ القبائل لبحث هذه المشكلة وطرح الحل المناسب لها،‮ ‬يعيشون في منازل مبنية علي‮ ‬الطراز الأمازيغي‮ ‬و هي منازل مبنية بطريقة بدائية من الرمال والملح وجذع النخل،‮ ‬ولكن الان بدأت البنايات الخراسانية تنتشر في الواحة،‮ ‬وحتي‮ ‬يتم التغلب علي ذلك أصدر مجلس المدينة قراراً‮ ‬بأن المنازل التي‮ ‬سوف‮ ‬يتم بناؤها علي‮ ‬الطراز الأمازيغي‮ ‬سيتم توصيل الكهرباء والمياه والمجاري‮ ‬مجاناً‮ ‬لأن هناك توجهاً‮ ‬لجعل سيوة متحفاً‮ ‬مفتوحاً‮.‬

‮ ‬أما من الناحية الدينية فكل الأمازيغ‮ ‬المصريين مسلمون سنة،‮ ‬علي‮ ‬مذهب الإمام مالك بن أنس،‮ ‬معظمهم متدينون بالفطرة ولايوجد هناك‮ ‬غير إحدي الطرق الطوفية تسمي‮" ‬الطريقة المدنية‮" ‬وهناك معهد أزهري‮ ‬من ابتدائي‮ ‬حتي‮ ‬ثانوي‮ ‬مشترك ولا توجد أية أقليات‮ ‬يهودية أو مسيحية في‮ ‬سيوة،‮ ‬ولكن توجد أقلية أفريقية‮ (‬نجرو‮) ‬مسلمون سنة ويشكلون طبقة العبيد المحررين وفقاً‮ ‬للنظام القبلي‮ ‬الأمازيغي‮. ‬وهولاء جاءوا الي سيوة قديما مع القبائل الأمازيغية،‮ ‬كل قبيلة تضم طبقة من العبيد من ذوي‮ ‬الأصول الأفريقية‮" ‬بهدف خدمتهم،‮ ‬لكنهم الان اصبحوا أبناء لهذة القبائل وويقول الشييخ عمر راجح أن لهم مالنا وعليهم ماعلينا‮ ‬،مؤكد أنه لايوجد عبيد الآن في سيوة لكن الجميع متساون في الحقوق والواجبات،‮ ‬جميع من‮ ‬ينتمي لقبيلة هم أبناؤها ويحتفظ الامازيغ‮ ‬بثقافتهم الخاصة المتمثلة في‮ ‬اللغة والملبس والأكلات والعادات والتقاليد وأبرزها عدم ختان الإناث،‮ ‬والزواج المبكريات الهوية علي عباءة المرأة تعد العباءة السيوية هي‮ ‬الرداء الرسمي‮ ‬لجميع السيدات السيوة،‮ ‬أما الفتيات اللواتي‮ ‬لم‮ ‬يتزوجن بعد فلهن أن‮ ‬يرتدين ما شئن من الملابس،‮ ‬بشرط ألا تظهر أي‮ ‬جزء من جسدها،‮ ‬العباءة السيوة عبارة عن قطعة قماش طويلة‮.. ‬خفيفة الكثافة‮.. ‬لونها رمادي‮ ‬في اسود في‮ ‬أغلب الحالات‮.. ‬مصنوعة من القطن للتخفيف من وطأة درجة الحرارة المرتفعة‮..‬يتوسطها خط‮ ‬يجمع بين الألوان الاحمر والاخضر والاصفر وهو عبارة عن حروف ونقوش في اللغة الامازيغية لها معني معينة ولكنها تختلف من امرأة الي أخري فهذة النقوش تحدد سن المراة التي ترتدي العباءة‮..‬وتباع بمبلغ‮ ‬250‭ ‬جنيهًا‮.. ‬لا‮ ‬يجوز لأي‮ ‬امرأة سيوية أن تخرج إلي‮ ‬الشارع دون ارتداء تلك العباءة،‮ ‬ولها أن ترتدي‮ ‬تحتها ما شاءت من الملابس،‮ ‬وفي‮ ‬الغالب تكون‮ "‬جلبية‮" ‬ذات ألون زاهية‮..‬ومن العيب أن تخرج المرأة بأي‮ ‬زي‮ ‬يحمل ألوانا‮ ‬غير الأسود والرمادي،‮ ‬لأنه‮ ‬ينظر إليها علي‮ ‬أنه ليس من الحشمة‮.. ‬كما‮ ‬يؤخذ علي‮ ‬المرأة أن تخرج إلي‮ ‬الشارع بمفردها،‮ ‬إلا أن‮ ‬يكون معها زوجها،‮ ‬و كما تحرص المرأه أن تغطي‮ ‬وجهها بنقاب في‮ ‬الغالب‮ ‬يكون لونه أسود،وقديما كانت المرأة إذا قابلها رجل‮ ‬يسير في الشارع كانت تلف نفسها بالعباءة وتجلس علي الارض حتي‮ ‬يعبر الرجل وتستكمل الي المكان الذي تريد الذهاب إليه‮.‬

أما أهم ما‮ ‬يميز لبس الرجل‮ ‬فهو‮ ‬يرتدي الجلباب الابيض وفوقه جاكتب دون أكمام‮" ‬صديري‮" ‬اسود وطاقية حمراء وهذا الزي مخصص لشيوخ القبائل بينما العامة‮ ‬يرتدون الجلباب الابيض فقط الخطوبة والزواج في الاعياد سواء‮" ‬الفطر أو الاضحي‮ " ‬تخرج البنات في ثياب جديدة ومعهما حلويات العيد التي تصنع في البيت‮ ‬ويتذوقها البنات فيما بينهم‮ ‬،‮ ‬في هذا اليوم اذا أعجب الشاب إحدي‮ ‬البنات‮ ‬يستوقفها وياخذ منها قطعة حلويات،‮ ‬هذا‮ ‬يكون بداية التعارف بين الولد والبنت،‮ ‬ثم بعد ذلك تذهب أم الشاب لخطبتها وبعدها‮ ‬يذهب رجال البيت الي أهل العروس ويتم الاتفاق‮ ‬ومن الشائع خطوبة الفتيات في‮ ‬سن‮ ‬8‮ ‬أو10سنوات،‮ ‬وتكون الخطوبة في حدود خمس أو سبع سنوات ليس من حق الشاب أن‮ ‬يري‮ ‬خطيبته علي‮ ‬الإطلاق،‮ ‬مهما طالت فترة الخطوبة،‮ ‬ويقتصر أمر لقائهما في‮ ‬العيدين فقط‮ "‬عيد الفطر وعيد الأضحي‮" ‬،‮ ‬ويهديها‮ " ‬الجمار‮" ‬وهوقلب النخلة ويعتبر قلب النخلة من أعز الاشياء عندهم وبنزعه من النخلة تموت ويحمل فائدة عالية وله طعم لذيذ جدا،‮ ‬ويقوم أيضا بإهداء الاشياء التي‮ ‬يزرعها في مزرعته‮ " ‬نعناع،‮ ‬تين‮ ‬،‮ ‬زيتون‮ ‬،رمان‮ ‬،جوافة،‮ ‬تمر،‮......." ‬ويكون الفرح في ثلاثة أيام،‮ ‬أولا‮ ‬يوم الذبح،‮ ‬وفيه‮ ‬يأتي المقربون ويقومون بمساعدة أهل العروس في الذبح و تجهيز الأكل حتي العصر،‮ ‬ثم‮ ‬يخرجون بالعروس في زفة تذهب الي مقام سيدي سليمان في المسجد الكبير ثم تذهب الي عين العرائس وتقوم هناك بغسل‮ ‬يدها ووجهها فيها،‮ ‬ثم تعود الي بيتها‮ ‬،وفي الليل‮ ‬يخرج العريس في زفة مع الشباب أصحابة الي أقرب عين من بيته و‮ ‬يستحم فيها ثم‮ ‬يغير ملابسة‮ ‬،ويتسابق الشباب لأخذ ملابسه القديمة‮ ‬،‮ ‬حتي‮ ‬يلحقة بالجواز‮ ‬ويرجع الي البيت،وتأتي الي العروسة في اليوم التالي"المشاطة‮ " ‬لكي تقوم بتسريح شعر العروس‮ ‬ثم ترتدي العروس‮ "‬النشر لاح"وهو فستان الفرح‮ ‬تخصصه أم العروس لابنتها منذ ولادتها لأن‮ ‬يأخذ سنوات بسبب الصناعة اليدوية النقوش التي ترسم عليه‮ ‬،في نفس اليوم‮ ‬يذهب أهلي العريس لكي‮ ‬يأتوا بالعروس وقديما كانت تحدث مشاجرة‮ ‬مفتعلة بين أهل العريس وأهل العروس‮ ‬يحدث فيها بعض الاصابات‮ ‬ليظهر للناس مدي تمسك أهل العروسة بأبنتهم‮ ‬،‮ ‬مدي تمسك أهل العريس أن‮ ‬ياخذوا هذة البنت الي ابنهم وأياً‮ ‬كانت النتيجة‮ ‬يصبح الطرفان في اليوم الثاني وكأن شيئاً‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬،بينما اليوم تكون هذه المشاجرة كلامية من خلال مشادات بين اهل العريس وأهل العروس ولكنها تنتهي في اليوم التالي،‮ ‬ولا‮ ‬يقابل العريس ولده لا بعد ثلاثة أيام كنوع من الحياء وتكون القابلة بعد ذلك من خلال زفة‮. ‬ومازال ـ هناك تحفظ نسبي علي‮ ‬زواج بنات القبائل من خارج قبائل سيوة باستثناء حالات قليلة جدا،‮ ‬،‮.. ‬وتنحو العلاقة بين القبائل في‮ ‬سيوة إلي‮ ‬عدم المغالاة في‮ ‬المهور،ورغم ذلك حالات الطلاق محدودة جدا ولم‮ ‬يثبت أن شهدت محكمة الاسرة حالة طلاق واحدة ولايتزوج الرجل‮ ‬غير امرأة واحدة المرأة السيوية التي‮ ‬يتوفي زوجها‮ ‬يطلق عليها الغولة،‮ ‬فأهل سيوة‮ ‬يعتقدون أن الأرملة لديها عين قوية حسود تجلب سوء الحظ لمن تقع عليه،وحين‮ ‬يتوفي زوج هذه الأرملة المسكينة التي‮ ‬قد لا تتجاوز عشرين عاما‮ ‬يصحبها أهلها مرة أخري إلي‮ "‬عين طموس‮" ‬الذي‮ ‬اغتسلت فيه‮ ‬يوم زواجها لتخلع هناك حليها وثيابها المعتادة وترتدي‮ ‬ثوبا أبيض علامة علي الحزن والحداد،‮ ‬ثم تعيش في‮ ‬عزلة تامة أربعين‮ ‬يوما؛‮ ‬ينبغي‮ ‬خلالها ألا تأكل شيئا من اللحوم ولا‮ ‬يسمح لها في‮ ‬هذه الفترة بالاغتسال أو تغيير ثوبها،‮ ‬ثم تظل سنة بعد وفاة زوجها لا‮ ‬يحق لها أن تتزوج إلا بعدها‮! ‬

‮"‬عيد السياحة‮ " ‬هو عيد الحصاد الذي تجتمع فيه القبائل‮ ‬السيوية للاحتفال به ويرجع تاريخه إلي صراع قديم بين القبائل الشرقية والغربية،‮ ‬وظلت القبائل في‮ ‬عراك وحروب حتي‮ ‬ظهر الشيخ أحمد الظافر مبعوث المهدي‮ ‬السنوسي‮ ‬حاكم ليبيا،‮ ‬الذي‮ ‬وحد القبائل‮. ‬ثم اكتسب هذا العيد فيما بعد اسم عيد الحصاد لأنه‮

‬يأتي‮ ‬متواكبا مع موسم حصاد التمر والزيتون،‮ ‬تحيي الاحتفال بالعيد الطريقة المدنية وهي إحدي الطرق الصوفية‮.‬

ومن الناحية السياسية فهو مجتمع زراعي بسيط جدا ليس له علاقة بالسياسة‮ ‬،‮ ‬ولكن عندما ظهرت العديد من المشكلات‮ ‬،‮ ‬لجأت الواحة الي النظام السابق‮ ‬،‮ ‬ولذلك أصبحت الواحة كلها تتبع الحزب الوطني‮ ‬،‮ ‬طمعا في حل مشاكلهم التي‮ ‬يعانون منها‮ ‬وليس اقتناعا بسياسة،‮ ‬ويأمل السيويون بعد الثورة في الانضمام الي حزب جديد‮ ‬يحقق أحلامهم وآمالهم ولان الثورة‮ ‬غير أهل الواحة سواء كانوا أمازيغ‮ ‬أوعرباً‮ ‬،‮ ‬كما‮ ‬يؤكد الشيخ‮ ‬راجح،مضيفا نحن هنا اخر من تاثرنا بالثورة‮ ‬،‮ ‬لكننا قمنا بالمشاركة فيها‮ ‬،‮ ‬وقمنا بتشكيل لجان لحماية الحدود المصرية بالتعاون مع المخابرات والجيش ولجان أخري لحماية مخزن الدقيق و الاشراف علي بيع البنزين والسولار حتي لايحدث عجز‮ ‬،ويضيف الشيخ راجح أنة هجتمع بالأجانب الذين‮ ‬يعيشون في الواحة لتوضيح الصور لهم وبث الطمأنينة في قلوبهم‮ .‬

ويستنكر أمازيغ‮ ‬سيوة بشدة وصفهم بالاقلية مؤكدين أنهم جزء لايتجزأ من المجتمع المصري،‮ ‬يعتبرون اتهامهم بالولاء العرقي علي حساب الدين و الوطن وهو جهل من المثقفين لهم الذين‮ ‬يتأثرون بالكتابات الخارجية و لايدركون أن المجتمع السيوي له طبيعتة الخاصة التي تعتبرجزءاً‮ ‬من الثقافة المصرية‮ ‬،‮ ‬ويؤكد شيوخ القبائل أنهم شكلوا جبهة صد في تاريخ مصر ضد هجمات قبائل عربان الصحراء ويوجه شيوخ القبائل الدعوة الي‮ ‬الذين‮ ‬يتهمونهم باستضافة الاسرائيليين الي حضور عيد السياحة‮ ‬في شهر أكتوبر القادم حت لا‮ ‬يكون لديهم مثقال ذره من الشك في وطنيتهم،‮ ‬مؤكدين أن ليس لهم علاقة بالخارج باستثناء قبائل‮ "‬جعبوب‮ " ‬علي الحدود الليبية لوجود صلة نسب بينهم وهي علاقة شعبية بين القبائل‮ .‬

 

فبعد رحلة قام بها الوفدالاسبوعي الي‮ ‬سيوة علي‮ ‬مدي5‮ ‬أيام التقينا خلالها جميع شيوخا القبائل استطيع أن أضع أمام المسئولين بعض المشكلات التي‮ ‬قامنا برصدهاخلال تلك الرحلة اولي تلك المشكلات التي اجمع عليها شيوخ القبائل،وتحتاج الي سرعة التحرك‮ "‬مشكلة الصرف الزراعي‮ "‬هي‮ ‬المشكلة الرئيسية والمزمنة التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها الواحة منذ‮ ‬11سنوات حيث تتعرض آلاف الأفدنة المليئة بأشجار الزيتون والنخيل والفواكه المتنوعة بواحة سيوة لكارثة الغرق والتصحر بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية للصرف الزراعي‮ ‬بشكل مخيف،‮ ‬مما‮ ‬يهدد الواحة بالاختفاء والاندثار خلال الأعوام القادمة،‮ ‬فمع بدايـــــــــة التسعينيات زاد التوســــع في‮ ‬استصلاح الأراضي‮ ‬بصورة كبيرة حتي‮ ‬وصل إلي‮ ‬حوالي‮ ‬9000‭ ‬فدان بما أدي‮ ‬إلي‮ ‬قيام الأهالي‮ ‬بحفر آبار سطحية وصل عددها الي‮ ‬700‮ ‬بئر‮. ‬وأدت عملية حفر الآبار إلي‮ ‬وجود خلل في‮ ‬التوازن المائي‮ ‬ناتج عن زيادة كميات المياه المتدفقة إلي‮ ‬البرك،‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬ارتفاع منسوب المياه الجوفية في‮ ‬الأراضي‮ ‬الزراعية،‮ ‬وكل الحلول التي تم تعتبر مسكنات لا تغني ولا تسمن من جوع كما وصفها الشيخ فتحي الكيلاني،‮ ‬موضحا أنه رغم وقف حفر الآبار العشوائية‮ ‬،‮ ‬وردم جزء كبير منها بعض الحفر مركزية تخدم عدة حدائق‮.‬

واستكمالا لمشكلات أهالي سيوة،‮ ‬يطالب الشيوخ والعواقل بارسال خبراء متخصصين الي سيوه لمعرفة سبب ملوحة المياه الزائدة،‮ ‬التي ما زالت الواحة تعاني منها رغم‮ ‬غلق أكثر من3000‮ ‬عين عشوائية،‮ ‬مؤكدين أن ذلك‮ ‬يتطلب أجراء بحوث علي التربة‮. ‬

‮ ‬يقول الشيخ علي منصور‮ " ‬شيخ قبيلة السراجنة‮" ‬لايوجد‮ ‬غير ماكينة رش واحدة لمكافحة الحشرات مما‮ ‬يتسبب في انتشار بعض الامراض التي بدأت تنتشر في أشجار الزيتون بصورة كبيرة مما‮ ‬يقلل من انتاج المحصول ويقول‮ ‬عبد السلام‮ ‬عمر‮ "‬من عواقل قبيلة الظناين‮ " ‬أن علاج هذه المشكلة بسيط لكنها تحتاج الي عدد كبيرمن ماكينات الرش‮ ‬يكفي المساحة المزروعة،‮ ‬يطالب مشايخ القبائل المسئولين بضرورة الاهتمام بمشكلات الزراعة لانها المهنة الرئيسة في سيوة‮ ‬

وتأتي مشكلة الصرف الصحي في المرتبة الثانية كما‮ ‬يضعها الشيخ مشري سعيد‮ " ‬شيخ قبيلة الحمودات‮" ‬موضحا أن الواحة لم‮ ‬يدخلها الصرف الصحي حتي الان‮ ‬،ويلتقط الكلام الشيخ سيد عثمان‮" ‬شيخ قبيلة أغرومي‮" ‬موضحا ان الدولة كانت بدأت في تنفيذ مشروع الصرف الصحي في عام‮ ‬2000من خلال إنشاء محطة صرف كانت تقوم بتنفيذها شركة الاسكندرية الانشاءات و كان مخطط لها بعد خمس سنوات تسليم المرحلة الاولي‮ ‬،ولكن المشروع توقف تماما بسبب خلاف بين الدولة والمقاول‮ ‬،‮ ‬وتم إهدار المال العام ورغم مرور أكثرمن عشر سنوات لم تري محطة الصرف الصحي النور حتي الان‮ ‬،‮ ‬وساعد عدم وجود الصرف الصحي علي انتشار الامراض في الواحة خاصة بين الاطفال‮ .‬

يوجد في سيوة انقي مياة الشرب‮ ‬،‮ ‬لكن أهلها‮ ‬يشربون مياه‮ ‬غير صالحة‮ ‬،‮ ‬بهذة الكلمات عبر الشيخ ابراهيم عبد القادر‮ "‬شيخ قبيلة الحدادين"تلوث مياة الشرب التي‮ ‬يشربها اهالي الواحة،‮ ‬ويضيف‮ ‬يوجد في سيوة خمسة مصانع مياه معدنية تبيع أنقي مياة الشرب الي معظم دول العالم،‮ ‬ونحن لا نجد مياها نظيفة تصلح للشرب‮ ‬،مو ضحا انه تم أجراء تحليل لمياه الشرب‮ ‬،وقداثبته نتائج التحليل أنها مياه لاتصلح الاستخدام الادامي‮ ‬،‮ ‬يطالب المسئولين في المحافظة بتوفير أبسط حقوق الانسان وهي نقطة مياه نظيفة‮ ‬،‮ ‬متسائلا كيف تاتي الشركات الاستثمارية ولتقوم بتنقية مياه الشرب وبيعها ونحن لا نجدها

‮ ‬لايوجد أطباء في جميع التخصصات‮ ‬،‮ ‬بهذه الحجة لم‮ ‬يتم افتتاح المبني الجديد بمستشفي سيوة المركزي الذي تم تطوره من ثلاثة سنوات ويوجد به جميع الاجهرة لكنة مازال مغلق حتي الان‮ ‬،‮ ‬بينما المبني القديم لا‮ ‬يصلح لان‮ ‬يكون مستشفي فالداخل فيه مفقود،‮ ‬فهو‮ ‬يعاني من تدن شديد في الخدمات‮ ‬،‮ ‬ونتيجة ذلك‮ ‬يقول الشيخ عمر راجح‮ "‬شيخ قبيلة أولاد موسي‮" ‬ظهرت أمراض لم نسمع عنها،‮ ‬مثل‮ " ‬الانيميا المنجلية‮" ‬هي‮ ‬احد أنواع فقر الدم التي‮ ‬تسبب تكسر كريات الدم الحمراء‮ ‬،وتنتشر في افريقيا و الشرق الاوسط بشكل خاص،‮ ‬ويؤكد الشيخ عمر أنها أصبحت منتشرة في الواحة‮ ‬،‮ ‬فهناك أكثرمن‮ ‬150حالة تذهب الي مستشفي مطروح علي بعد أكثرمن‮ ‬300‮ ‬كيلو متر لتغيير الدم باستمرار‮ ‬،‮ ‬وهو مادفع الاهالي الي التظاهر‮ ‬يوم الجمعة الماضية للمطالبة بفتح المبني الجديد ويلتقط الكلام الشيخ مصطفي عليوة‮ "‬شيخ قبيلة الجواسيس‮" ‬و أيضا أنيميا البحر الابيض المتوسط بدأت تنتشر في الواحة بصورة تسير القلق‮ ‬،‮ ‬ويؤكد أنهم قاموا بإرسال أكثرمن شكوي الي المسئولين في مرسي مطروح لكنها لم تحرك ساكنا،‮ ‬ويطالب راجح وزير الصحة بضرورة إرسال فريق طبي الي الواحة‮ ‬يقوم بعملية مسح شامل لمعرفة وتحديد أسباب أنتشار المرض،‮ ‬خاصة أنه لايوجد له علاج‮ ‬غير نقل الدم‮ ‬،‮ ‬ولايوجد بنك دم في سيوة مما‮ ‬يجعلنا نقطع‮ ‬مسافات طويلة حتي نصل الي مستشفي مطروح،‮ ‬يضيف راجح أن أهمية الفريق الطبي تكمن في تحديد اسباب انتشار المرض،‮ ‬وهل زواج أقارب‮ ‬،أوتلوث مياه أو سوء تغذية وبالتي نستطيع الحد من انتشار المرض‮.‬

وتأتي السياحة في مرحلة متأخرة بالنسبة لاهالي سيوة بعد الزراعة التي تعتبرأهم نشاط بالنسبة الي أهالي سيوة وذلك لاهتمام الدولة بها مؤخرا‮ ‬،ولكنها تحتاج الي مزيد من الاهتمام كما‮ ‬يري الشيخ فتحي الكيلاني‮" ‬شيخ قبيلة الظناين‮" ‬ويحدده الكيلاني في عدة نقاط أهمها تطوير وتوسيع طريق مرسي مطروح‮- ‬سيوة‮ ‬الذي‮ ‬يمتد بطول‮ ‬305‭ ‬كيلو مترات دون وجود محطة بنزين أو كافتيريات نظيفة تخدم السائحين والمسافرين أو حتي‮ ‬نقطة مرور،‮ ‬لو تعطلت السيارة في‮ ‬هذا الطريق‮ ‬فمن المؤكد أنك سوف تعجز عن التصرف،‮ ‬ويسال اأكيلاني لماذا لا تقوم وزارة البترول وخاصة ان هناك حقول بترول خالدة علي‮ ‬هذا الطريق في‮ ‬عمق الصحراء بإنشاء بعض محطات البنزين أو حتي‮ ‬المحافظة أو أية جهة أخري‮ ‬طالما أن المستثمرين لا‮ ‬يجدون ما‮ ‬يحفزهم علي‮ ‬مثل هذه المشروعات،‮ ‬ويطالب بتوسعت الطريق بحيث‮ ‬يكون طريقا مزدوجا موضحا أن المنطقة في أمس الحاجة الي مطار مدني بدلا من استخدام المطار العسكري لاستقبال الافواج السياحية‮.‬

ويسال الشيخ علي منصور"شيخ قبيلة الزناين"عن سر توقف طريق سيوه ذ‭ ‬الواحات الذي بدأ العمل فيه منذ سنوات وبعد رصف‮ ‬190‭ ‬كيلو مترا توقف الرصف تماما،‮ ‬رغم أن هذا الطريق سوف‮ ‬يحدث نقلة نوعية في الواحة سواء علي مستوي السياحة‮ ‬فهو‮ ‬يربط جميع واحات مصر ببعضها أو الزراعة هناك العديد من المناطق التي كان تزرع قديما ويوجد بها مياه لكنها خلية الان من السكان أو بالنسبة تجارة سوف‮ ‬يساعد علي تقريب المسافة بين سيوة والقاهرة،‮ ‬بالاضافة الي تعمير الصحراء‮ .‬

و من‮ ‬يريد أستخراج إثبات شخصية أو شهادة ميلاد عليه أن‮ ‬يقطع أكثر من‮ ‬300‭ ‬كليو متر لاستخراجها،‮ ‬لانه لايوجد سجل مدني سيوة ويقول الشيخ عمر راجح طلبنا مرارا بانشاء سجل مدني خاص بنا،‮ ‬وطلبت وزارة الداخلية توفير شقة تكون مقرا لمكتب السجل المدني،‮ ‬بعد توفيره وتجهيزه‮ ‬،‮ ‬قالوا أنه لايوجد موظفون‮ ‬،‮ ‬فجاء بموافقة من المجلس المحلي بانتداب اثنين من الموظفين‮ ‬،ورغم ذلك لم‮ ‬يتم إنشاء السجل المدني حتي الان‮.‬

في النهاية أجمع الشيوخ والعواقل علي أننا نريد فكرا جديدا‮ ‬يتم تطبيقه من خلال إدارة حكيمة ومدركة تستطيع توظيف الموارد الغزير مع الامكانيات المتاحة‮ ‬،متسائلين لماذا لايتم توجيه المياه الزائدة عن الواحة الي الاف الافدنة المنتشرة في الصحراء حول الواحة خاصة أنها صالحة لزراعة وهناك شباب عاطل مطالبين بدراسة ذلك الموضوع‮ ‬،في نهاية لقائي بهم سألت نفسي كيف‮ ‬يتهم هولاء بأنهم خطر علي أمن مصر،‮ ‬رغم حبهم الشديد لهذا البلد خاصة أن هذه الاتهامات تسبب لهم جرحا عميقا لايلتئم بسهولة