ضاقت بهم الأرض فعاشوا تحتها.. أشهر مجتمعات بشرية تسكن السراديب

السكن في الكهوف والبقاء في سراديب لمدة طويلة، أمر يصعب تصديقه في وقتنا الحالي، لكن هذه حقيقة عاشت فيها العديد من المجتمعات البشرية في فترة من الزمن.

 

(اقرأ أيضا)..  التقطيع والسلق بالماء المغلي..أبشع العقوبات في التاريخ

 

عاش الناس تحت الأرض في فترات طويلة من الزمن لأسباب مختلفة، مثل بناء منازل نصفها تحت الأرض لغياب المواد اللازمة للبناء كليًا فوق الأرض، أو من أجل الحفاظ على أنفسهم، أو من أجل الاختباء من الأعداء، وغيرها من الأسباب.

 

1.مدينة الجن في كبادوكيا التركيّة

تعد مدينة كابادوكيا التركية من أشهر المدن التي بنت فيها المنازل تحت الأرض، وذلك من أجل حماية الناس من الحروب وتغيرات الطقس العنيفة.

 

وقيل في الأزمنة الماضية، أن سكان هذه المدينة كانوا يعيشون في موقع استراتيجي، حيث أصبحوا عرضة لهجمات مستمرة في العصور الوسطى من قبل الجيوش التي تعبر من المنطقة.

 

ولهذا السبب كان السكان يهربون إلى أسفل الأرض من أجل الاختباء والهرب لشهور طويلة من الأعداء، مما جعلهم يبنون مدينة بالأسفل تتكون من 18 طابقًا وعمق 85 مترًا، للاستفادة من المساحة وبناء غرف معيشة ومتاجر للبيع وممرات للخروج والدخول إلى فوق الأرض من خلالها، مما جعلها تعرف باسم مدينة الجن.

 

2.بلدة كوبر بيدي الأستراليّة

تعد بلدة كوبر الأسترالية من أشهر المناطق التي يعيش سكانها تحت الأرض، حيث يعيش نصف السكان تقريبًا في منازل محفورة تحت الأرض على جوانب المرتفعات.

 

اكتشفت هذه البلدة منذ نحو 100 عام تقريبًا، عندما اكتشف مراهق أحجار الأوبال، وأصبحت تقدم نحو 70٪ من إنتاج الأوبال في العالم، وبسبب درجة حرارتها المرتفعة للغاية، ابتكر السكان طريقة للتخفيف من الحرارة عن طريق إنشاء منازل تحت الأرض.

 

اليوم بإمكانك رؤية مجتمع كامل هناك تحت الأرض، يضم مناجم ومتاحف وكنائس، حتى إن نصف غرف فندق Desert Cave تحت الأرض، ما يتيح

للضيوف والسياح تجربة الحياة تحت السطح.

 

3.سكان الأنفاق

في القرون الأخيرة، أتخذ المشردين والمهمشين، الانفاق والبنية التحتية المهجورة، سكان لهم، حيث يعيش الآلاف منهم داخل الانفاق الواقعة تحت مدينة نيويورك، ولاس فيجاس.

 

وفي العاصمة الرومانية بوخارست لا يختلف الأمر كثيراً، إذ إنّ هناك المئات من الشباب والأطفال الذين نسيهم المجتمع الروماني، يعيشون في وضع مأساوي أسفل بوخارست، ويقود هذه المدينة السفلية رجل يطلق على نفسه اسم "بروس لي"، بسبب ولعه بقتال الشوارع، ويصف نفسه بأنه المسؤول عن الشباب والأطفال الذين يعيشون معه في الأنفاق الحارة والضيقة، وبأنه يقدم لهم الأدوية بشكل دائم، لاسيما أنّ مرضى السل وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ينتشرون بكثرة هناك، وفقاً لما ذكره موقعThe Modern Rogue.

 

ووصل الشباب إلى أنفاق بوخارست نتيجة إغلاق الحكومة دور الأيتام في العام 1989، وإلقاء جميع الأطفال في الشوارع، ليجدوا أنفسهم داخل هذا المجتمع الجديد.

موضوعات ذات صلة:

مرح في الحرب العالمية الأولى.. قصة هدنة الجنود للغناء والرقص مع الأعداء

مجوهرات الموت.. كيف كان الخاتم وسيلة للانتحار والقتل

ثمن الجمال.. رحلة مع أغرب وأخطر المواد المُستخدمة للتجميل في العصور القديمة

السرقة الأبطأ في التاريخ.. كيف اختطف جثمان الإسكندر الأكبر من بابل لمصر