جزيرة الشيطان.. أرض ساحرة حولها نابليون إلى سجن مُرعب
عندما تشاهد صور لجزيرة الشيطان واحدة من أشهر المعالم السياحية في العالم، تشعر وكأنك في جنة من جنان الأرض، حيث أشجار النخيل والمياه المتلألئة والمساحات الخضراء الواسعة، لكن عندما تعرف القصة الحقيقية وراء هذا المكان، يقشعر بدنك من الوحشية التي عاشها آلاف الرجال على هذه الأرض، لينتهى بهم المطاف، مجرد أشلاء ترمى في البحر كغذاء لأسماك القرش.
اقرأ أيضا: أزمة ميراث الباشا.. أين ذهبت تركة محمد علي باشا؟
جزيرة الشيطان.. مقبرة أعداء نابليون
استمرت جزيرة الشيطان على مدار 100 عام كمستعمر فرنسية، فمن بين 1852 إلى 1953، كانت أرض الجزيرة ما هي إلا سجن كبير يضم سجناء بتهم مختلفة لكن جميعها متعلق بنابليون الثالث، فضلًا عن الذين لم يرتكبوا ذنبًا يذكر على الإطلاق، لكن مجرد ذكر اسم نابليون بأي شر، ينتهي به الأمر في جزيرة الشيطان.
قبل تحول الجزيرة الرائعة إلى سجن ومقبرة، كانت ملاذًا للذين يبحثون عن الاستشفاء الروحي والتأمل في الطبيعة، فكثيرًا ما قصدها المستوطنون الفرنسيون المصابون بالحمى خلال ستينيات القرن الثامن عشر، وأطلق عليها عدة تسميات منها "إيل رويال، إيل سانت جوزيف، إيل دو ديابل (جزيرة الشيطان) بسبب انتشار أسماك القرش.
لكن بعد وصول الإمبراطور الفرنسي للعرش، لم تعد تلك الجزيرة تستقبل سوى السجناء الذين عانوا من سوء المعاملة ونقص التغذية والأمراض، مما أدي إلى موت معظمهم، وكان أبرز هؤلاء المساجين، معتقلين سياسيين، وافتتح نابليون "جزيرة الشيطان" كسجن رسمي لمعارضيه، بضم أول دفعة من السجناء بضم 239 سياسيًا من الجمهوريين الذين عارضوا انتزاعه السلطة.
كانت تحمل السفن بالسجناء، وتبحر نحو جزيرة الشيطان، وفي الطريق كان يقيد السجناء ويضعوا في أقفاص، ويلقوا حتفهم على أرض الجزيرة بعد ذلك.
وكان أغلب السجناء لا يستطيعون
جزيرة الشيطان اليوم
توقفت الحكومة الفرنسية رسمياً عن إرسال السجناء إلى الجزيرة في عام 1938، غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون إغلاقها بالكامل، وتواصل إرسال قليل من السجناء الآخرين حتى عام 1946، ولم يرحل آخر معتقل في جزيرة الشيطان حتى عام 1953.
وفي السنوات المئة التي كانت جزيرة الشيطان فيها سجناً، وصل عدد سجنائها إلى 80 ألفاً، وبالرغم من أن الجزيرة عادت لتستقبل الزوار والسياح بعد ذلك إلا أن أنقاض السجن الذي لا يزال موجوداً في الأدغال إلى اليوم، ويعتبر الذكرى التعيسة الباقية من الأيام الخوالي.
موضوعات ذات صلة:
إبراهيم باشا النبراوي.. بائع البطيخ الذي أصبح طبيب محمد علي
قصة أول متحولة جنسيًا في العالم.. كيف غير الرسم حياة "ليلي إلبي"
فيلم مغربي بإنتاج سعودي وأبطال مصريين.. سر منع "أفغانستان لماذا" لسعاد حسني