رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسماعيل صدقي 1930 رأس الذئب الطائر!!!

كل من يفكر الآن.. سواء كان شخصاً أو جماعة.. في أن يتحكم في مصر... أهدي له هذه القصة:
نهاية عام 1929 وبداية عام 1930 اجتاحت العالم أزمة اقتصادية قاسية.. وصلت إلي أمريكا التي اضطرت إلي أن تستدين من «بريطانيا العظمي»!!! التي كانت لا تغيب عنها الشمس.. فهي ممتدة من كندا غرباً إلي الهند شرقاً مروراً بمصر وغيرها..

ومصر لم تكن  بعيدة عن العالم.. فقد تأثرت أيضاً بالحالة  الاقتصادية العالمية.. لذا تم إسناد رئاسة الوزارة لإسماعيل صدقي باشا الرجل الاقتصادي اللامع في ذلك الوقت..
طلب اسماعيل صدقي صلاحيات واسعة  لمواجهة الموقف... قراراته محصنة من كل الوجوه... قضائياً وبرلمانيا وملكيا... أخذ كل السلطات في يده!!!
لذا قام بحل البرلمان... وألغي دستور 23 الذي كان يحمي كل الحريات... ووضع دستورا «علي مقاسه بالضبط» وهو دستور 1930... وأجري انتخابات جديدة... ورغم كل سبل التزوير التي مارسها نال حزب الوفد ما يقرب من نصف مجلس النواب...
هناك موعد محدد لافتتاح البرلمان في شهر نوفمبر... يلقي فيه رئيس الوزراء نيابة عن الملك ـ الذي يحضر الافتتاح يلقي ما كان يسمي بخطاب العرش... ألغي اسماعيل صدقي هذا الافتتاح وأصدر قرارا بتأجيل الموعد إلي أجل غير مسمي... وهو القرار الذي لم يصدر قط من قبل ولا من بعد... ولكن قراراته محصنة.... كما كان يريد الرئيس مرسي الآن!!!!.
...
وهنا كانت  الحكاية المشهورة المسماة «تحطيم السلاسل»...
قرر مصطفي النحاس باشا افتتاح البرلمان رغم أنف الحكومة والملك...وذهب إلي البرلمان وخلفه كل النواب الوفديين سيراً علي الأقدام بعد أن تركوا سياراتهم في شارع قصر العيني... فوجدوا البرلمان مقيداً بسلاسل من حديد وأقفال ضخمة ويقف عند الباب قائد الحرس البرلماني وكان اسمه «القائم مقام أمين خليل» ـ القائم مقام هو العميد الآن ـ فوقف النحاس باشا وقفته الشهيرة متكئاً علي عصاته مثل سيدنا سليمان وبأعلي صوته قال لقائد الحرس:
ـ حطم السلاسل ياحضرة القائم مقام!!!
وقد كان... وهدد اسماعيل صدقي ساعتها بغلق أبواب البرلمان عليهم إذا لم ينصرفوا فورا  كسجن لهم لمدة يعلمها الله... فانصرفوا بعد أن سجلوا افتتاح البرلمان رسمياً في موعده المحدد...
المهم أن اسماعيل صدقي حكم البلاد بالحديد والنار... كان الجميع يعلمون أنه يستطيع ولا يتورع أن يعمل أي شيء ـ

ولا يهمه  ولا يخيفه أي شيء!!!
***
وهناك حكاية جانبية... تهم «إخواننا»...!!
كان قد ظهر في مدينة الاسماعيلية جماعة «دينية» جديدة.... ظهرت منذ أشهر قليلة... كان يرأسها مدرس اسمه «حسن البنا»!!!! طلب  مقابلة اسماعيل صدقي شخصياً!!! فقابله صدقي باشا وأعطاه المعونة المالية التي كان قد طلبها حسن البنا لنشر الدين والأخلاق  الحميدة!!! فأرسل حسن البنا برقية شكر لإسماعيل صدقي قال فيها:
ـ واذكر في الكتاب اسماعيل انه  كان صادق الوعد يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا....
وظل حسن البنا قريباً من صدقي باشا خلال سنوات صدقي القليلة الباقية من عمره...
***
المهم...
حكم صدقي باشا البلاد بقبضة من حديد وربما أشد من الحديد!!! مؤيداً من السراي والانجليز لأبعد الحدود... خاصة أنه كوزير مالية من المعدودين علي الأصابع عالمياً... وجنب البلاد  انهيارا اقتصادياً...
ـ رغم كل ذلك.. هل استطاع أن يظل في الحكم؟ أبداً كان كرسي الرئاسة  جمرة من النار لا يستطيع الجلوس عليها... مقالات في الصحف مليئة بالسم الذي لا تستطيع أن تحاسب صاحبه عليه وكذا في الاذاعة... اضرابات مفتعلة... ووصل الأمر إلي  حوادث مجهول ومعلوم  صاحبها... لم يكن يستطيع أن يمشي في الشارع أو حضور الاجتماعات غير الرسمية...
ـ شعر أن الشعب كله يكرهه... لم يكن يستطيع أن يبعد عن مكتبه.. فقدم استقالته.. وحاولت السراي والانجليز أن يثنوه عنها بلا جدوي... وبدأت مصر ترقص فرحاً  علي أشلاء دستور 1930 وعاد دستور الحريات دستور 23... لا يصح إلا الصحيح.... فهل من مدكر؟؟؟
عبدالرحمن فهمي