رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ماكرون يرفض الاعتذار للجزائر عن سنوات الاستعمار

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

دعت الجزائر فرنسا باستمرار لتقديم اعتذار رسمي عن الجرائم التي اقترفتها خلال فترة الاستعمار، ما يشكل معضلة كبيرة لكل الرؤساء الفرنسيين الذين يرفضون فكرة تقديم اعتذار رسمي للمستعمرات السابقة.

 

فرنسا تقترح رفع سن التقاعد.. والنقابات تدخل في الإضراب
وفي آخر التطورات، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب الصفح من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم، مؤكدًا رغبته في استقبال نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في باريس هذا العام لمواصلة العمل وإيّاه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين، وفقًا لموقع الغد الإخباري.
وفي مقابلة مطوّلة أجراها معه الكاتب الجزائري كامل داود، ونشرتها أسبوعية "لوبوان" الفرنسية، مساء الأربعاء، قال ماكرون إنه ليس مضطرًا لطلب الصفح، فهذا ليس الهدف، مضيفًا أن الكلمة ستقطع كلّ الروابط.

وأوضح الرئيس الفرنسي أنّ أسوأ ما يمكن أن يحصل هو الاعتذار ثم يذهب كل طرف في سبيله، مشدّدًا على أنّ عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، بل عكس ذلك تمامًا.

وأوضح أنّ عمل الذاكرة والتاريخ يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أمورًا لا توصف، أمورًا لا تُفهم، أمورًا لا تُبرهَن، أمورًا ربّما لا تُغتفر.

ومسألة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر (1830-1962) هي في صميم العلاقات الثنائية والتوتّرات المتكرّرة بين البلدين.

وفي 2020، تلقّت الجزائر بفتور تقريرًا أعدّه المؤرّخ الفرنسي بنجامان ستورا بناءً على تكليف من ماكرون، دعا فيه إلى القيام بسلسلة مبادرات من أجل تحقيق المصالحة بين البلدين، وخلا التقرير من أيّ توصية بتقديم اعتذار أو بإبداء الندم، وهو ما تطالب به الجزائر باستمرار.

وفي مقابلته أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في أن يتمكّن الرئيس تبّون من القدوم إلى فرنسا في عام 2023، لمواصلة عمل صداقة غير مسبوق بعد الزيارة التي قام بها ماكرون نفسه إلى الجزائر في أغسطس 2022.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان بالإمكان أن تتخلّل هذه الزيارة المرتقبة لتبّون إلى فرنسا مشاركة الرئيس الضيف في مراسم تكريم أمام نصب الأمير عبد القادر الجزائري في مقبرة أبطال مقاومة الاستعمار ببلدة أمبواز (جنوب غرب باريس)، قال ماكرون إنّ مثل هكذا أمر سيكون "لحظة جميلة جدًا وقوية جدًّا".

واعتبر ماكرون أنّ إقامة هكذا مراسم سيكون لها معنى في تاريخ الشعب الجزائري، وبالنسبة للشعب الفرنسي، ستكون فرصة لفهم حقائق مخفيّة في كثير

من الأحيان.

وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسئولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال معركة الجزائر عام 1957، ومندّدًا بجرائم لا مبرّر لها ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر 1961.

لكنّ الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن استعمارها لم تأت أبداً، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم بين الجانبين.

وساعدت الرحلة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في أغسطس على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها بعد الأزمة التي أشعلتها تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي في أكتوبر 2021 واتّهم فيها النظام السياسي العسكري الجزائري بإنشاء ريع للذاكرة وشكّك كذلك بوجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار.

وفي مقابلته مع لوبوان أقرّ ماكرون بخطأ تصريحاته تلك.

وقال "قد تكون عبارة خرقاء وقد تكون جرحت مشاعر" الجزائريين، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "لحظات التوتر هذه تعلّمنا. عليك أن تعرف كيف تمدّ يدك مجدّداً".

كما دعا ماكرون إلى تهدئة التوتّرات بين الجزائر والمغرب، مستبعدًا نشوب حرب بين الجارين اللّدودين.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المغرب في أغسطس 2021، متّهمة الرباط بارتكاب أعمال عدائية، في قرار اعتبرته الرباط غير مبرر بتاتاً.

ودعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت سابق، فرنسا للتحرّر من عقدة المستَعمِر، مؤكدًا أن الجزائر كذلك يجب أن تتحرّر من تلك العقدة، لضرورة فتح صفحة جديدة بين البلدين، بعد أكثر من 60 عاماً على نهاية الحرب 

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: