رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بماذا ميز الله الصائمين عن غيرهم

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

قال الدكتور وليد مرعي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله عز وجل اختص الصائمين فقط دون سواهم باجتماعهم على باب يسمى الريان (من الريّ، ضد العطش) لا يظمؤون بعد دخولهم منه؛ مجازاة لهم لما كان يصيبهم من العطش من صيامهم في الدنيا، فيدخلهم منه تبشيرًا لهم بانقطاع ظمئهم أبدًا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ»، وفي رواية: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» (البخاري: 3257، ومسلم: 1152).

 

اقرأ أيضًا.. كيفية اغتنام ما تبقى من رمضان

 

وأضاف "مرعي" في "حديثه للوفد" أن هؤلاء تساووا جميعًا على اختلاف طبقاتهم وأصولهم وفروعهم وأعمارهم في تناغم عجيب، وتساووا في اجتماعهم على الفطر في توقيت واحد، هو آذان المغرب، وكذلك تساووا في اجتماعهم على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس؛ ليطلعهم على معاناةِ غير الواجد، فيشعرُ الغني بالفقير، والقويُّ بالضعيف، والمنعَّم بصاحب الحياة الخشنة.

 

وأوضح عضو الأزهر للفتوى، أن الشهرُ الفضيل وحدهم على تلمس المبادئ الفضلى، والأخلاق العظمى، فلا سباب، ولا مشاتمة، ولا اعتداء؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» (متفق عليه)، ووحَّدَهُم أيضًا على المواساة والأخوة؛ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» (الترمذي: 807).

 

وذكر، أن رمضان يجمعنا على صدق الأخوة والمواساة بالطعام، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»(متفق عليه)، ووحَّدَ الشهرُ الفضيل الصائمين على الصبر والانضباط، الصبر على الأوامر والطاعات التي

يؤدونها، والصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقعوا فيها، والصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يسخطوها.

 

وأكمل: "ففي رمضان صبر على الطاعات: كالصبر على الصلوات فرضًا ونفلًا، والصيام, وقراءة القرآن، والمناجاة، وصبر على المعاصي: من النظر الحرام، والأكل الحرام، والرفث واللغو وغير ذلك، وصبر على الأقدار والأقضية: من الابتلاء بالجوع والعطش، ومكابدة الحر، وحصول بعض المكاره، فالجميع في رمضان يحترم بعضهم بعضًا؛ لتشاركهم في تجربةٍ واحدة تجعلهم يقدّرون الجهد الذي يبذله كل واحد منهم في صبرِهِ.

 

وتابع: "هو شهر الصبر والمواساة كما أخبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنه بقوله: «هُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» (صحيح ابن خزيمة: 1887)، ووحَّدَ الشهرُ الفضيل الصائمين على اللقاء في بيوت الله، لأداء الصلوات المفروضات، وشعيرة التراويح، وحضور مجالس الذكر، وقراءة القرآن".

 

واختتم قائلًا: "تلك الأمور التي جمع رمضان الناس عليها هي إشارات رمزية، حريّ بنا أن ننطلق منها لتحقيق مبدأ الوحدة بين المسلمين؛ لبناء مجتمع مسلم قويّ في كافة الأزمان، يصدق فيه قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (متفق عليه)".