عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تفسير قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى

 قال الدكتور محمد سليمان، أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} [النساء: 59]، نداء منه سبحانه لعباده المؤمنين بأحب صفاتهم إليهم، وأكرم خِلالهم عليهم، وهو الإيمان بالله - تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، يأمرهم فيها بطاعة الله - عز وجل -، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أولي الأمر، وهم الحكام والولاة.

 

اقرأ أيضًا.. كيفية اغتنام ما تبقى من رمضان

 

وأضاف "سليمان" في حديثه لـ"بوابة الوفد": أن طاعته - عز وجل - فبالعمل بكتابه من أمر ونهي وتحليل وتحريم وغير ذلك، وأما طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فبالتمسك بسنته، وتقديمها على الأهواء والأفكار والدعوات الهدامة بطرحها والتخلي عنها، أو تأخير منزلتها.

 

وأوضح أستاذ التفسير وعلومه، أن أولو الأمر طاعتهم مرهونة بطاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لذا لم يذكر في حقهم فعل الأمر (أطيعوا) فطاعتهم ليست مستقلة، كطاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بل طاعتهم مرتبطة بطاعتهم هُم لله - تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن هنا قال العلماء: إن أولي الأمر هنا هم أمراء الحق والعدل؛ لأنه لا يجوز أن يعطف غيرهم على الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في وجوب الطاعة، وأما أمراء الظلم والجور فالله - تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم - منهم براء.

 

وتابع: "ومما قاله أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما ولي الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم" [السيرة النبوية لابن هشام]، وهذا يدل على مدى صدق هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم - في دينهم، وصحة عقيدتهم.

 

وبين أن قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} فيه بيان لما يجب على المؤمنين أن يفعلوه إذا ما وقع خلاف بينهم في أمر من

أمور الدين، وهو أن يردوه إلى القرآن الكريم، فإن لم يجدوه فيه ردوه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته، أو إلى سنته النبوية بعد مماته، ففيهما الغناء والكفاء لكل ما يحتاجه الناس.

 

وأكمل سليمان، أن الله أكد تعالى على أهمية هذا الرجوع إلى هذين المصدرين الشريفين للتشريع، بأن جعله شرطًا للإيمان بالله - تعالى - واليوم الآخر، فقال: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} وعلى هذا فمن لم ير ذلك فقد اختل عنده أهم ركن في دينه، وهو الإيمان، وماذا يبقى بعده، وهو الأصل والأساس الذي ينبني عليه كل شيء؟.

 

وأكمل: "وفي الآية الكريمة دليل عظيم على أهمية السنة الشريفة، وأنها المصدر الثاني للتشريع، بعد القرآن الكريم، وأنها وحي من الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، كالقرآن الكريم، إلا أنها وحي غير متلو، أو وحي بالمعنى، أما القرآن فوحي متلو بلفظه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ... إلخ، وفي رواية: "أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ" [رواه أحمد] وهذا المثل هو السنة".

 

واختتم: "ثم ختم الله تعالى الآية الكريمة بقوله: { ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} لبيان أن ما أمرهم به من الرجوع إلى القرآن والسنة هو الخير في عاجل حياتهم وآجل آخرتهم، وأنفع في إنهاء التنازع بينهم، وأنه أحسن مآلا وعاقبة لهم من قولهم بآرائهم المختلفة".