رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

تشهد مصر نقلة كبيرة لم تعرفها منذ عقود طويلة، برغم كل الصعوبات والتحديات الدولية والإقليمية التى أثرت على العالم وأدت إلى تراجع معدلات النمو فى معظم الاقتصاديات الكبرى منذ أن ضرب العالم الشلل بسبب جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤخرًا الحرب الإسرائيلية على غزة بكل ما خلفته من تداعيات سلبية على المنطقة.. وبرغم كل هذا استمرت مصر فى بناء مشروعها الوطنى الذى بدأته قبل عشر سنوات فى شتى المجالات والاتجاهات التى بدأت ملامحه تظهر وتلفت الأنظار بقوة، ويكفى أن نشير إلى جانب واحد وهو استعادة مصر لوجهها الحضارى من جديد من خلال عشرات المدن الحديثة والذكية التى تعتمد بشكل رئيسى على التكنولوجيا الحديثة بما يجعلها مدناً جاذبة للسياحة والاستثمار بشكل عام ومحفزة للإبداع كما نرى على سبيل المثال فى العاصمة الإدارية التى تضم أكبر مدينة للثقافة والفنون فى الشرق الأوسط لتكون منارة للفن والإبداع تستعيد بها القاهرة ريادتها السابقة، وكذلك مدينة مصر للألعاب الأوليمبية التى تضم أحدث الاستادات والصالات والمنشآت الرياضية فى العام، كما تابعنا الأسبوع الماضى فى البطولة العسكرية العربية للفروسية التى نظمتها القوات المسلحة المصرية بنادى الفروسية بهذه المدينة العملاقة.

الحقيقة أن ملامح الجمهورية الجديدة التى بدأت تتشكل وتتضح أمام المصريين يجب أن تخرج للعالم وتعلن عن نفسها فى كل المناسبات القادمة سواء كانت سياسية أو رياضية وفنية واجتماعية.. وفى نهاية هذا الشهر سوف تقام مباراة العودة وتسليم الكأس لنهائى بطولة دورى أبطال إفريقيا بين فريقى الأهلى المصرى والترجى التونسى، وهى واحدة من أهم البطولات العالمية التى ينتظرها ويتابعها مئات الملايين حول العالم، ويحضرها رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم والمكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقى بخلاف نخبة من النجوم حول العالم، وهو حدث يجب أن تستغله مصر على شتى المستويات السياسية والرياضية والسياحية من خلال إقامة هذه المباراة فى استاد مدينة مصر للألعاب الأوليمبية بالعاصمة الإدارية، بحيث يتم تصدير مشهد الجمهورية الجديدة للعالم أجمع بكل ما تضمه من حداثة وتطور ونهضة وتحضر، من خلال هذا الاستاد المبهر الذى يضاهى أحدث الاستادات فى العالم إضافة إلى باقى المنشآت المجاورة فى العاصمة الإدارية التى تعلن عن مصر الحديثة القادرة على تحدى الصعاب وصنع المعجزات، ويجب أن يكون هناك دور لوزارة الشباب والرياضة مع باقى الوزارات والمؤسسات المعنية سواء فى دعوة بعض نجوم الكرة العالمية وكبار المحللين وغيرها من الفعاليات وعملية التنظيم التى تؤكد أن هذا الوطن عاد وبقوة فى سنوات قليلة إلى ركب الحداثة والتطور وجدير بالثقة على شتى المستويات.

الجمهورية الجديدة التى بدت ملامحها واضحة لكل المصريين فى جوانب كثيرة وعدة كشفت قبل أيام قليلة عن انطلاق مصر إلى العالم الرقمى، بعد أن قام الرئيس عبدالفتاح بافتتاح مركز البيانات والحوسبة الحكومية الذى يشكل نقلة حضارية هائلة فى مصر ويضعها فى مصاف الدول التكنولوجية، والأهم أنه أحد جوانب الاستثمار فى الإنسان باعتباره أحد أهم الموارد البشرية التى تمتلكها مصر وتتميز به، وهو أمر يستدعى توجيه المبدعين من الشباب المصرى إلى هذا القطاع ليتحولوا إلى ثروة مصرية هائلة على غرار ما حدث فى الهند والصين تحديدًا، فى ظل أن مصر تمتلك ميزة عن باقى دول العالم بسبب موقعها الذى جعلها تشكل محوراً رئيسياً لنقل البيانات إلى العالم من خلال مرور 90٪ من الكابلات البحرية فى العالم من خلال مصر، والحقيقة أن مصر استطاعت من خلال هذا المركز الذى يشكل أحدث النسخ الرقمية فى العالم أن تحقق مكاسب عدة منها توفير مبالغ طائلة كانت تدفعها لحفظ بياناتها بالخارج، إضافة إلى توطين هذه الصناعة والتكنولوجيا الهامة على أرضها بما يحافظ على السرية التامة لكل البيانات المصرية وفى شتى المجالات، وهى بحق خطوة رائدة سوف تجنى منها ثماراً كبيرة وتعبر أيضاً عن ملامح الجمهورية الجديدة وقدرة مصر فى تخطى أكبر الصعاب والتحديات والعودة إلى النهوض فى سنوات معدودة.

حفظ الله مصر