عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صواريخ

غنى عن البيان أن إعلان دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية كان فى التاسع والعشرين من نوفمبر عام 47 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بناء على جهود وتوجيهات بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارهما قوتين عظميين حققتا الانتصار فى الحرب العالمية الثانية، الأمر الذى استغلته الصهيونية العالمية وتلقفته العصابات اليهودية فى فلسطين للاستيلاء على أكبر قدر من الأراضى الفلسطينية من خلال المذابح والمجازر التى ارتكبتها وعمليات التطهير العرقى للأسر والعائلات وقبائل البدو ومصادرة أراضيهم ومنازلهم وأملاكهم تحت أعين وبصر ومساعدة سلطة الاحتلال البريطانى فى هذا الوقت والتى سميت- بالنكبة- بعد أن تم تشريد وتهجير حوالى مليون فلسطينى فى الداخل والخارج فى هذا الوقت فى كبر جريمة عنصرية عرفها التاريخ، وتغيير معالم المدن والقرى الفلسطينية ومحو أسمائها العربية وتحويلها إلى مدن يهودية وبأسماء عبرية وخلق مجتمعات جديدة تتسم بالطابع الأوروبى ونشطت الصهيونية العالمية وبغطاء ومساعدة بريطانية أمريكية لتقديم أكبر قدر من المساعدات العسكرية والسياسية والمالية إلى هذا الكيان والدفع بأكبر عدد من اليهود للهجرة إلى إسرائيل سواء من دول الغرب أو غيرها.

المفارقة الجديدة فى ظل نظام عالمى فاسد، أن مندوب إسرائيل فى الأمم المتحدة جلعاد أردان، وقف قبل أيام على منبر المنظمة التى خلقت له دولة من عدم، ليعلن وبكل وقاحة سقوط هذه المنظمة الدولية، ويقوم بتمزيق ميثاق منظمة الأمم المتحدة من خلال آلة يحملها، ولم يقف عند هذا الحد، بل وصف مندوبى دول العالم بفقد أبصارهم وعقولهم، وأن ما تقوم به المنظمة هو وقاحة وعار، بعد أن وصف على حد تعبيره المقاومة الفلسطينية بالنازيين المعاصرين مستدعيًا من الذاكرة حادثة الهلوكست فى ألمانيا التى تشكل أكبر تجارة رابحة للاسرائيليين على مدار التاريخ، وتبتز بها العالم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا.. التبجح الإسرائيلى وصل مداه فى جلسة الأمم المتحدة قبل أيام للتصويت على قرار لتوصية مجلس الأمن لنيل فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وجاء بأغلبية كبيرة وموافقة 143 دولة ورفض 9 دول على رأسها أمريكا وإسرائيل وامتناع 25 دولة على التصويت.. أما المفارقة الثانية التى تكشف عن الفساد الدولى الصارخ فهى أن المسرحية الهزلية التى قام بها مندوب الكيان الصهيونى جاءت فى نفس التوقيت الذى تمارس فيه حكومته المتطرفة وجيشه أكبر عملية تطهير عرقى من خلال حرب عنصرية إجرامية فى حق شعب محتل طبقًا لكل القرارات الدولية وقتلت حوالى 35 ألفًا من النساء والأطفال وأصابت حوالى مائة ألف آخرين.

< الحقيقة أن مصر لم تتوقف يومًا عن دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتحملت العبء الأكبر فى هذه القضية منذ حرب 48 ومرورًا بحروب 56، 67 وانتهاء بحرب أكتوبر المجيدة 73 وكان لها آثار كبيرة على الدولة المصرية فى شتى مناحى الحياة، ولأن هذه القضية محورية بالنسبة لمصر، سخرت مصر كل جهودها وإمكانياتها منذ اندلاع الحرب الأخيرة فى 7 أكتوبر الماضى وقدمت وحدها ما يوازى 70٪ من المساعدات التى قدمها العالم إلى قطاع غزة من خلال فتح معبر رفح بصورة دائمة واستقبال المئات من الجرحى للعلاج فى مصر، إضافة إلى الدعم السياسى واللوجستى وبذل كل الجهود لوقف هذه الحرب من خلال المؤتمرات واللقاءات المتعددة للرئيس عبدالفتاح السيسى والدبلوماسية المصرية والوفود الأمنية التى تعمل على مدار الساعة لوف هذه الحرب.. ومع استمرار الصلف والتعنت الاسرائيلى وعدم الأخذ بالتخذيرات المصرية الأخيرة، وجهت مصر- لطمة قوية- إلى الكيان الصهيونى ورسالة إلى المجتمع الدولى عندما أعلنت وزارة الخارجية المصرية قبل أيام فى بيان، التدخل رسميًا فى الدعوى التى أقامتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، وهى خطوة تعى إسرائيل جيدًا خطورتها وأوجاعها ونتائجها لاعتبارات كثيرة تفهمها إسرائيل وعلى رأسها الأدلة الدافعة التى تملكها مصر لإدانة الكيان الصهيوني.

حفظ الله مصر