رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ما حكم الدين في صُناع الأزمات وموجات الغلاء بالاحتكار أو رفع الأسعار

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن الله تبارك وتعالى قال: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"، الأحزاب : ٧٢.

 

وبينت اللجنة، أن معنى الآية أن الله تبارك وتعالى عرض التكاليف التي كلف بها عباده من امتثال الأوامر واجتناب النواهي على السموات والأرض والجبال فامتنعت من حملها، وحملها آدم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم، فظلم نفسه بقبول التكليفات الشاقة جدا حال كونه لا يعلم بمشقتها التي لا تتناهى؛ قال تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " النساء: ٥٨ والآية عامة كما قال الكثير من العلماء في كل شئ في الوضوء، والجنابة والصلاة، والزكاة، والصــوم والكيل والوزن ورد الودائع، وإيصال الحقوق كاملة غير منقوصة إلى أربابها.

 

وتابعت: "وكما قال ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى: "يا أبها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" الأنفال ٢٧ قال: إن الأمانات هــي: "الأعمال التي ائتمن الله تعالى العباد عليهـا، فكل أحد مؤتمن على ما كلفه الله به فهو سبحانه موقفه بين يديه ليس بينه وبينه ترجمان وسائله عن ذلك: هل حفظ أمانة الله؟ أم ضيعها؟ فليستعد كل انسان بماذا يجيب الله تعالى إذا سأله عن ذلك لأنه لا مجال للإنكار والجدال "وليتأمل هؤلاء الذين ائتمنهم الله على حقوق العباد، فخانوها ولم يؤدوها إلى أربابها، فليتأملوا قول الله تبارك وتعالى: "... وأن الله لا يهدي كيد الخائنين " يوسف: ٥٢، أي لا يرشد كيد من خان أمانته بل يحرمه هدايته في الدنيا ويفضحه على رؤوس الخلائق في الآخرة فالخيانة قبيحة في كل شيء".

 

وبناء على ما سبق فإنه لا يجوز ولا يحل شرعا بأي حال من الأحوال ما يقوم به هؤلاء - الذين ماتت ضمائرهم، وقبرت هي وإنسانيتهم إلى الأبد ولا عزاء لهم - من اصطناع وافتعال الأزمات باحتكار القوت والعلاج الضروريين للناس، وليس هناك ضرر أشد على الناس من احتكار الأدوية لأن القوت من الممكن للإنسان ان يتقوت بأقل القليل الذي تقوم به بنيته.

 

وقالت اللجنة، إنه بالنسبة للعلاج فلا يمكن ذلك فيه، وخاصة أن الدولة تبذل فيه كل غال ونفيس لتسهل على أصحاب الدخول المحدودة حفظ حياتهم

ومعيشتهم، حتى يعيش الناس حياة كريمة، دفع هؤلاء الجبابرة الظلمة إلى هذا الحرص على الربح الحرام، والطمع مضيعين بذلك على الناس لقمة الخبز وغيرها من علاج تصان به أرواحهم مما لا غنى للناس عنه.

 

وروى الطبراني بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر وإياكم وما يعتذر منه" رواه ابن حجر في الزواجر والعهدة عليه، وتخيل وتصور معي أخي السائل لو انتشر هذا الأمر وتهاونت الدولة فيه - والتي يجب بحق أن تضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء وخاصة فيما تمر به مصرنا الغالية في هذه الأيام بسبب هذا الوباء - كيف سيكون وضع وحال من هم في أشد الحاجة إلى هذه السلع والأدوية المحتكرة من قبل فئة لا نملك إلا أن نقـول: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم"؟ مما لا شك ولا جدال فيه سوف يضيق على الناس في طعامهم، وسوف تزهق أرواحهم وسوف يقعون في أشد الحرج والكرب, بسبب هؤلاء الظلمة الذين نزعت الرحمة من قلوبهم، فتاجروا تجارة خاسرة بإذن الله في الدنيا وفي الآخرة.

 

وأكملت اللجنة: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه" وشق عليهم: أي أدخل عليهم المشقة والمضرة، والدعاء عليهم بالمشقة جزاء من جنس عملهم وهو عام لمشقة الدنيا والآخرة فليتق الله هؤلاء في خلق الله وليعاملوا الناس بما يحبوا أن يعاملوا به.