رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف نستقبل رمضان شهر تلاوة القرآن

اقتراح صورة
اقتراح صورة

التمسك بالقرآن والسنة من صفات المتقين، ونحن في استقبال شهر كريم مبارك، شهر الصيام والقيام، شهر تلاوة القرآن، شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، شهر المسارعة إلى أنواع الطاعات والمنافسة في الخيرات، شهر جعل الله صيامه فريضه وقيام ليله تطوعا، يقول فيه النبي ﷺ: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين، ويقول عليه الصلاة والسلام: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وفي الرواية الأخرى: فتحت أبواب السماء، وهذا يبشر بالخير، وأن الله جل وعلا يجود على عباده بأنواع الخيرات، ويهديهم لأنواع الطاعات التي تصعد إلى السماء مع هذه الأبواب المفتحة، ويوفقهم لأسباب دخول الجنة والنجاة من النار.

ويقول عليه الصلاة والسلام لأصحابه: إنه قد أتاكم شهر رمضان، شهر يجود الله به على عباده، وينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله فقوله عليه الصلاة والسلام: فأروا الله من أنفسكم خيرا معناه الحث على التقرب إليه بالطاعات، والمسارعة إلى أنواع الأعمال الصالحات من الصلاة والصدقات، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم في الليل والنهار، والإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، إلى غير هذا من وجوه الخير، ومن ذلك الإكثار من الصدقة والإحسان، والدعوة إلى الله وتعليم العلم وتوجيه الناس إلى الخير، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلام الطيب والرفق.

ويقول عليه الصلاة والسلام: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، ويقول ﷺ: لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه والمعنى لا يجوز للإنسان أن يتقدم رمضان للاحتياط بصوم يوم أو يومين لا، حتى يثبت رمضان، لا يصوم قبله، إذا ثبت الشهر صام مع المسلمين إلا إذا كان له عادة فلا بأس كالذي يصوم الاثنين والخميس فصادف يوم الاثنين أو الخميس آخر الشهر فإنه يصومه؛ لأنه في هذه الحالة لا يتهم بالاحتياط ولا بقصد الزيادة في رمضان، وهكذا الذي يصوم يوما أو يفطر يوما إذا صادف يوم صومه يوم التاسع والعشرين أو يوم الثلاثين من شعبان فإنه يصومه.

ويقول عليه الصلاة والسلام: يقول الله : كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره،

وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك خلوف الفم يعني الرائحة التي تصدر من الجوف، ولاسيما عند آخر النهار، فإن هذه الرائحة التي قد يكرهها الناس هي عند الله أطيب من ريح المسك لأنها نشئت عن عبادة الله، وعن طاعته سبحانه.

ويقول عليه الصلاة والسلام: الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وفي لفظ: ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم فالواجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن يراقب الله في هذا الشهر الكريم، وأن يعد العدة الصالحة، وأن يعزم العزم الصادق على أن يصومه، وأن يصونه مما حرم الله من الغيبة والنميمة ومن سائر المعاصي، ليس الصيام مجرد ترك الطعام والشراب، ولكن الصيام ترك ما حرم الله من الطعام والشراب وغير ذلك كالغيبة والنميمة وسائر المعاصي، فالمؤمن يصون صيامه عن كل ما حرم الله، يقول جابر ابن عبدالله الأنصاري الصحابي الجليل رضى الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء"، ويقول أنس ابن مالك الصحابي الجليل: "ما صام من ظل يأكل لحوم الناس" يعني ما صام الصوم الشرعي من صار في نهاره يغتاب الناس، فالواجب على المؤمن أن يصون صيامه، وأن يحفظه من كل ما حرم الله، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً: الصيام جنّة أحدكم من النار كجنته من القتال يعني يستره من النار ويصونه من النار إذا حفظه وصانه مما حرم الله.