رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالفيديو.. قرية "صول" بأطفيح يحكمها أمين شرطة

والدة القتيل
والدة القتيل

لم يدر بخٌلد صناع الملحمة السينمائية الشهيرة "شيء من الخوف"، وهم يرسمون بأناملهم تفاصيل قصتهم وما فيها من قهر وجبروت وخوف تسلل للقلوب فسكنها، أن روايتهم المٌرة ستظل تجسد واقعياً مراراً ، وأن الحكاية لم تنتهي، ويبدو أنها لن تنتهي حتى لو اختلفت أسماء أبطالها ، فالبطش والتجبر داء علمتنا الحياة أنه سيظل ملازماً للبشرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

 

مسرح أحداث قصتنا مشابه لـ"دهاشنة" ثروت أباظة في رائعته الخالدة، و "عتريس" تخلى في حكايتنا عن ملابسه الريفية الأنيقة ليستعيض عنها بأزياء رسمية، وظل أهالي القرية الفقراء المغلوبين على أمرهم ، على حالهم ، ملامح طيبة قسا عليها الزمن ، لم يفقد فؤادهم الأمل في  رحمة الله التي تتنزل ليٌسكن جراحاً لا زالت تنزف .

 

كانت البداية خبرًا عن مصرع "شاب "فى العقد الثانى من عمره ،فى قريه صول إحدى قرى مركز أطفيح، فهو عامل بإحدى شركات الطوب يبحث عن  قوت يومه الذى يكاد أن يكون معدوما، ولقى الشاب مصرعه على يد أمين شرطه بقسم شرطه اطفيح، حدثت بينهم مشاجرة تطورت إلى أن قام الثانى بأطلاق أعيرة نارية صوب الأول بسلاحه الميرى، فسقط العامل قاتلا أمام المارة.

 

ولكن التحريات خالفت رواية شهود العيان، وكشفت أن العامل قام بـ"تعليق" زينة احتفالا بزفافه فى الشارع، فاعترض أمين الشرطة، لعدم حصول المجنى عليه على تصريح من الكهرباء، وقام بإطلاق النيران عليه فسقط جثة هامدة، وسط أنباء عن القبض على الجانى.

 

إلى هنا أنتهى الخبر ، لكنه كان بداية تجربة مثيرة تحيطها المخاوف بالنسبة لمحررتي الوفد، خاصة وأنهما علما أن أمين الشرطة مازال يباشر عمله، وكأنه لم يفعل شيئا، ولم يتم القبض عليه، للتحقيق معه في ما نسب إليه من اتهامات، وقررتا الذهاب إلى قرية المجنى عليه.

 

فى تمام الساعه الثانية عشر ظهرا، انطلقنا وسط الزحام صوب قريه صول، فى سيارة الجريدة، بينما كان فى انتظارنا أهل المجنى عليه فى صمت، بدأت السيارة تبعد رويدا رويدا عن الزحام، واستقلت طريق الصحراوى، حيث تحوطنا الجبال من الجهاتين والرمال.

 

وبعد ساعتين ونصف من انطلاقنا من مقر الجلايدة وجدنا فى قلب الصحراء لافتة مكتوبًا عليها "أطفيح"، وبعد أمتار من اللافتة تقبع قرية صول إحدى قرى مركز "أطفيح" بالجيزة، ففى هذه  القري يعيش المواطنين  في ظروف بدائية، وهنا لا تتعلق المشكلة بأشياء مكملة في الحياة، بل بمجرد الحياة نفسها، فأهلها يعيشون حياة خالية من أية خدمات، أضيف على ذلك قسوة الفقر والحاجة، في ظل غياب تام للحكومة.

 

هؤلاء البشر الغارقون في دوامة توفير أبسط متطلبات الحياة لا يشعرون سوي بأنيات الجوع واليأس ولا يهمهم سوي أن يناموا ملأي البطون.

 

وصلنا الى مدخل قرية صول، وبدأت السيارة تسير  فى شوارع ضيقة ، إلى ان وصلنا الى الجسر الذى كنا سنلتقى فيه باحد اقارب القتيل، فهو  جسر تمر تحته ترعة امتلأت عن آخرها بالصرف الصحي، لم يمنع هذا المشهد بعض أطفال القرية من أن يتباروا في القفز من فوق الجسر إلي الترعة، هربا من حر الصيف، فيما قصدتها النساء يحملن صحوناً لغسلها في مياهها،

وبمجرد أن تعبر الجسر تكون قد وضعت قدميك علي أول شبر من أراضي القرية.

 

وطيله سيرنا فى شوارع القرية الضيقة، وجدنا مياه الصرف الصحى التى نمت بها الطحال الخضراء، فالاطفال هناك يرتدون ملابس مهترئة، تدل على حالة الفقر الشديد التى يعيشها أهالى القرية.

 

خطوات قليلة سرناها داخل القرية وبعدها، بدانا بالنزول لكى نسير على أقدامنا وصولا الى منزل المجنى عليه، وجدنا منازل صغيرة يخلو من الأثاث، ليتحدث إلينا أهل المجنى عليه عن قصة مقتل نجلهم على يد أمين الشرطة، بمعاونة صديقه.

 

وأضافوا أن بداية هذه الواقعه تعود إلى يوم السابع عشر من الشهر الماضى،  حيث كان المجنى عليه "يعلق" الزينة يوم زفافه، فقام أمين الشرطة بمعاونة زميله، بمطاردته وأطلق عليه النار.

 

وعن سبب القتل، أشار الأهالى إنه أن أمين الشرطة، حاول تجنيد الشاب، للعمل كمرشد له بالقرية، وحاول تهديده أكثر من مرة لرفض الشاب العمل كمرشد، وهدده قبل الحادث بـ48 ساعة، بأنه لو لم يقبل بأن يصبح مرشد، سأنهى حياتك.

 

وقالت أم المجنى عليه  وتدعى عبير: "قبل الحادث بيومين جاء إلينا أمين الشرطة البيت وهدد ابنى، وكان جايب معاه كيسين بدرة، وقاله إن الواحد من الاثنين دول يدخلك السجن 25 سنة، ولو ما عملتش إللى أنا عايزه، ههاديك بواحد منهم، وأخرك معايا كمان يومين".

 

وأضافت: "أمين الشرطة نفذ وعده وقتل ابنى بعدها بيومين، وهو بيعلق زينة فرحه".

 

وقال الأهالى: "أثناء "تعليق" الشاب الذي لم يتجاوز من العمر 20  عاماً، جاءه أمين الشرطة بصحبة زميله وضرب نار فى الهواء، فجرى الشاب فى الطرقات ووسط الزراعات، ولاحقاه، وأطلفا عليه 3 رصاصات أصابته فى الرأس، حولت الشاب فى ثوان معدودة لجثة هامده غارقة فى دمائها".

 

واستطردوا: "كان أمين الشرطة ينوى إخفاء الجثة، لكن بعد تجمع الأهالى، أخذها وذهب بها إلى جهة غير معلومة، وبعدها بيوم، ذهب الأب ليجد جثة نجله في مشرحة زينهم".

 

ليست هذه الحادثة هى الأولى، بحسب الأهالى، لكنهم قالوا إن أمين الشرطة كان يقول لهم "أنتم عبيد عندي"، وكان يأخذ شباب القرية، ويلبسهم تهم وقضايا مخدرات".

 

شاهد الفيديو..