رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالفيديو.. مستعمرة الجذام.. أقدام مبتورة وحياة منعزلة

مستعمرة الجذام
مستعمرة الجذام

 "أطراف مقطوعة.. أجساد أنهكها المرض، بأعين أعماها القدر.. أقدام أشلها العجز" .. كلمات تصف الحال المرير لمرضى الجذام بمستعمرة أبوزعبل التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، في كل لحظة ينتظرون أن يخبرهم الطبيب بضرورة  بتر أرجلكم وأيديكم حتي تستمر حياتكم.

بعيداً عن العالم والواقع المؤلم الذي يجعلهم دائمًا يشعرون أنهم عاجزين وأن مرضهم الذي ابتلاهم الله به كارثه كبري، اضطر هؤلاء المرضي منذ العديد من السنوات أن يتخذوا مكان سمي بعزبة صفيح يعيشون به لتلقي العلاج بعيد عن أعين الناس النابذ ة أياهم لعلاتهم.

ويواجه مريض الجذام بشتي الطرق العديد من الأزمات التي تؤكد عدم رغبة المجتمع في بقائه وسط المواطنين، خوفًا من انتقال العدوي التي تشوه الوجه والجسم وتقطع الأيادي والأرجل.

ومن داخل أوروقة مستعمرة الجذام التي يقبع بها مئات المرضى الذين اتخذوا منها مسكنَا لهم، تعددت الروايات التى يقصها المرضي والتى جاءت بهم إلي ذلك المكان المعروف لمرضاه فقط .

 30 عاما صراع مع المرض

أصيب الحاج عبدالرسول، البالغ من العمر 60 عامًا، بالمرض في ريعان شبابه فيبدو عليه مظاهر المرض الذي تملك من جسدة المتناهك وأثر بصورة كبير علي عينية المُنتفخة ويديه المبتورة ووجهه الذي يظهر عليه علامات الشيخوخة.

نظرات المجتمع المصري تُألمه وتُقلب عليه المواجع، فكلما ارتاحت نفسيته بقضاء الله وقدره أشعلت نيرانها نظرات المجتمع التي تحمل الأستحقار والأشمئزاز لمرضي الجذام، لذلك قرر التخلي عن المجتمع نهائيًا والاستقرار بالمستعمرة التي تقدر شعوره وتفعل معه ما لم يفعله البشر.

 حياته المستقرة بالمستعمرة جعلته يفكر في الزواج، وكانت أول خطوات زواجه عليه ان يختار أنسانه مقدرة لظروفه ومرضه لذا فقرر أن يتزوج من المستعمرة، وعندما أختار شريكة حياته من المستعمرة تزوجوا وأنجبوا 3 شباب وفتاة وقامو بتربيتهم وتعليمهم.

 عيون مليئة بالدموع ولا يد تجففها

 يجلس محمد سيد وعيناه مليئة بالدموع، ولكنه يُكبتها حتي لا تظهر أمام البشر الذين لم يقدرو ظروف مرضه ولا يعلمون ان الله أذا أحب قوم ابتلاهم، مرض اصابه عن طريق العدوي فعندما كان يحتضن أحد المقربين له انتقل المرض له منذ 40 عامًا ولكنه لم يشفي منه بعد وانتهي به المطاف إلي فقد يديه.

 الجميع تخلو عنه حتي أهله وأولاده الذي أضاع عمره في رعايتهم وتربيتهم، فلم يعد أحد يأتي ليزوره بحجة خوفهم من المرض والموت، وعندما تستمع له وهو يروي قصته ينتابك شعور الحزن الأليم نتيجة تخلي اهله عنه وما يتبع  ذلك من الأمور التي ترفضها الإنسانية.

 جهل وإهمال وأمراض أنهكت جسده

محمد الشيخ البالغ من العمر 50

عاما الذي تملك المرض منه عندما انتهي من تأدية الخدمة العسكرية، وأثناء عمله بأحد الشركات المصرية سقط مريض في صالة العمل، وسرعان ما قام زملائه بحمله إلي المستشفي التي كانت سبب في تملك المرض منه حيث غفل جميع الأطباء عن التشخيص الصحيح للمرض لمدة تعدت عشرات السنين.

جهل المريض وأهماله لصحته وشعار "اسال مجرب ولا تسأل طبيب".. أشياء انتهي بها المطاف لفقد يديه ، وعندما تملك المرض من جسده وأصبح لا يستطيع مقاومة الحياة والعمل أستسلم للأمر الواقع واستقر بالمستعمرة يتلقي العلاج، يوم يجلس بين أروقة المستعمرة ويوم يذهب لمنزله الذي يتواجد بالقرب منها بمأوي مرضى الجذام بعزبة أبوصفيح.

" الحمد لله علي كل شئ "

 كلمات يررددها الحاج أشرف عند سؤاله عن حاله وكيفية أستقباله لذلك المرض اللعين الذي دمر مستقبله ، وكأنه يأخذ من الصبر دافع له للرضا بما أصابه بعد أن فقد ساقيه وعدم قدرته علي السير والجلوس دائما علي كرسي المعاقين.

 اتخذ من المستعمرة مسكنًا له وأصبح الأطباءوالممرضات الذين بداخلها بديل لاهله الذين تخلو عنه وفقدهم بعد أصابتهم بالمرض،حيث أنه كان يعيش بمحافظة المنيا وعندما أصيب بذلك المرض منذ العديد من السنوات وجاء للمستعمرة من أجل العلاج تخلي عنه الأهل والأحباب ولم يعد أحد يزوره أو يسأل عنه للأطمئنان علي حاله.

"حاله لا يسر عدو ولا حبيب "دائم النظر إلي جدران المستعمرة الذي يحمل ذكرياته الأليمة منذ أن تواجد بها، قراره بالتواجد هناك حتي ينتهي عمره يؤكد أن المستعمرة أحن عليه من قساوة قلوب البشر الذين أستخدموا القسوه سلاح ضد هؤلاء المرضي من خلال نظرات المحتقرة لهم وخوفهم من انتقال العدوي.

شاهد الفيديو كاملا