البلازما "طوق نجاة" للمصريين

تستخدم فى علاج أمراض الكلى والكبد والقلب وسرطان الدم

«لكل داء دواء».. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن بلازما الدم دواء لعدد كبير من الأمراض التى عجز الأطباء عن علاجها، ولذلك دشن الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة لتصنيع مشتقات البلازما باعتبارها واحدة من أهم المواد إلى يمكن أن تستخدم فى العلاج.

وتعد البلازما أحد مكونات الدم الأربعة، إلى جانب خلايا الدم الحمراء والخلايا البيضاء والصفائح الدموية، وتشكل البلازما ذات اللون الأصفر حوالى 55% من الدم، وتؤدى العديد من الوظائف الرئيسية فى الجسم مثل نقل بروتينات التخثر والمناعة وكذلك المعادن والفيتامينات، وهو أمر لا غنى عنه لصحة الإنسان، ولذلك تدخل بلازما الدم أيضا فى صناعة الأدوية؛ حيث إنها تلعب دورا محوريا فى تصنيع أدوية علاج نقص المناعة الخلقي.

وفى وقت سابق، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنّ المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما فى مصر كان حلمًا يراوده منذ أن كان وزيرًا للدفاع وبدأ يتحقق على أرض الواقع، وسيكون له آثارًا طبية مميزة على الدولة المصرية، لافتًا إلى أن المشروع حلم لم يتحقق خلال السنوات السبع أو الثمانى الماضية.. لكننا لم نيأس، وسعينا بإصرار لتنفيذه، وخلال عام ونصف سنفتتح أول مصنع متكامل لهذا المشروع المهم».

وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت فى يوليو الماضى أسماء وعناوين مراكز التبرع بالبلازما الــ 6 التى تم تدشينها فى 5 محافظات بالجمهورية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، وهى: مركز الدكتور إيهاب سراج الدين لخدمات نقل الدم وتجميع البلازما بالعجوزة بمحافظة الجيزة، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة دار السلام، والمركز الإقليمى لنقل الدم وتجميع البلازما بالعباسية محافظة القاهرة، بالإضافة إلى المركز الإقليمى لنقل الدم بمحافظة الإسكندرية، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة طنطا محافظة الغربية، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمحافظة المنيا، كما أنه من المقرر الانتهاء من تجهيز 20 مركزًا خلال العام الجارى.

وأكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أن مشروع تصنيع البلازما يُعد تاريخيًا ونقلة كبيرة، حيث يساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما لتوفير الأدوية المتعلقة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة وأمراض الكبد والكلى والحروق، وذلك بدلًا من استيرادها من الخارج.

ويوضح الدكتور عبدالحليم عبدالناصر فنى تحاليل طبية بقسم مشتقات الدم بالمركز الإقليمى لنقل الدم بدار السلام، أن التطبيقات العلاجية والدوائية للبلازما، تتمثل فى علاج أمراض الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا وسرطان الدم وعلاج نقص المناعة، حيث يمكن إعطاء الجلوبولين المناعى المأخوذ من بلازما الدم؛ لتحل محل الأجسام المضادة المفقودة أو المعطلة فى دم المصابين، لافتًا إلى أن هناك مرضى يحتاجون إلى عقاقير مصنوعة من البلازما، وذلك عن طريق فصل البروتينات المختلفة الموجودة فى البلازما ومعالجتها، مشيرًا إلى أن المشروع القومى لتصنيع البلازما هو أكبر من كونه مشروعًا، فهو يعتبر من أهم المشروعات التى تبنتها مصر فى كل القطاعات الطبية مؤخرًا، وسيكون له مردود واسع وهام لعشرات الآلاف من المرضى».

وأكد «عبد الناصر»، أن الجلوبولين المأخوذ من بلازما الدم، يُعد أحد البروتينات الموجودة فى الدم، والتى يتم حقنها بانتظام فى المرضى، الذين يعانون من نقص المناعة، مشيرًا إلى أن التبرع ببلازما الدم

أمر سهل ويسير، ولا يشكل أى مخاطر على المتبرعين، مع العلم أن متطلبات التبرع ببلازما الدم مماثلة لمتطلبات التبرع بالدم الكامل؛ حيث يتعين أن يكون المتبرع متمتعا بصحة جيدة مع استثناء من يتناولون أدوية معينة، ويجب ألا يقل عمره عن 18 عاما ويزن 50 كيلوجراما على الأقل، وألا يزيد عمره على60 عاما، ويمكن أيضا قبول كبار السن وفقا لما تقرره الحالة الصحية لكل فرد، ويمكن التبرع بالبلازما حتى 24 مرة فى السنة، مع مراعاة أن يكون هناك أسبوعان على الأقل بين كل مرة، مشيرًا إلى ضرورة وجود مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر فى حالة قيام الشخص بالتبرع بالدم، حتى يمكنه ان يتبرع بالبلازما، أما فى حالة حصول الشخص على لقاح كورونا، فيجب أن يمر على ذلك أسبوعان قبل التبرع بالبلازما.

ومن جانبه أوضح الدكتور جمال جاد اختصاصى أمراض الدم أن البلازما تؤدى العديد من الوظائف الرئيسية فى الجسم، ولذلك فلها أهمية شديدة حيث أنها تحتوى على حوالى 92 % من الماء الذى يعمل على ملء الأوعية الدموية، التى تحافظ على تدفق الدم والمغذيات الأخرى عبر القلب، وتحتوى نسبة الـ 8% المتبقية من البلازما على العديد من المواد الأساسية.

وأضاف أنه عندما يتم فصل الدم إلى مكوناته الأساسية، بما فى ذلك خلايا الدم الحمراء والبلازما، تكون البلازما مثل سائل ذي لون أصفر، مشيرًا إلى أن إحدى الوظائف الرئيسية للبلازما هى إزالة النفايات من الوظائف الخلوية التى تساعد على إنتاج الطاقة، حيث تستقبل البلازما هذه المخلفات وتنقلها إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الكليتين أو الكبد ومن ثم التخلص منها، بالإضافة إلى نقل النفايات وتنظيم درجة حرارة الجسم.

أما عن طريقة التبرع بالبازما فأشار إلى أن ذلك يتم من خلال التبرع بالدم الكامل، ثم يفصل المختبر مكونات الدم، بما فى ذلك البلازما حسب الحاجة، وهناك طريقة اخرى للتبرع بالبلازما فقط، و يتم هذا من خلال طريقة تعرف باسم plasmapheresis، حيث يتم سحب الدم من الوريد إلى جهاز للطرد المركزى ثم يقوم الجهاز بفصل البلازما عن مكونات الدم الأخرى.