رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأعراف آخر من يفصل بينهم من العباد

الصور الحية في القرآن الكريم تعجز أمامها أحدث الكاميرات ولا تستطيع محاكاتها، ومن هذه الأمور العظيمة حال "أصحاب الأعراف، والذي جسدته آيات سورة "الأعراف" بسحر وجمال ليس لهما نظير فيشعر من يستمع إلى تلك الآيات بأنه وسط هذا الحدث.

والأعراف هيا نتصور مشهد يوم القيامة كما ذكره الله – تبارك وتعالى – حين ذكر لنا الجنة، والنار، وأن بينهما حجابًا وهو حاجز مانع من وصول أهل النّار إلى الجنّة كما يطمعون، وهو أيضًا الأعراف الّذي قال اللّه - تعالي - فيه "وعلى الأعراف رجال.

وفي رواية عن ابن عبّاس - رضي اللّه تعالى عنه - أن الأعراف جمع: تلّ، فهي تلال بين الجنّة والنّار حبس عليه من أهل الذّنوب بين الجنّة والنّار، وفي رواية أخرى عنه أن الأعراف سور بين الجنّة والنّار.

وقال السّدّيّ عن الأعراف أنها سميت أعرافا لأنّ أصحابها يعرفون النّاس بسيماهم، الصالحين منهم وغيرهم.

هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم اختلفت عبارات المفسّرين في أصحاب الأعراف من هم وكلّها قريبة ترجع إلى معني واحد وهو أنّهم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.

قال عنهم سعيد بن داود حدّثني جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير قال: سئل رسول اللّه "صلى الله عليه وسلم" عن أصحاب الأعراف فقال "هم آخر من يفصل بينهم من العباد فإذا فرغ ربّ العالمين من الفصل بين العباد قال أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النّار ولم تدخلوا الجنّة فأنتم عتقائي فارعوا من الجنّة حيث شئتم".

وعن ابن عبّاس: أنزلهم اللّه تلك المنزلة ليعرفوا في الجنّة

والنّار وليعرفوا أهل النّار بسواد الوجوه ويتعوّذوا باللّه أن يجعلهم مع القوم الظّالمين وهم في ذلك يحييّون أهل الجنّة بالسّلام.

دخول أهل الأعراف الجنة

"لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها وهم داخلوها إن شاء اللّه" هذا ما قاله مجاهد والضّحّاك والسّدّيّ والحسن وعبدالرّحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم عن دخول أهل الأعراف الجنة، وقال معمر عن الحسن إنّه تلا هذه الآية: "لم يدخلوها وهم يطمعون "قال واللّه ما جعل ذلك الطّمع في قلوبهم إلّا لكرامة يريدها بهم. وفي ذلك الوقت لم يكن أصحاب الجنة قد دخلوها بعد، ولكن وقفوا ينتظرون دخولها وفي موقف الانتظار هذا إذا نظر أصحاب الجنة إلى أصحاب النار فزعوا وتعجلوا الخلاص من هذا الموقف، وبعد أن تحيي ملائكة الأعراف أصحاب الجنة ـ الذين يتعجلون دخولها ـ يلتف أصحاب الأعراف إلى تبكيت أصحاب النار الذين كانوا يتندرون في الدنيا بالمؤمنين فيقولون لهم أهؤلاء الذين كنتم تقسمون أنهم محرومون من رحمة الله انظروا إليهم وهم يدخلون الجنة، وحينئذ يدخل أهل الجنة الجنة.