رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قابيل وهابيل.. الأخ مزق جسد شقيقته بـ13 طعنة بسبب الميراث

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

 

 

قد يتحول الإرث فى بعض الأحيان إلى طاعون يهلك من حوله، يجعل الأبناء والأقارب يتناحرون ويتقاتلون فيما بينهم وكأنهم فى ساحة حرب طمعا فى هذه التركة حتى لو كانت قليلة، ولا تستدعى، ولكن أمام الطمع والجشع يهون كل عزيز وغال وتتحول الدماء إلى مياه.

فقد شهدت منطقة الشرابية مجزرة دامية، جسد بطولتها عامل مزق جسد شقيقه بـ13 طعنة بسكين الغدر والخيانة، بعد أن أعمى الطمع والجشع عينيه وهداه شيطانه لقتل شقيقه والتخلص منه لكى يفوز بميراث شقة والدهما، ولكنه لم يتمتع بها أو يخطُها بعدما سُجن خلف القضبان لينال جزاء ما فعله بشقيقه.

شقة «غرفتان وصالة» كانت هذه «التركة» وكانت بمثابة فتيل الخلاف الحاد بين الشقيقين «فتحى» و«عمر» والتى كانا ينعمان فيها سويا بعد وفاة والديهما، كل منهما كان يرى أنه الأحق بها والزواج فيها، واشتدت بينهما الخلافات وتحول الشقيقان إلى أعداء كل منهما يكيد للآخر وكأنهما فى معركة تكسير عظام.

«أنا هاخد شقة أبويا وأتجوز فيها» جملة كان دائما ما يرددها «عمر» القاتل صاحب الـ٣٢ عاما، على مسامع شقيقه الأكبر «فتحى» المجنى عليه والذى كان يرفض هذا القول، ويبادره بالرد «وانت ليه تاخد الشقة أنا هعيش فين هقعد فى الشارع؟!»، واستمرت بينهما الخلافات والمشاجرات التى كان تنتهى بتدخل الأهالى والجيران والصلح بين الأخوين.

ليلة الحادث لم تكن بمثابة خلاف عادى كما هو معتاد بين الشقيقين، بل تدخل بينهما الشيطان ولعب بعقل الشقيق الأصغر «عمر» وأقنعه بحيلة مريرة للفوز بالشقة، وهداه إلى التخلص من شقيقة الأكبر «فتحى»، وبالفعل لم يتوان القاتل للحظة ويتدبر عواقب جريمته التى دبر لفعلتها، وفى هذه الليلة ظل المتهم يرصد ويراقب تحركات شقيقه، حتى تأكد أنه راح فى نوم عميق، واستل عمر سكيناً من المطبخ وغدر بشقيقه وانهال عليه بعدة طعنات متفرقة ودون شفقة أو رحمة مزق جسده وكأنه يقطع فى قطعة خشب دون ندم أو حسرة.. وحتى كلمة عتاب من القتيل فقد لفظ أنفاسه الأخيرة وسكرات الموت أثناء نومه.

أنهى المتهم فعلته وترك شقيقه غارقاً وسط بركة دماء، فى ذات التوقيت كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرا، وظل القاتل يفكر فى حيلة يفلت بها من جريمته، ونام بجوار الجثة حتى طلوع الشمس، ومع بداية استيقاظ الجيران والمارة، خرج المتهم أمام المنزل وظل يصرخ بهستيريا «الحقونى الحقونى لقيت أخويا مقتول داخل الشقة»، التف الأهالى والجيران حول الجثة

وتنتابهم حالة من الحزن والحيرة بسبب بشاعة الواقعة، وضجت أصوات صراخهم وعويلهم.

«يقتل القتيل ويمشى فى جنازته» جسد المتهم «عمر» هذا المثل بعدما ظل يصرخ ويبكى على شقيقه «مش هسيب حق أخويا.. وهاعرف مين اللى قتله وهقطعه باسناني»، حاول الأهالى إنقاذ المجنى عليه بنقله إلى المستشفى ولكنه كان قد فارق الحياة متأثرا بجروحه، لم يكتف القاتل بدوره التمثيلى الذى يؤديه لكى يبعد الشبهات عنه، بل هرول مسرعا إلى قسم شرطة الشرابية، وأبلغهم بأنهم حال عودته إلى الشقة وجد جثة أخيه مقتولا «يا بيه أنا عاوز حق أخويا.. أنا لازم أعرف مين قتله.. وليه قتله!!؟؟».

فى ذلك التوقيت وصل البلاغ لقسم الشرطة من المستشفى، مفاده استقبالها شخصاً فى العقد الرابع من العمر متوفى بـ12 طعنة نافذه بأماكن متفرقة بجسده.

وبتتبع كافة خيوط الواقعة، كشفت تحريات المباحث التى تسلمها اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، أن شقيق المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة بسبب كثرة الخلافات بينهما بسبب ميراث والدهما، وتم إلقاء القبض على القاتل الذى أنكر فى البداية وظل يراوغ الشرطة، وبتضييق الخناق عليه أقر بارتكابه الواقعة لرفض شقيقه المجنى عليه إعطاءه شقة والدهما لكى يتزوج فيها، ولا سميا أنه كان على علاقة عاطفية بفتاة ووعدها بالزواج، ولكن شقيقه الأكبر القتيل وقف أمامه ورفض إعطاءه الشقة وهو ما دفعه لارتكاب الجريمة والتخلص منه. وأمرت نيابة حوادث شمال القاهرة بحبس المتهم تمهيدا لإحالته للمحاكمة عقب انتهاء التحقيقات.

انتهت حكاية الشقيقين بقاتل ومقتول وأغلقت الشقة التى أودت بحياة الشقيقين، الندم لا يفيد والشقة لا تفيد.. ولكنه الطمع القاتل!!