رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طه حسين

طه حسين
طه حسين

ليست كل الأفكار ممكنة الاعتقاد من قِبل الآخر ، فعلى مدار تاريخنا الإنساني هناك الكثير من المفكرين والعلماء بل والشعراء والفلاسفة الذين اتهموا بسبب أفكارهم بالإلحاد والزندقة ، ومنهم من أُعدم ومنهم من نُفي وسُجن ونُكل به.
لكنهم حتما أثروا بشكل أو بآخر في إرثنا الثقافي، لذا فنحن هنا من خلال منبرنا هذا نلقي الضوء على تلك الشخصيات في حيدة تامة منا.
ومن هؤلاء المفكرين طه حسين، حيث لا تزال أفكار ومواقف عميد الأدب العربي طه حسين تثير الجدل حتى يومنا هذا، فلا ينسى أحد كتابه الذي تسبب في اتهامه بالإلحاد، وتعرضه للمحاكمة، وهو كتاب "في الشعر الجاهلي".
 نتيجة اختلاف طه حسين واطلاعه على الثقافات المختلفة، ومطالبته بالتجديد في الأدب العربي، واحتضانه أسلوبا سهلا بالكتابة مع المحافظة على آداب اللغة العربية وقواعدها، آثار جدل الكثيرين حوله، ومن المعارضات الهامة التي واجهها طه حسين في حياته تلك التي كانت عندما قام بنشر كتابه "الشعر الجاهلي" فقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، والكثير من الآراء المعارضة، وهو الأمر الذي توقعه طه حسين، وكان يعلم جيدا ما سوف يحدثه فمما قاله في بداية كتابه : "هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربي جديد لم يألفه الناس عندنا من قبل، وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه أزورارا. ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث أو بعبارة أصح أريد أن أقيده فقد أذعته قبل اليوم حين تحدثت به إلى طلابي في الجامعة، وليس سرا ما تتحدث به إلى

أكثر من مائتين، ولقد اقتنعت بنتائج هذا البحث اقتناعا ما أعرف أني شعرت بمثله في تلك المواقف المختلفة التي وقفتها من تاريخ الأدب العربي، وهذا الاقتناع القوي هو الذي يحملني على تقييد هذا البحث ونشره في هذه الفصول غير حافل بسخط الساخط ولا مكترث بازورار المزور"،
وتضمّنت العديد من الردود اتّهامات لطه حسين بالكفر والإلحاد والمطالبة بمحاكمته، وحرق كتابه "المسيء للإسلام وللقرآن الكريم".
ورغم أن طه حسين سعى إلى إقناع خصومه والمناوئين له بأن شكّه بالشعر الجاهلي لا يعني شكّه بالدين، بل كتب إلى مدير الجامعة مؤكّدا له أنه "مسلم يؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر"، فإن المعركة ضدّه وضد كتابه ازدادت اشتعالا متسبّبة في أزمة سياسيّة، لذلك وجدت السلطات نفسها مجبرة على منع الكتاب من التداول ليجد طه حسين نفسه معزولًا ومجبرا على الإستقالة من الجامعة.
وبعد عقد محاكمة لطه حسين، أثبت بها براءته وانه لم يشكك في الدين بل في الشعر الجاهلي، تم إصدار الكتاب مرة أخرى ولكن بعد حذف الأجزاء التي اُخذت عليه.