عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دير مارمينا والبابا كيرلس| أرض مقدسة بمصر وضعتها اليونسكو في مقدمة العالم

دير مارمينا العجائبي
دير مارمينا العجائبي والبابا كيرلس

 في قلب صحراء مصر تقع أديرة زاخرة بالنفحات الإيمانية التي شهدت وجود قديسين وشخصيات مؤثرة في تراث الإنسانية وجد العالم نفسه أمام قدرتهم مُجبرًا على تكريمهم وتسطير أسمائهم في كتب التاريخ بحروف من الذهب.  

 

اقرأ أيضًا..

المحامية نيللي فام تروي تفاصيل حل نزاع قضايا مواريث المسيحيين

 

دير مارمينا العجائبي والبابا كيرلس

 دير مارمينا العجائبي والبابا كيرلس في كينج مريوط يقع بإقليم مريوط جنوب الإسكندرية بحوالي 50 كم، هذا الصرح الإيماني، الذي يعد من أقدم الأديرة وواحد من الـ57 منطقة أثرية مهمة بالعالم مسجلة باليونسكو واحتفظ الأقباط بصور لهذا الصرح تقديرًا للجمال المعماري المجسد بالدير.

 

تاريخ دير مارمينا العجائبي والبابا كيرلس

 يرجع تاريخ دير مارمينا العجائبي والبابا كيرلس إلى القرن الرابع الميلادي وقت وصول رفات الشهيد "مارمينا" واستقرارها فى مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315) واعتبر من أكثر البقع التي تضم عددًا من الكنائس العريقة، وشهدت مرور القديسين والآباء الرهبان والكهنة في الأرثوذكسية.

 

وجدت منظمة اليونسكو منطقة دير مارمينا والبابا كيرلس تشع من العراقة والقيمة ما يؤهلها إلى تسجيلها واحدة من أهم المناطق الأثرية، ووجهت المنظمة عام 1979 العناية بهذه الرقعة المقدسة وأقرتها ضمن الـ57 منطقة في العالم كتراث إنساني.

 

 

وواصل تقدير مصر والعالم لدير كنج مريوط في عام 1982م، حين أصدرت المنظمة العالمية كتابًا، يتضمن وصفًا موجزًا  للمناطق الأثرية التي تدون حضارة الإنسان حول العالم متخللة هذا الدير المقدس.

 

عُرف الدير في بادئ الأمر بـ"مارمينا العجائبي" نسبةً لهذا الشهيد الذي يتمتع بمكانة خاصة لدى وجدان المسيحيين الأرثوذكس وواحد من الشخصيات التاريخية التي نالت شهرة واسعة  وسجل اسمه بحروف من الذهب في تراث الشهداء بجميع فروعها الأدبية ولعل العجائب التي تمت على يديه السبب وراء شهرته التي لم ترتبط باسم قديس آخر في القُطر القبطي.  

 

تاريخ دير مارمينا العجائبي في عهد محمد علي باشا

 تعود قطعة الأرض التي ضمت الدير إلى عهد محمد على باشا (1805 – 1848)، حيث شهدت إنهاء البقية المتبقية من الكنائس والمنشآت بالمنطقة، وذلك بعد أن أصبحت ملاذًا وأوكارًا للجناة والسارقين، وبدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905م على يد العالِم الألماني كوفمان، ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة وغيرهما.

 

أصبح الدير في صورته الحالية منذ عهد مثلث الرحمات، قداسة البابا كيرلس السادس، الذي أفاض عمله في ثراء هذا الدير الأمر الذي جعله فيما بعد يلحق باسمه، حين وضع حجر أساس الدير الحديث للشهيد مارمينا العجائبي بمريوط، في صباح يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959م.

 

 

قصة أول كنيسة بدير مارمينا العجائبي

أراد عهد الملك قسطنطين الكبير أن يحفظ رفات هذا الشهيد العظيم فأمر جنوده ببناء أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى 320 – 325م حتى تستوعب عدد الزوار وطالبي المعجزات، ومع مرور السنوات وجد مثلث الرحمات البابا أرسانيوس الرسولى الحاجة أمام اتساع الكنيسة الأولى.

 

اهتمام الكنيسة المصرية بدير مارمينا والبابا كيرلس

على رغم وجود هذا الدير في قلب الصحراء إلا أنه وجد من الكنيسة المصرية اهتمامًا فائقًا على مر العصور حين كثُر عدد الزوار في عهد مثلث الرحمات الأنبا ثيؤفيلس البطريرك الـ23 في تاريخ الكنيسة المصرية، وأمر ببناء كاتدرائية ضخمة تقع بشرق الكنيسة الأولى بعد تجديدها، فضلًا عن بناء معمودية كبيرة في غربها.

 

دور البابا كيرلس في ازدهار دير مارمينا

كان قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الأبرز الذي ضخ الدماء في وريد الكنيسة المصرية بعد سنوات من الطمس والعذاب، وباعتباره من المهتمين بالتوحد والرهبنة أوصى بشراء المساحة المجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية والمقام عليها الدير وتعميرها حتى تبلغ مساحته 15 فدانًا.

 

 

 تذكر الكتب المسيحية مدى تأثر البابا كيرلس بالشهيد مارمينا وجمعت بينهما علاقة شفاعة قوية، ويؤول إليه الفضل في وضع جزء من رفات الشهيد مارمينا في مريوط فبراير 1962 بعدما كان محفوظًا بكنيسته في فم الخليج، ووضع البابا كيرلس حجر الأساس 27 نوفمبر عام 1959م.

 

عمليات الكشف الأثرى لليونيسكو في دير مارمينا

شهد عهد البابا كيرلس السادس بداية عمليات الكشف الأثري لدير مارمينا منذ عام 1905، واستمرت بشكل منتظم حين وضع حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا عام 1961 بمتابعة المعهد الألماني للآثار بالقاهرة العمل، بإشراف العالم الألماني الدكتور بيتر جروسمان، ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة.

 

 وبعد رحيل البابا كيرلس فى 9 مارس 1971م، تم دفنه فى الدير، بحسب وصيته، وفي احتفال مهيب، نقلت رفاته فى 24 نوفمبر 1972 إلى الدير في عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث.

 

وتولى القمص مينا أفا مينا - أمين البابا كيرلس آنذاك - رئاسة الدير

حتى تنيح وواصل فيه أعمال التعمير والإنشاء، وبدأت عناية اليونسكو بمنطقة أبو مينا الأثرية من عام 1979 م وأقرتها ضمن الـ57 منطقة في العالم من التراث الإنساني.

 

محتويات من الكنوز التراثية في دير مارمينا

مساحات خضراء وإضاءة خافتة هكذا أصبحت المنطقة التي تحوى الدير وتحولت لمزار سياحي به عدد من الكاتدرائيات والكنائس الرخامية الشديدة الفخامة والمزارات التى تضم رفات بعض القديسين، وبنيت أول كنيسة كانت صغيرة من حيث الحجم باسم الأنبا "صموئيل المعترف"، تضم المقصورة الخاصة برفات الشهيد مارمينا.

 

ثم بنيت كنيسة العذراء مريم، وهي المواجهة للداخل إلى الدير، وافتتحت للصلاة في شهر نوفمبر 1961م، وعلى مناراتها الأربع نقشت عبارة باللغة اليونانية معناها " القديس ميناس"، وأعلى كنيسة الأنبا صموائيل المعترف بُنيت كنيسة صغيرة تحمل اسم رئيس الملائكة ميخائيل.

 

 بالإضافة إلى كاتدرائية الشهيد مارمينا العجائبى بالدير، التي بدأت أعمال بنائها عام 1970م، يبلغ طولها ما يقرب من 40 مترًا وعرضها 28 مترًا، ويعلو صحنها قبة ضخمة قطرها 12 مترًا، وترتفع مناراتها حوالي 42 مترًا، وتضم مزار البابا "كيرلس السادس" يقع أسفل الجزء الشرقي منها ويضم جثمانه، وكنيسة القديس مرقس الرسول وأقيمت على امتدادها من الجهة الشرقية، فضلًا عن وجود مبنى المكتبة مكون من ثلاثة طوابق، وأخيرًا كنيسة القديس الأنبا مقار والآباء لباس الصليب في فناء الدير، التي بنيت 2013 بيد البابا تواضروس الثاني.

 

 

مذابح مقدسة في دير مارمينا والبابا كيرلس

 يضم نحو خمسة مذابح بالكاتدرائية الكبيرة، وثلاثة مذابح بكنيسة السيدة العذراء القديمة بالدير، ومذبحًا بكنيسة مارمرقس.

 

أسماء الآباء ورؤساء دير مارمينا العجائبي

 يتربع على شفاعة هذا الدير الشهيد الأرثوذكسي مارمينا العجائبي والبابا كيرلس السادس، كما تولى رئاسة أسماء جليلة وهم الأنبا مينا رئاسة دير مارمينا وهو التلميذ الخاص للبابا كيرلس السادس، وتلاه الأنبا كيرلس أفا مينا أسقفًا ورئيسًا للدير.

 

دير مارمينا والبابا كيرلس.. من تدميره إلى تصنيفه كمزار عالمي

 من يجد اسم هذا الدير في التصنيف العالمي من أجمل المناطق الأثرية يجوب في ذهنه البحث وراء تاريخه العريق، فيجده يقبع داخل مدينة كانت مطمعًا للأجانب الخلقدونيين وغارات الفرس وحروب الأتراك آنذاك التي عرضته للتخريب الشامل حتى بات حطامًا إلى أن جاء القرن الـ13 واندثرت المدينة وكنائسها بسبب التخريب الشامل الذى حل بها، وعدم استتباب الأمن فيها، ثم انتقل جسد الشهيد مارمينا عبر رحلة طويلة من منطقة مريوط إلى فم الخليج.

 

 

دور البابا تواضروس في إعمار دير مارمينا بمريوط

 في أغسطس 2013، زار قداسة البابا تواضروس الثاني الدير، واستمر شهرًا حتى قام بتدشين كنيسة القديس الأنبا مقار والآباء لباس الصليب بمزرعة الدير ووضع مزارًا خاصًا بمثابة تكريم لشهداء وضحايا تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع عام 2011، الذي راح ضحيته نحو 27 شخصًا، ويحرص البابا تواضروس على سيامة الأساقفة وممارسة العبادات والزيارات الرعوية للدير بصورة دورية.

 

موضوعات ذات صلة..

منسق مسار العائلة المقدسة لـ"الوفد": إحياء رحلة المسيح في مصر هدية للعالم 

مسار العائلة المقدسة في مصر| الهروب من الخوف إلى الأمان في 25 محطة (بالصور والفيديو) 

يوميات العائلة المقدسة بمصر.. ومسارات تحفظها مصر من الاندثار