رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البابا كيرلس السادس.. ضخ الدماء في وريد الكنيسة وأعادها للحياة بعد الأنهيار1-3

البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس

من احدى الأسر المصرية التي تقبع في قرية بسيطة خرج رجلًا بفكر منير يشع ويبحث عن عوامل النهوض بالكنيسة القبطية التي شهدت أقصى مراحل التشتت قبل أن يعتلي البابا كيرلس السادس، الكرسي المرقسي ويبذل جهود لا تُنسى من أجل الحفاظ على تراثها العريق الذي اندثر بفعل الحروب والإحتلال لأعوام ودونت الكتب المسيحية اسمه بحروف من الذهب تقديرًا لدوره في إعادة الحياة الروحية للأقباط.

 

اقرأ أيضًا..

مسار العائلة المقدسة في مصر| الهروب من الخوف إلى الأمان في 25 محطة (بالصور والفيديو)

 

يروي القمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية  لـ "جريدة الوفد"  أبرز محطات  "رجل الصلاة"  ومن بين صفحات كتاب "البابا المصلي العجائبي"، نستعرض مراحل ومواقف مؤثرة لمثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس الـ116 في تاريخ البطاركة واحدًا من أبرز الشخصيات المؤثرة التي مروت في تاريخ الكنيسة المصرية واعتلت الكرسي المرقسي.

 

طفولة البابا كيرلس السادس

ولد قداسه البابا باسم" عازر يوسف عطا"،8 أغسطس 1902م، في قرية طوخ النصاري بمدينة دمنهور التابعة لمديرية البحيرة، سكن أجداده في تلك البقعة لقرون عديدة منذ أن نزحوا في أواخر عصر المماليك من قرية الزوك الغربية التابعة لمركز النشأة بمحافظة سوهاج.

 

عاش عازر لوالدين مسيحيين وكان ثاني أشقاءه الأربعة وهم " حنا وميخائيل، وشفيقة وعزيزة"  فتربى في كنف الإيمان المسيحي،ثم تغيرت مجريات حياته حين قرر والده الأنتقال إلى الإسكندرية بسبب عمله كوكيل عام لإدارة  أعمال" أحمد يحيى إبراهيم باشا" واحدًا من كبار تجار القطن وأحد أنصار حزب الوفد والد عبدالفتاح يحيى إبراهيم باشا رئيس وزراء مصر في الفترة مابين 1933-1934م.

 

تأثر عازر بوالده الأمين المعروف بحسن السيرة ومحبته للكنيسة وأعتبر أشهر الشمامسة وكان صاحب مواقف مؤثرة فقد خصص أوقات فراغة لتعليم شمامسة القرية الصغار الألحأن والكتابة والحساب، وقراءة الكتاب المقدس وسيرة الشهداء وكان رب الأسرة صاحب اليد الكبرى في تشكيل وجدان أبنائه وحرص على زراعة محبة الكنائس والمشاركة في احتفالات كعيد صعود السيدة العذراء وتأسيس أول كنيسة تحمل اسمها في مدينة فيلبي وغيرها من الأعياد التي أرست في نفس الطفل "عازر" محبة خالصة للعقيدة.

 

يوميات  في طفولة عازر يوسف عطا

اعتادت أسرة يوسف عطا، التردد على الأديرة القبطية خلال عيد الشهيد مارمينا العجائبي ومن شدة تأثر هذه الأسرة بهذا القديس شهدت إحدى كنائسه مراسم تعميد الطفل "عازر"،  وعندما بلغ سن السادسة من عمره إلتحق بمرحلة التعليم الأولية في مدرسة الأقباط الخيرية، وكان يتردد على الكُتاب في العطلة الصيفية بعدما أشار الشيخ الفقية بالقرية "أحمد  علوش" على والده هذا الأمر وأن يحضر معه الأنجيل ليتعلم الأسس الصحيحة.

 

تلقى عازر دراسته في المدرسة نفسها التي شهدت تعليم البابا تواضروس الثاني البطريرك الحالي للكرازة المرقسية، حتى أنتقلت أسرته إلى الإسكندرية ليستكمل مرحلة الثانوية، بسبب عمل والده الذي انشغل بمحبة الوطن ومقاومة الإحتلال خاصة عقب ثورة 1919 التي اتسمت بالشمولية عندما توجه حزب الوفد إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر باعتباره ممثل جميع أطياف الشعب حيث ضم التجار والموظفين والفلاحين والأقباط والمسلمين ورفع شععار وحدة الأمة "الهلال يعأنق الصليب".

 

تعلق قلب "عازر" في فترة شبابة بحبه للإيمان والكنيسة واشتهر بحرصه على حفظ الكتاب المقدس وأصبحت  حجرته داخل الدير الذي اختار أن يزهد فيه من الحياة وعاش فترة

رهبنته في دير البراموس في يوليو 1927 "قلاية للنُسك"  ورسم بعد ذلك قسًا في 1931،ورشحة رئيس الدير للدراسة بكلية الرهبان اللاهوتية بحلوان وتخرج فيها كما رشحة البابا يوأنس التاسع للأسقفية ليكون مطرانًا على الغربية والبحيرة، ولكهنة هرب منها إلى دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.

 

مواقف تعكس شخصية عازر يوسف عطا

قال القمص "موسى" فى حديثه أن البابا كيرلس السادس، كان فريدًا ومميزًا على شتى الأصعدة  وبحسب ما دونه الكتاب كتاب "البابا المصلي..العجائبي القديس البابا كيرلس السادس"، فقد عُرف  البطريرك الـ116 فى تاريخ الكنيسة باجتهاده وكفاحة وأخذ عنه أنطباع الأمانة ويروي الكتاب مواقف عديدة لشخصية عازر ولعل أبرزها حين كان يعمل في احدى شركات الملاحة وكُلف بالذهاب إلى ميناء الإسكندرية ذات يوم  ووجد حافظة نقود عند فتح حقائب القائد في صالة التفتيش وبعد عودته إلى الشركة وسلم حافظة النقود وأختام الاجراءات الجمركية فأنفجرت أسارير وجه مدير الشركة وقدم له مائة جنية إسترليني مكافأة على امأنته ولكنه رفضها شعورًا منه بالواجب المنطقى وهو حفظ الأمانة.

 

وكان هذا الموقف السبب فى تدرج عازر فى عمله وإعتلاءه مناصب مرموقة داخل العمل إلا أنه فى يونيو 1927م  فاجئ الجميع حين طلب استقلالته حين طلب شقيقة الأكبر"حنا يوسف عطا" مقابلة المدير ليخبره بقرار أخيه  دون سبب واضح وحين إلتقت الأسرة حول عازر لتسأله عن السبب فأجاب نصَا:"أيهما أفضل حياة البر والقداسة والسعادة ، أم حياة الشقاء والكد  ماذا يفيد الأنسأن لو ربح العالم وخسر نفسه".

 

كانت العلاقة الاجتماعية التي جمعت "عازر" بعائلته الوطيدة وخاصة مع اخيه الأكبر حنا والأصغر ميخائيل، كما ربط فؤاده حب الأديرة ولعل السبب يكمن في حُسن استقبال الأباء الرهبان خلال زيارته وتعلق قلبه بالقمص تادرس البراموسي بحسب ما ذكره  كتاب "البابا المصلي العجائبي"،  كان لعازر وجه بشوش مفعم بمحبة الأخر دون النظر لأي عرقي أو ديني.

البابا كيرلس السادس.. ضخ الدماء في وريد الكنيسة وأعادها للحياة بعد الأنهيار1-3

 

موضوعات ذات صلة..

منسق مسار العائلة المقدسة لـ"الوفد": إحياء رحلة المسيح في مصر هدية للعالم

الأنبا باخوم لـ الوفد: مصر تتميز بقوة نسيجها ونشيد بجهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة 

الوفد داخل كنيسة العذراء بالمعادي.. سر مباركة العائلة المقدسة لنهر النيل (بالفيديو والصور)