رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر والإمارات نموذج يُحتذى فى العلاقات الدولية

سفا رة الإمارات
سفا رة الإمارات

شهد صالون الجعفراوي الثقافي- فى أول فعالياته، بمقرّه بالتجمّع الأول بالقاهرة الجديدة- ليلة فى حب دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة احتفالها باليوبيل الذهبي للاتحاد، بعنوان "صوت الحضارة فى العام الخمسين"، تقديرا واحتفالا بدولة الإمارات الزاهرة في يوبيلها الذهبى، عكست الاحتفالية مدى العلاقة الوطيدة بين مصر والإمارات ليس على المستوى الرسمى فحسب، بل على المستوى الشعبى والثقافى، بما مثَّله الحضور المتنوّع من كل أطياف المجتمع من الشخصيات العامة والدينية والدبلوماسية وأساتذة الجامعات ورجال الإعلام والأعمال- ومنهم د. كرم خليل، صاحب برفكت لاند إيفينت؛ الذى حضر خصيصا من أمريكا فى طريقه للإمارات- فكان عُرسا ثقافيا يُعبِّر عن العلاقات المتميّزة والفريدة التى تربط مصر والإمارات، بحضور د. هشام بشير- المستشار الإعلامي بسفارة الإمارات- بدأ بالسلام الوطنى للبلدين الشقيقين، ثم الاستماع لبعض آيات الذكر الحكيم للقارئ مشارى راشد العفاسى، وأداره الزميل مصطفى ياسين- مدير تحرير عقيدتى- والزميلة الإعلامية زينب الهوارى.

 

مناسبة عزيزة

 

سفا رة الإمارات

 

بدأ الاحتفال بترحيب د. صلاح الجعفراوي بالحضور، معربا عن سعادته بتزامن انطلاق أولي فعاليات صالون الجعفراوي الثقافي مع احتفال دولة الإمارات بالعام الخمسين ليوم الاتحاد، وألقي الضوء علي الدور الرائد لدولة الإمارات في شتي مجالات الخير والعطاء، بداية من عهد سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله وطيب ثراه- وامتدادا بجميع حكام الإمارات السبعة، وخاصة سمو الشيخ خليفة بن زايد.

 

حياة كريمة

 

وقال د. الجعفراوى: فى هذا اليوم الأغرّ يُسعدنا أن نفتتح باكورة أعمال وفعاليات الصالون الثقافى، بحدثٍ جليلٍ وعظيمٍ وحبيبٍ إلى قلوبنا جميعا، خاصة نحن المصريين، ألا وهو اليوبيل الذهبى لإقامة وإنشاء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذى تمّ فى غُرَّة ديسمبر 1971 وتحديدا فى اليوم الثانى من الشهر، حين اعترفت به جامعة الدول العربية، وبعده بأسبوع واحد أى 9 ديسمبر أقرّه مجلس الأمن الدولى ومنظمة الأمم المتحدة. ولكن هذا الاتحاد بدأ قبل هذا الاعتراف بسنوات، بجهود حكام تلك الإمارات السبع.

 

أضاف: هذا الصالون الثقافى- الذى تُؤسِّسونه بحضوركم وتشريفكم، وفى مقر مؤسسة "مشوار التنموية"، التى وُلِدت عملاقة بجهودها فى خدمة المجتمع والفئات الأولى بالرعاية- تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتحقيق "حياة كريمة" لكل مواطن على أرض المحروسة والكنانة، مصر العظيمة.

 

تابع قائلا: وتجسيدا لأواصر التعاون والتعاضد والتكافل فيما بين مصر ودولة الإمارات العربية الشقيقة، أُقيمت جسور التواصل والمساعدات التى تتولاها "مؤسسة مشوار التنموية" مع: مؤسسة بن زايد للأعمال الخيرية بأبو ظبى. ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الإنسانية والخيرية بدبى. وهيئة آل مكتوم الخيرية لمؤسسها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله وطيب ثراه.

 

سفا رة الإمارات

 

فقد دعمت مصر منذ اللحظة الأولى، إقامة دولة الإمارات فكانت العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا يُحتذى، فى العلاقات الدولية، وقد توثّقت منذ الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مرورا بكل رؤساء مصر السابقين، خاصة البطل الشهيد محمد أنور السادات، ثم الرئيس محمد حسنى مبارك، مع أخيهم وشقيقهم الزعيم والأب لكل الإماراتيين وهو سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمهم الله جميعا وطيّب ثراهم-

 

ولم تقف هذه العلاقة عند حدٍّ معيّنٍ، إنما زادت عُراها، وتوثَّقت أواصرها، مع قدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأخيه وشقيقه سمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان- رئيس دولة الإمارات- وشقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.

 

وتعدَّدت اللقاءات والزيارات فى كلا البلدين وخارجهما، لما فيه مصلحة الدولتين والمنطقة العربية والإقليمية والعالمية، حتى وصل التنسيق والتعاون حدًّا جعل الرئيس عبدالفتاح السيسى يربط بين أمن الخليج العربى ومصر بقوله: (أمن دول الخليج خط أحمر، وهو أمن قومى لمصر)

 

وقد شهدت العلاقات المصرية الإماراتية تطورات كبيرة، وتعميقا وتجذيرا فى كافة مجالات الحياة.

 

شعب واحد فى بلدين

 

من جانبه أكد سعادة الدكتور صالح السعدي- الملحق الثقافى، رئيس قسم الشئون الإعلامية والدبلوماسية بسفارة الإمارات بالقاهرة- علي الوحدة بين مصر والإمارات حيث لا فرق بين البلدين، مشيرا إلي تطور الإمارات من إعلان الإتحاد حتى يومنا هذا، مشيدا بهذه المسيرة التاريخية بين البلدين العربيين الشقيقين؛ قائلا: "فضل مصر لا يُنسى" و"نحن شعب واحد على أرضين".

 

وقال السعدي: قبل خمسين عاماً كان الهدف الأكبر لدى قادة دولة الإمارات، هو قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبجهود حثيثة مخلصة متفانية، قام الاتحاد، بحمد الله، ودخل في قلب التاريخ الحديث للعالم العربي، من أوسع الأبواب. وبعد خمسين عاماً تؤكد قيادة دولة الإمارات في جميع مستوياتها، على أنّ تقوية الاتحاد، ومواصلة مسيرة الوحدة الوطنية، هما أكبر الأهداف الاستراتيجية للخمسين عاماً المقبلة، مع ما يفرضه هذا الهدف الكبير من استحقاقات وواجبات، وتطوير في الرؤية العامة للسياسة الداخلية والخارجية، بحيث تكون هناك خطة واضحة المعالم، ثرية التفاصيل، تضمن تحقيق الأهداف، ومواصلة المسيرة التقدمية لهذا الوطن المتحفّز إلى مزيد من النهوض والإعمار والبناء.

 

أوضح السعدي أنه وفقًا لهذه الرؤية الجوهرية العميقة، جاءت وثيقة مبادئ الخمسين، التي نشرها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله- والتي لخّص رؤيتها النهضوية، من خلال كلمة قصيرة مكثفة، توجّه بها صاحب السمو إلي أبناء دولة الإمارات.

 

وأكد "السعدي" أن كلمة صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم اشتملت على جوهر الوثيقة وأهدافها، وآليات العمل القادمة لتنفيذها، بما يعكس روح التلاحم بين القيادة والشعب، والحرص التام على أن يكون المسار الاستراتيجي القادم في خدمة جميع أبناء الوطن في شتّى مواقعهم.

 

وأضاف: إن دولة الإمارات استطاعت خلال العقود الخمسة الماضية أن تحوز على إعجاب العالم وتقديره واحترامه، من خلال إنجازات تحدث عنها القاصي والداني، كان ركنها الأساسي قيادة استثمرت في بناء الإنسان وسخّرت كل الجهود لتمكينه، وأبناء وطن تكاتفوا والتفّوا حول قيادتهم وعملوا بجد وعزيمة وتفانٍ في رسم صورة حضارية مشرقة للدولة عالمياً يتفاخر بها كل العرب من المحيط إلى الخليج.

 

سفا رة الإمارات

 

وأكد أنه يأتي إطلاق عام الاستعداد للخمسين عامًا المقبلة في مرحلة مفصلية من تاريخ الإمارات، حيث تتطلع القيادة الرشيدة إلى أن تكون دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة الدولة الأكثر تميّزاً والأفضل في جودة الحياة على مستوى العالم.

 

وأختتم "السعدي" كلمته مؤكدا أن الطريق نحو الدولة الأفضل في العالم بحلول عام 2071 يمر عبر تهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في العقول والكفاءات النوعية، وتعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التسامح والانفتاح والتعايش، والحفاظ على تراث دولة الإمارات الوطني وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، إضافة إلى منافسة دول العالم المتقدمة على السبق والريادة، وتشييد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال المقبلة.

 

طوبى لصانعى السلام

وعبَّر القس بولا كمال رياض- كاهن بكنيسة ودير الأنبا سمعان الخرَّاز بجبل المقطم- عن تقديره لهذا الملتقى في دعوته لنشر المحبة والسلام، مستشهدا بمقولة السيد المسيح- عليه السلام-: "طوبى لصانعى السلام"، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الكنائس لمختلف الملل والطوائف المسيحية على أرض الإمارات ما يعنى التسامح والمحبة.

 

وأرسل القس بطرس رشدى- كاهن كنيسة ودير القديس سمعان الخرَّاز بجبل المقطَّم- كلمة- وقد اعتذر عن عدم تمكّنه من الحضور بسبب الاحتفالات بقداس عيد الغطاس- مشيدا فيها بجهود الإماراتيين للنهوض والتقدم بدولتهم وتميزهم حتى صاروا أفضل من دول أوروبية كثيرة. 

 

عبر الفضاء

ومن الإمارات جاء اتصال سماحة المستشار السيد علي الهاشمي- مستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شئون الرئاسة في أبو ظبى- حيث توجه بالتحية للملتقى الثقافي وحضوره الكريم؛ وقد أشاد في كلمة راقية إلى هذا التعاون المشترك، وأن مصر بحق هي بلد العروبة والإسلام.

 

حرى بالدكتور الجعفراوى الاحتفال بهذه المناسبة لما عُرف عنه من تقدير واحترام وسعى لتوحيد الشعوب العربية والإسلامية وتأسيس المعانى والقيم التى تطور من حالة الإنسان وتعطى دفعة قوية من العمل البناء الداعى للتسامح والتعارف والتعاون على البر والتقوى، مصداقا لأمره تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

 

ونسأل الله أن يديم بين الشعوب العربية والإسلامية التعاون والتكامل ويمنحها التوفيق والسداد والنصر، فليس غريبا على مصر الأزهر والإسلام أن تُقام مثل هذه اللقاءات الطيبة المباركة.

 

أروع الأمثلة

 

وقال د. محمد على زينهم- رئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية-: لقد ضربت دولة الامارات أعظم الأمثلة في كثير من المواقف الرائدة لعروبتها وإسلامها وكانت من الدول الرائدة في تعاطيها وتعاملها مع القضايا المعاصرة ومواقفها الانسانية ودعمها الكبير في مجالات الخير والنماء وأيضا الثورة العلمية الكبيرة التي تعد الإمارات من روادها في المنطقة العربية ومحيطها الاقليمي. فضلا عن دورها في المحافظة علي التراث الحضاري وسبل اظهار الوجه الحضاري المشرق  لحضارتنا وقيمنا وتراثنا في جميع المحافل العلمية والفنية، بل لها من معاهد متخصصة في التراث ومتاحف أصبحت الآن تنافس المتاحف العالمية بما تضمه من معروضات وأساليب وتقنيات عرض.

 

أضاف د. زينهم: وإيمانا من الجمعية بأهمية التراث والفنون الاسلامية ودورها الحضاري والتنويري في اعطاء العالم فكرة عن سماحة الاسلام وقيمه الفكرية ودعوته الدائمة للحوار وإعمال العقل في شتي المجالات العلمية والفكرية والفلسفية والفنية من خلال التعرض لإسهاماتهم في إثراء الدور الإنساني والنهضة الفكرية والعلمية والفنية في الحضارة العالمية القديمة والمعاصرة، فقد قامت الجمعية بتنظيم عدد 9 مؤتمرات دولية بشراكة علمية من أعراق الجامعات والمؤسسات التعليمية والأكاديمية العربية والدولية في ألمانيا وفرنسا وتونس والمغرب والجامعات المصرية، وأسمهت في إثراء الحوار والنقاش التنويري في ندوات متخصصة وورش عمل ومعارض فنية تؤكد علي قيم الحوار والتسامح فيما بين الحضارات وتأثيرها علي العلوم والفنون وأوجه

التكامل بينها، وللجمعية السبق في اصدار مجلات علمية محكّمة أضحت الآن في الصدارة في التقييمات العلمية للمجلس الأعلي للجامعات وبنك المعرفة المصري، وتتواجد علي اهم وأشهر المنصات العلمية وقواعد البيانات المفهرسة دوليا، هما مجلات العمارة والفنون والعلوم الانسانية وقد صدر منها 37 عدد ودخلت عامها السابع، ومجلة التراث والتصميم  وقد دخلت عامها الثاني وصدر منها 7 أعداد، الي جانب ان الجمعية دشّنت منذ ايام اول منصة رقمية للحفاظ علي العمارة والفنون والعلوم الانسانية وهي تعني بالمقام الاول بحفظ التراث والمؤلفات والحقوق العلمية والادبية للباحثين في تلك المجالات، ونحن في هذا العام فضلنا ان نقيم هذه الدورة من المؤتمر باسم راعي الجمعية وداعمها منذ البداية الراحل  سمو الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم، الذي ساعد في دعم الجمعية والوقوف وراء فاعلياتها وأنشتطها العلمية والفنية والخيرية، لذلك كان لابد لنا من العرفان بجميل هذا الرجل ومواقفه النبيلة الداعمة للبحث العلمي وراعي من رعاة الفن والحضارة الاسلامية، لذلك قامت الجمعية بإهدائه درع الشخصية الحضارية وكان ذلك باحتفالية كبري أمام ساحة الكرنك بالأقصر عام 2016 تسلمها نيابة عنه سمو الشيخ راشد بن حمدان، بل سافر ممثل للجمعية لتسليمها لسيادته بمقر إقامته بالإمارات.

 

وأضاف د. زينهم: وتأتي هذه الدورة التي رأت الجمعية إقامتها في الإمارات وتحت اسمه اعترافا بفضل هذا الرجل المحب لإسلامه وعروبته، تكريما مستحقا لشخصية عربية لها إسهاماتها الدولية في رعاية الحضارة والعلوم والفنون الإسلامية، بعنوان "الفن وحوار الحضارات.. تحديات الحاضر والمستقبل".

 

وأكد السفير/ أشرف عفل- مساعد وزير الخارجية الأسبق، سفير مصر الأسبق لدى اليمن وفلسطين - على الدور المحوري للثقافة وأشكالها في النهوض بالمجتمعات والعمل على نهضتها ورقيها. ومقدرا الدور الذي يقوم به د. الجعفراوي؛ واصفاً إياه بأنه رجل البر والإحسان.

 

تشكيل الوعى

وقال د. كارم الفقى- واعظ بمجمع البحوث الإسلامية-: مثل هذه الصالونات الثقافية كان يدور عليها بناء وتشكيل ثقافة المجتمعات في فترة من فترات الزمان والعصر الحديث إذ أن هذه الصالونات في القديم خرَّجت لنا الأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين الذين قادوا الدول والشعوب من الناحية الثقافية والذين مازالت آثارهم موجودة إلى الآن، ودليل ذلك أن هذا الصالون منذ التخطيط لوضع لبنته الأولى قام د. صلاح بدعوة قامات المجتمع المصري والعربي من جميع مختلف التوجهات فيه سواء كانت سياسية أو علمية أو أدبية أو إعلامية أو دبلوماسية بل ودينية من طوائف المجتمع المصري ممثلة في الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، إن ذلك ليس بجديد على مفكر إسلامي وعالم جليل مثل د. الجعفراوي وهو رجل إجتماعي من الطراز الاول يملك روح وجهد الشباب وهو القائم على أعمال مؤسسة "مشوار التنموية" التي تخدم في شتي بقاع مصر. إن ما رأيناه اليوم من تبادل للخبرات وعرض للأفكار وتمازج للحضارات والشعوب لهو خير دليل أن لهذا الصالون مستقبلا باهرا.

 

وأضاف د. الفقى: ومن جميل الطالع ومما زاد القلب فرحة وسرورا أن في هذه النسخه الأولى من صالون الجعفراوي الثقافي وهو يدعو إلى إتحاد الخبرات والثقافات والاراء نجد أنفسنا نحتفل بذكرى قيام دولة عزيزة على قلوبنا وقفت مصر أم الدنيا إلى جوارها في القديم، ووقفت هي في هذه الأعوام التي نعيشها لترد جزءا من الجميل الذي أُسدي اليها، إنها بلد تحب زيادة الخير لأن الذي وحَّدها وبناها هو "زايد الخير" الشيخ زايد رحمه الله، إنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل بمرور  خمسين عاماً علي اتحادها وقيامها، هذه الدولة التي حفرت لنفسها اسما ومكانا بين الدول في العصر الحديث لما لها من ثِقل بين الدول جعلهُ لها صاحب النشأة الأولى الشيخ زايد والقائمون عليها حكومه وأمراء وشعبا إلى أيامنا التي نعيشها الآن.

 

ونحن رجال الازهر الشريف نُرسل رسالة من خلال هذا الصالون الثقافي العامر، إلى كل الدنيا من أم الدنيا مصر نقول فيها: إن مصر والإمارات دولة وحكومة وشعبا، لا فرق بينهما  فأينما نادت إحداهما للأخري قالت الأخرى لبيك، فلتحيا أم الدنيا ولتحيا إمارات الخير.

 

حسن الطالع

وقال د. أحمد علي سليمان- عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية، عضو اتحاد كُتَّاب مصر-: من حسن الطالع أن يتواكب حفل تدشين الصالون الثقافى مع احتفال دولة الإمارات الشقيقة باليوبيل الذهبي للاتحاد، فالعلاقات المصرية الإماراتية كانت وما تزال وستظل مضرب المثل في الأخوة والتلاحم والترابط والتعاون على الدوام.

 

وهنا نتذكر بالعرفان مواقف الراحل العظيم الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) تجاه مصر والأمة العربية والإسلامية، والتي حفرها التاريخ في سجلات الخالدة والتي تمثل الأصالة والشهامة والمروءة بأسمى معانيها.

 

وتتعاظم العلاقات الطيبة وتتنامي على الدوام في ظل القيادة الحكيمة للبلدين الشقيقين بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

 

ووصف الصالونات الثقافية بأن لها أهمية كبيرة في الحياة الثقافية وفي الحياة العامة، فهي: السند والداعم الفكري للحكومات وصناع القرار، وينبغي أن تكون كذلك، حيث تناقش من خلال المثقفين والمختصين قضايا مهمة، وتقدم حلولا للمشكلات من واقع العلم والخبرة والتجربة. وهي الكاشف للمواهب المتعددة في شتى المجالات، وهي الحاضن والراعي لها، والتي يمكن توظيفها في خدمة الفكر والثقافة والإبداع ومن ثم خدمة المجتمع. ولها دور مهم في نشر الفكر التنويري، وترسيخ التنوع والتعددية الفكرية والثقافية والدينية، وتدريب النشء والشباب على قبول الآخر، من خلال حرية التعبير وإبداء الرأي وممارسة النقد بالطريقة البناءة. وتعبّر عن الواقع بصورة أفضل وأوضح بعيدا عن النمطية والروتين. وتعد منصات آمنة ومؤثرة ومراكز للإشعاع الفكري والثقافي والتنموي والحضاري. وهى معالم حضارية مهمة، تسهم في الحراك الثقافي والاجتماعي، وتنمّي خبرات الأجيال الصاعدة، وتصب في خدمة التنمية الشاملة، وخدمة المجتمع، ومن ثم ينبغي على الحكومات والدول التوسّع فيها، واستثمار جهود المثقفين والخبراء في كل مكان.

 

وأثنى د. عبدالله كمال- أستاذ البلاغة بكلية الغة العربية بجامعة الأزهر- على هذا العمل الراقي، وعمق أواصر المحبة والأخوة والمودة والتعاون بين البلدين الشقيقين.

وتخلَّل اللقاء تقديم فيلم تسجيلي عن أهم أعمال مؤسسة مشوار التنموية، وأغنية للمطرب حسين الجاسمى بمناسبة اليوبيل الذهبى للإمارات.

 

إدانة الإرهاب

وفى ختام اللقاء أصدر الصالون بيانا أدان فيه العمليات الإرهابية الغاشمة التي طالت دولة الإمارات من قِبل الحوثيين. وكذا إدانة كافة الأعمال الإرهابية على مستوى العالم، داعين لنشر السلام والمحبة ودعم إقرار السلام والأمن والأمان فيما بين جميع أبناء الإنسانية.