عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لهذه الأسباب يرتبط عيد شم النسيم بعيد الفصح المسيحي

أيقونة لصليب المسيح
أيقونة لصليب المسيح -أرشيفية

تحتفل مصر اليوم الاثنين 20 أبريل، بأعياد شم النسيم، أحد المناسبات المرتبطة بالحضارة الفرعونية العريقة والذي يصل عمر الاحتفال به نحو 4700 سنة، إذ يرجع إلى ما يقرب من 2700 عام قبل الميلاد، وهو رمز لبداية الحياة الجديد نسبةً لتفتح الازهار والزرع أبرز اعمدة الحضارة الفرعونية المرتبطة بالطبيعة بصورة بالغة.

 

وعادة ما تتزامن هذا المناسبة مع احتفالات الاقياط بعيد القيامة المجيد، وتوجد علاقة تاريخية لربط هذا المناسبة بأعياد الربيع "شم النسيم" ولعل لهذا الربط علاقة وطيده ترجع الى مدى اتساق الحضار الفرعونية مع الاقباط الذين حافظوا على العديد من العادات و التقاليد و المناسبات المصرية القديمة ومزجوها مع الطقوس القبطية التذي لازالت حتى الان تعيد مجد هذا الحضارة العريقة.

 

إقرا ايضًا:

المسيح قام .. الكنائس تحتفل بمعجزة النور المقدس من قبر السيد المسيح

 

ويربط الاقباط عادة مناسبتهم بالطبيعة ولعل في هذا الفعل ما يرجع الى الفراعينة الذين استخدموا الكون للتعبر عن احتفالاتهم سابقًا، فعادة ما يستخدم القبطي في الاعياد الاطعمة والنباتات  كأعياد الغطاس المرتبطة بأكلات القلقاس والقصب، والخل و الفول النابت في اعياد الميلاد المجيدة.

 

معنى كلمة "شم النسيم" في اللغة القبطية

ويُعد "عيد شمّ النسيم"  أحد المناسبات المصرية القديمة، كان المصريون القداماء يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع ،وكلمة "شم النسيم" هي كلمة قبطية مصرية،تنقسم الى كلمة "شوم" وتعني بستان، وكلمة نسيم" تعني الزروع، وكان قديمًا بعرف بـ "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع" ثم تطور مع الزمن فصارت "شم النسيم".

 

إقرا ايضًا:

لهذه الأسباب يتناول الأقباط الفول النابت والخل في أسبوع الآلام

 

 

وكانت مصر في القرن الأوَّل الميلادي تشكل أكبر تجمّع مسيحي داخل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإحدى أكبر التجمعات المسيحية في العالم الإسلامي طليعة البُلدان الشرقيَّة التي تسرَّبت إليها المسيحيَّة ، وانتشرت تدريجيًّا في جميع أنحاء البلاد في القرن الثاني، وقد كانت الإسكندرية مركزًا هامًا خلال العصور الأولى للمسيحية. وتاريخُ المسيحيَّةِ في مصر يبدأ بِهجرة العائلة المُقدَّسة إليها هربًا من ظُلم هيرودس الأوَّل ملك اليهوديَّة حسب رواية في الكتاب المقدس.

 

علاقة عيد شم النسيم بالصوم الكبير

وبعدأن اتسعت المسيحية بمصر في القرن الرابع، تزامنت احتفالات شم النسيم القبطي مع موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وهذه الفترة تتسم بعدة معالم دينية و تتميز بالنُسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، اذ يمتنع الاقباط خلال الصوم عن تناول الاطعمة الحيوانية والمنتجات الالبانية، فواجه المصرية مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم).

 

وروت الكتب التراثية حول هذه الازمة اذ كانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الإحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات، وألحت الحاجة أن يجد المصري حل لها، فرأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائماً يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الإثنين التالي له.

 

إقرا ايضًا:

ما لا تعرفة عن الصوم الأقدس في المسيحية

 

ما هو "حساب الإبقطي"

واعتمد المصري القديم على الحساب فلكي طويل  يُدعى "حساب الإبقطي" ، وتعني "عُمر القمر في بداية شهر توت القبطي من كل عام" ووضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، في عهد البابا ديميتريوس الكرام (البابا البطريرك رقم 12 بين عامي 189 – 232 م) ونُسِب للأب البطريرك، بواسطة الفلكي المصري "بطليموس الفرماوي" (من بلدة فرما بين بورسعيد والعريش) فدُعِيَ "حساب الكرمة".

 

دور "حساب الإبقطي" في تحديد موعد احتفالات عيد القيامة وأعياد الربيع

وهذا الحساب يحدد موعد الإحتفال بعيد القيامة المجيد بحيث يكون موحداً في جميع أنحاء العالم  وبالفعل وافق على العمل به جميع أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، بناء على ما كتبه لهم البابا ديميتريوس الكرام في هذا الشأن. ولم عُقِدَ مجمع نيقية عام 325 م أقرَّ

هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحية حتى عام 1528 م كما سنذكر فيما بعد.

 

ومنذ تأسيس هذا الحساب وهو يراعي في تحديد موعد الاحتفال بعيد الربيع أن يكون تالي لعيد القيامة المجيد، والذي قام يوم الأحد، وأن يأتي بعد الاعتدال الربيعي  الذي عادة يكون في تاريخ "21 مارس"، وأن يكون بعد فصح اليهود  لأن القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي، وحيث أن الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العبري الأول من السنة العبرية (القمرية) والفصح اليهودى مرتبط بالحصاد، فلابد أن يأتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبرى القمري.

 

إقرا ايضًا:

أول من دمج أسبوع الآلام بالصوم الأربعيني.. محطات فى حياة البابا ديمتريوس

 

ويقع الحصاد عند اليهود دائماً بين شهري إبريل ومايو (وهي شهور شمسية) كما ذكر (سفر اللاويين23: 4-12) لذلك كان المطلوب تأليف دورة  ممزوجة بالدورة الشمسية والدورة القمرية، ليقع عيد القيامه بين شهري ابريل ومايو فلا يقع قبل الأسبوع الأول من أبريل، أو يتأخر عن الأسبوع الأول من شهر مايو.

 

 ولايأتي عيد القيامة بحساب الإبقطي قبل الاعتدال الربيعي في نهاية شهر مارس، وحيث أنّ هناك تعديل في السنة الميلادية صار حتّى الآن 13 يومًا يصير الاعتدال الربيعي الآن في 3 أبريل وهو الامر المشابه باحتفالات عيد الميلاد المجيد الذي كان في بادئ الامر25 ديسمبر وصار لبعض الطوائف المسيحية في 7 يناير من كل عام.

 

أسباب اختلاف الكنائس المسيحية في مواعيد الاحتفال بعيد القيامة المجيد

وذكرت الكتب التاريخية التي تناولت تاريخ الكنيسة القبطية للمؤرخة ايزيس حبيب المصرى، أن موعد الإحتفال بعيد القيامة المجيد طبقاً لهذا الحساب القبطي  كان موحدًا عند جميع الطوائف المسيحية في العالم حتى عام 1582 ميلادية، وحين أدل البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما تعديلاً على هذا الترتيب، بمقتضاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربية يقع بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرةً، دون مراعاة اى ارتباط مع موعد الفصح اليهودى رغم ماورد في الاناجيل الاربعه.

 

إقرا ايضًا:

أول أيام الأسبوع المقدس في الكنيسة القبطية..تعرف على سبت لعازر

 

وحول ارتباط هذا العيد بفصح اليهود، فمن ثَمَّ أصبح عيد القيامه عند الغربيين يأتي أحياناً في نفس يوم احتفال الشرقيين به، وعلى  الرغم من توحيد عيد القيامة في مختلف الكنائس المسيحية حول العالم للمره الثانية عام 2007م، الا انه أحياناً ما يأتي مبكراً عنه  من أسبوع واحد إلى خمسة أسابيع  في بعض الاحيان ولا يأتي أبداً متأخراً عن احتفال الشرقيين بالعيد لذه السبب التاريخي وليس العقائدي.