رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على الأنبا أنطونيوس "أبو الرهبنة" و مؤسس الأديرة القبطية

بوابة الوفد الإلكترونية

قدمت مصر منذ فجر التاريخ العديد من التعاليم و الثقافات في مختلف المجالات فهى أقدم الشعوب التى أثرت الانسانية بمختلف العلوم و الحضارة و تعتبر هى صاحبة الريادة الرهبانية و مؤسسة الرهبنة و إنشاء الاديرة و قد أشار قداسة  البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ,في العديد من المحافل الدولية و اللقاء العالمية إلى أهمية و دور مصر في ثراء التراث القبطي و التعاليم المسيحية.

 

اشتهرت مصر عالميًا " بأم الرهبنة " ولعل السبب وراء هذا اللقب يكمن في تأسيس الفكر الرهباني فهى تعتبر المصدر الديري  منذ القرن الثالث الميلادي لتمتد إلى العالم كلة و الرهبنة القبطية تقوم على أسس محددة تميزها عن غيرها من الحياة الرهبانية في مختلف الديانات فهى تقوم على أساس البعد عن العالم و إتباع الفقر الاختياري كما وصفة قداسة البابا بالاضافة إلى تكريس الذات و نكرانها من أجل الايمان و الصلاة ولا يملك الراهب القبطي من الحياة سوا الكتاب المقدس حتى يتمكن من الوصول إلى الوصية الانجيلية و مساعدة أقرانة من أبنا الديانة المسيحية ولذلك فقد أتخذت الرهبنة القبطية مع مرور العصور عدة أقالب منها ( الموت عن العالم ) و ( الرهبنة الكفن).

 

و تروى الكتب التراثية دور مصر في منح أبناء الديانة  المسيحية حول العالم ثلاث منارات عظيمة يتبعها أى مسيحى فى العالم كله, و تتمثل هذه المنارات فيما يلى : أولًا فهى  أول من أسست  أكاديمية دينية أسسها القديس مارمرقس لتعليم علم اللاهوت و أساسيات الإيمان المسيحي فقد كانت صرخة إيمانية لمواجهة التشدد الدينيى آنذاك , ثانيًا تقديم الارواح المصرية لحماية الكنائس فتروى الكتب التاريخية التى تعرف بأدب الشهداء أحد فروع الأدب القبطي أن الكنيسة القبطية هى أكبر الكنائس التى قدمت شهداء في مواجهة أباطرة الرومان عبر العصور, و ثالثًا  الفكر الرهباني و الحياة الديرية و إنشاء الأديرة و تأسيس أول مجمع لكل متعبد زاهد في الحياة يرجوا الإيمان.

 

و يعود تأسيس الفكر الرهباني و الحياة الديرية القبطية إلى القديس أنطونيوس الذي عاش في القرن الرابع الميلادي , و وُلد عام 251م بمدينة بنى سويف و توجهه إلى الحياة الايمانية عام 269م بعد وفاة أسرتة و ظل يمارس الإيمان و الصلاة حتى أصبح  مؤسس الرهبنة فى مصر، و كانت الرهبنة تقتصر قبل ذلك على متوحدين

يسكنون الصحراء فرادى، يعبدون الله آناء الليل وأطراف النهار، إلى أن جاء الأب أنطونيوس، الذي يُعتبر "أبوالرهبنة",و على الرغم أنه لم يكن الأوّل فى ذلك المجال، فقد سبقه آخرون فى حياة الرهبنة وعاشوا على حدود قرى مصر، ومنهم أخذ القديس أنطونيوس الإرشاد , إلا أنة دخل إلى ما يعرف "بالبرية" وعاش عشرين عاماً من حياة الوحدة، ليخرج بعد ذلك ويقوم بإرشاد الرهبان الذين عاشوا ملتفّين حوله، فنشأت الأديرة حتى فى الجبال، وصارت البرية مدينة مليئة بالرهبان الذين تركوا مدنهم, و عندما إزداد أعدادهم و اجتمع حوله الآلاف  فقام بتأسيس ديراً، وكان الأنبا أنطونيوس يتنقل بين المتوحدين فى البرارى، يسألهم ويستمع إليهم، ويشبع من تعاليمهم وروحياتهم، إلى أن اعتكف فى الميمون، ثم وضع لتلاميذه أسس "الديرية" الأولى والحياة الرهبانية .

 

و تشتق كلمة " الراهب" من الرهبة أى الذى يحيا فى خوف اللـه، ولكنها تعرف بااللغة القبطية  بمصطلح (موناخوس) أى المتوحد و تم ترجمتها بالعديد من اللغات نسبةً لهذا المعنى القبطي وهى كل من قرر تكريس حياتة للإيمان و الصلاة و الدعاء و الرجاء لقاء الله بقلب سليم يحتوى تعاليم السيد المسيح والرهبان هم مجموعة من النساك الذين بحثوا عن "الخلاص" و يساعد أبناء الكنائس لتحقيق التوبة و الرجوع إلى الله.

 

و كان قد أكد البابا تواضروس على أهمية إمتلاك الكنيسة القبطية هذه الثروة  مشيرًا إلى أن حماية الكنائس و الخدمات الكنسية تعود إلى دعوات و رفع الصلوات بالاديرة فهى عينًا ساهرة للدعاء و الصلاة من أجل حماية أبنائها  .