رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمّد المسيح ومّهد طريق المسيحية.. يوحنا المعمدان رمز عيد الغطاس

أيقونة القديس يوحنا
أيقونة القديس يوحنا يعمد المسيح -أرشيفية

كالنهر الذي يفيض بالخير ويحمل في جعبته الكثير تنبعث من أسطر الكتب التراث المسيحي، أناس نقشوا أسمائهم بأعمالهم ومشاركتهم في أحداثُا عظيمة ، وأوفى لهم التاريخ وذّكرهم إلى أبناء العصور المتتالية من خلال تدوين هذه المشاركات وإعادة إحيائها في المناسبات.

 

ووسط توافد وصلوات أبناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي تشهدها اليوم، تعلو ألحان "تين أؤشت، واثرين هوس" والاحتفالات والاجراس المبهجة داخل  أسراب الكنائس، بمناسبة عيد الغطاس ومع انتشار المصيلن حول الآباء الكهنة تقام صلوات اللقان والطقوس الخاصة في هذه المناسبة والمعروفة بـ" طفس برمون عيد الغطاس".

 

ويعد هذا الطقس هو استعداد لمراسم الاحتفال بعيد الغطاس ويتضمن أيام البرامون الثلاث صلاة تعرف كنسيًا بـ" اليلويا جى إف مافي و تي شوري"، أن يردد خورس الشمامسة في هذه المناسبةلحن اجيوس هي والمعروفة بـ"او ان يورذاني فابتيستيس"، على أن تُختم الالحان القبطية في عيد الغطاس المجيد بكل من "لحن تين أؤشت، ولحن اثرين هوس، ولحن إكاسماروؤت" بجملة "جي اكتشي أومس –اعتمدت"، وذلك على مدار أيام البرامونحتى يوم عيد الغطاس يوم الانثنين 20يناير وثاني يوم عيد الغطاس، أما في يوم عيد عرس قانا فيتم عزف بـ "جي أك أي – أتيت"، تقيم الكنائس صلاة "اللقان" قبل رفع بخور باكر فى ليلة عيد الغطاس، على أن تختم الكنائس الاحتفالات بـ"الرشم" فى نهاية اللقان على الجبهة .

إقرا أيضًا:

القلقاس والقصب..الأبرز في احتفالات المصريين بعيد الغطاس

 

ويرجع هذا العيد إلى واقعة تعميد يسوع المسيح ابن العذارء مريم التي تمت على يد قديسًا عرف بعدة أسماء وهم "السابق "لأنه سبق السيد المسيح جسدياً بستة أشهر"، والصابغ "لأنه قام بالمعمودية التى هى صبغة فى معناها اللغوى"، والشهيد "لأن حياته إنتهت بالإستشهاد بقطع الرأس" كما منحة التراث القبطي عدة ألقاب تمثلت أبرزهم أنه آخر أنبياء العهد القديم، و الملاك المهيئ للعهد الجديد (إذ كان يعد الناس لرسالة المسيح السماوية(، وأعظم مواليد النساء " ويعود هذا القب إلى السيد المسيح خلال مزمور الكتاب المقدس "لو 28:7")، وهو القديس يوحنا المعمدان.

 

ولُد في القرن 5 قبل الميلاد بقرية عين كارم المتصلة بجنوب القدس بفلسطين، من والدين تقيين وهما زكريا الكاهن وإليصابات، وأعتبر النبي يوحنا مهيئ الطريق ليسوع المسيح وهو من نسل هارون ومن عشيرة كهنوتية وإندرج طقس التعميد ضمن الأسرار السابعة بالكتاب المقدس وأصبح تقليدًا مسيحيًا يشير إلى دخول الإنسان تحت مظلة الإيمان بالمسيحية، إلى واقعة التعميد التي تمت بنهر الأردن، ولعل ما جعل اسم هذا الدقيس يرتبط بهذا الطقس وعرف بـ"يوحنا المعمدان" وأطلق على هذا الطقس هذا الإسم نسبةً له.

 

وأعتبرت المعمودية إحدى الطقوس المسيحية يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية وتتمثل المعمودية باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى ويعد سر المعمودية أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية  والكاثوليكية  وأحد السرين المقدسين في الكنائس البروتستانتية وتعتمد الكنائس القبطية الارثوذكسي هذا الطقس مطابقًا لما قام به هذا القديس والمتمثل في إستخدام المياة والميرون المقدس.

تنوعت ألقاب القديس يوحنا المعمدان خلال سيرته بينما تمحروت الالقاب بأهم مادونته الكتب التراثية التي تناولت سيرة المسيحين الأوائل من بينهم السابق، والشهيد الأول، والصائم، وأقرب صديق للمسيح واشتهر لقب "المعمدان"، غير أن هذا اللقب لم يكن متداولاً على نطاق واسع في كتابات العهد الجديد بل إنه استعمل للإشارة إلى يسوع نفسه كما ذكرت الرسائل المونة إلى العبريين في الكتاب المقدس.

 

واستمر هذا يعرف هذا القديس كرمزًا للمسيح حتى دعاه الإمبراطور هيراكلون الغنوصي في القرن الثاني خلال شرحة لإنجيل يوحنا بالعهد القديم هذا القديس بالمعمدان، ثم بدأ بعد ذلك يتداول هذا اللقب بين الآباء الكهنة بكنيسة كليمنت الإسكندري  وأوريجانوس، ومن خلالهم دخل حيّز الاستعمال.

 

تمتع مهئ طريق المسيح كما عرف القديس يوحنا بشهرة روحية دينية كبيرة على مر العصور حتى جاء عصر الامبراطور هيرودس الرابع الذي أمر بقطع رأسه بعدما وبخه القديس، فأخذت زوجة الامبراطور"هيروديا" رأس القديس على صحن قديم ودفنته في مكان بالقرب من قصر هيرودس واتخذ المؤمنين هذا الموقع كأثار دينية قصدها الملايين.

 

اقرأ أيضًا:

أبرز 10 معلومات عن سيرة قديس الكنيسة القبطية الأنبا رويس

وانتقلت رأس القديس يوحنا المعمدان على يد أحد كهنة الكنيسة الارثوذكسية الذي احتفظ بها حتى عهد الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير الذي عزم لبناء كنيسة بحي أبدومون لتحتضن هذه الرأس، وعندما انتهت الحرب الصليبية في مطلع القرن السابع عشر تدمر مزار حفظ رفات "المعمدان"، فرمم الرهبان الفرنسيسكان بروما هذا المزار وأتخذ منبرًا دينيًا.