رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قد يظن البعض أن ما أطرحه هنا، حلمًا أو دربًا من دروب الخيال أو من بين إحدى شطحات الكتاب أو مجرد فكرة مجنونة، ولكنها تجربة واقعية شرعت مؤخرًا فى تنفيذها على أرض الواقع وهى بالنسبة لى تعنى الكثير، وهى باختصار شديد عمل رابطة للصالحين.

لا شك أن أى مجتمع مهما بلغت نسبة تقدمه ستجد فيه نوعى البشر، الصالح والطالح، وقد تجد مجتمعات يزيد فيها عدد السيئين على الصالحين بكثير، وقد تجد مجتمعات يزيد فيها عدد الصالحين على السيئين، وهى الدول التى تقل فيها معدلات الجريمة والفساد لأدنى مستوياتهم، وهناك أيضًا مجتمعات يتساوى فيها النسبتين؛ نسبة الصالحين إلى الفاسدين.

وكلنا يعلم علم اليقين وبدون أى جهد فى التفسير، أو أى مجهود فى الإقناع أن مجتمعنا به نسبة كبيرة من الفاسدين والسيئين وذلك وفقًا لتقارير منظمة الشفافية العالمية، ورغم جهود جهاز الرقابة الإدارية فى كشف الفساد والقبض على الفاسدين، لكن بات من الواضح أن حجم الفساد تجاوز كل الحدود ووصل لأعلى المستويات.

ولن أتكلم هنا عن الفاسدين ولكن سأركز على معاناة الصالحين والخطر الأكبر والذى قد يحدق بهم من كل صوب فى ظل وجود الفاسدين، فزيادة عدد الفاسدين فى أى مجتمع وتكبرهم وتجبرهم مع اعتقادهم بأنهم آمنون من الحساب والعقاب قد يزيد من نسبة الخطورة على وضع الصالحين ويهدد وجودهم من الأساس، فكيف ستضمن لى إن تجرأ مثلا أحد الصالحين ووقف فى وجه أحد الفاسدين الكبار أن يكون آمنًا من التنكيل أو تلفيق التهم ضده؟ هل تضمن لى أن ينعم الصالحون فى مجتمع يعج بالفاسدين؟ بالطبع لا، فالصالحون يا سادة يعانون، وكلكم تعلمون، وحجم المعاناة التى يكابدونها يوميًا كبير وحجم الصراعات المفروضة عليهم فرضًا ضخم بين ما تعلموه من قيم وأخلاقيات وبين ما وجدوه على أرض الواقع من فساد متوحش يضرب وبدون رحمة منظومة القيم والأخلاقيات.

والمحزن بشدة أن يصل الصالح فى المجتمع الفاسد إلى نقطة التحول السوداء، وهى النقطة البغيضة التى يقرر فيها رغما عنه وعلى غير إرادته أن يتحول من صالح لفاسد وذلك بعد موجات عنيفة من اليأس والإحباط والمعاناة وبعد تأكده من أن ركب الفاسدين ينجو دائمًا وأنهم آمنون من الحساب والعقاب.

وتلك الطامة الكبرى، فارتفاع مؤشرات الفساد وتزايد الفاسدين لا يترك الصالحين يمارسون دورهم فى تصحيح منظومة القيم بالمجتمع، لأن وجود الصالحين قد يهدد وجود الفاسدين، فهى حرب وجود من الأساس.

فيتأثر الصالح بهذا كله فيبدأ أولًا فى الدخول لمرحلة الصمت المتعمد المبالغ فيه أمام أى واقعة فساد، مرحلة السلبية فهو لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم خوفًا من الزج به، ثم للأسف الشديد يصل لمرحلة التحول المريرة فينتهج نفس سلوك الفاسدين بعد أن كان بريئًا، وتتلوث يداه بعد أن كانتا نظيفتين، وهذا نذير خطر، فاختفاء الصالحين من المجتمع أمر عظيم كفيل بتدمير منظومة القيم فيه، لأن وجودهم سبب توازن المجتمعات وسلامة بنيتها.

من أجل ذلك كله خطرت على بالى فكرة أراها فى اعتقادى الخاص أنها قد تعطى دفعة معنوية قوية للصالحين وتقوى من عزائمهم وتعزز من إيمانهم بالقيم تعزيزًا راسخًا غير مُعرّض لأى اهتزازات أو تشويه أو تحويل، وهى أنى قمت بإيصال الصالحين ببعضهم البعض وذلك على قدر معرفتى بنزاهتهم وإخلاصهم لتقوية جبهتهم لكى يشعروا أنهم ليسوا القلة القليلة ولا الفئة الضعيفة، أتمنى تعميم الفكرة على مستوى أكبر ووضع معايير لاختيار الصالحين مع تسميتها رابطة الصالحين وذلك لخلق جبهة قوية أمام جبروت الفاسدين.

[email protected]