عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى كل عام سأحيى ذكرى ثورة 25 يناير، حتى لو كنت فى ذاك النهج الوحيدة، وحتى لو انفض الناس عنها وتركوها وحيدة، أو وصفوها بالثورة الملعونة، وحتى لو اعترض عليها المعترضون أو لعنها اللاعنون، أو سبها وألصق بها التهم الشاتمون والقادحون، وحتى لو انسحب وتراجع المؤيدون لها والداعمون لفكرتها، بعد أن وجدوا هجوماً مستفزاً من المعارضين غير رشيد، ولعنا واستهزاءً أصفه بالعجيب.

وحينما أتحدث عن ثورة 25 يناير، تتسارع إلى مخيلتى مشاهد لجموع من المصريين السلميين، الذين نزلوا إلى الميدان لينددوا بنظام فاشل مترهل وجامد، نظام أخذ فرصته الكاملة ووقته الكافى فى البقاء، نظام كان بإمكانه أن ينقل مصر إلى مراتب الدول المتقدمة، أو حتى الدول ذات الاقتصاديات المتطورة أو سريعة النمو ولكنه لم يفعل ولم يحاول حتى.

ويقيناً لا أعترف بحركات مثل «6 إبريل» أو «كفاية» أو ما يسمون أنفسهم بالاشتراكيين الثوريين والذين دعوا للتظاهر فى البداية، وتأكيداً لا أثق بالمرة بطبيعة الحال فى الفاشية الدينية كالتنظيم الدولى للإخوان وطوائفهم والذين اعتلوا المشهد وقتها وادّعوا قيادتهم للثورة كذباً.

ولكن أنسيتُم نزول الشعب عن بكرة أبيه فى الميدان؟ أنسيتُم اصطفاف الجماهير الغفيرة ضد هذا النظام؟ أنا لم أنس؟ أنا بقلبى وعقلى مع تلك الجماهير السلمية، والتى تجرأت وتشجعت وهتفت لتقول لهذا النظام، ارحل، نعم جماهير سلمية، قبل أن يندسّ بينهم الممولون والعملاء وأصحاب المصالح والمطامع فى السلطة والمناصب.

وأتساءل دوماً، أى ذنب ارتكبته ثورة يناير لتنهال عليها الطعنات هكذا من كل اتجاه؟

أذنبها أن اشترك فيها الإخوان ادعاءً وطمعاً واستغلالاً للوصول إلى الحكم؟

أذنبها أن اندس فى صفوفها المندسون والعملاء؟

أنا من بين المؤمنين بمبادئ تلك الثورة، وسأدافع عنها إلى أبد الآبدين، وسأرفض دوماً لعنها وتشويهها أو الاستهزاء بها.

ولكل منكرى ثورة 25 يناير، أطرح هذه التساؤلات!!

أكنتم راضين عن هذا النظام البائد؟

هل كانت الدولة وقتها تسير على النهج الصحيح التى تسير عليه الدول سريعة النمو الاقتصادى ولا أقول المتقدمة؟

أنا أرى أنه نظام بائد أورث لنا تحدياتٍ جساماً بل وتعقيدات عظمى باتت حلولها من المعجزات.

فقطاعات الصحة والتعلم والسكة الحديد، حدث وبلا حرج، لم يؤسس لها بنية تحتية سليمة وبخاصة التأمين الصحى والمستشفيات الحكومية والتى ساء حالها وعظم وبالها، أما التعليم، فلم توضع له منظومة متكاملة للتطوير وحتى وإن تم تنفيذها بالتدريج وعلى مدار سنوات، أما السكة الحديد فالبلاء أشد، فالخطوط والمزلقانات بالية ومعظمها غير صالح للاستهلاك الآدمى، ولم يُلتفت إلى تطويرها أو تحسين أدائها ولو حتى بالتدريج أيضاً على مدار سنوات، وأيضاً على مستوى الطاقة والوقود، تم اللجوء إلى تنفيذ استراتيجية تصدير الغاز، وكان وقتها الغاز لا يكفى احتياجات السوق المحلى خاصة تغطية احتياجات محطات الكهرباء، بجانب مشكلة العشوائيات مثلاً والتى لم يلتفت لها أحد آنذاك، وغيرها الكثير والكثير من التحديات والأزمات الفارقة فى تاريخ الدولة المصرية.

فى النهاية أعلنها مدوية، ثورة 25 يناير، ثورة كانت ضرورية لإنهاء فكرة مكوث رئيس الدولة على كرسى الحكم لفترات طويلة جداً بلا حدود أو قيود.

ولن أنسى أن أقدم التحية الواجبة المستحقة لرجال الشرطة العِظام فى ذكرى عيد الشرطة أيضاً، من يحملون أرواحهم على كفوفهم فى سبيل حفظ أمن وأمان هذا البلد، ومنع حدوث الفوضى على أراضيه. تحية عطرة لكم ولأرواح شهدائكم الأبرار فى ذكرى عيد الشرطة.
 

[email protected]