رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عام 2018 حمل لنا الكثير من المفاجآت السارة والمشروعات الكبرى والإنجازات الضخمة التى ليست فقط لتدعيم البنية التحتية وبقوة، بل وتُساهم فى تحسين وضع الاقتصاد المصرى تحسنًا ملحوظًا، وتُخرجه من مرحلة عُنق الزجاجة وتُنقذه من عثراته والتى تتابعت عليه نتاج تراكمات عقود طويلة.

وآخرها هو إعلان وزارة البترول عن وصول مصر لمرحلة الاكتفاء الذاتى، وتوقف استيراد الغاز الطبيعى المسال، تَوقفتُ كثيرًا أمام هذا الخبر، فهو خبر لم يمر هكذا مرور الكرام، هو ليس مجرد خبر، وليس كأى إنجاز، بل هى بالفعل لحظات فارقة تشهدها صناعة البترول المصرية، لم أكن أتخيلها يومًا ما، لحظات لا بد أن يقف عندها المصريون بفخر واعتزاز، فالاكتفاء الذاتى كان حلم الدولة المصرية من عقود طويلة، والوصول إليه يعتبر بمثابة إعلان عن بداية حقبة صناعية جديدة مستندة إلى أصول وإمدادات ضخمة لمصادر الطاقة.

قد لا أستطيع وصف شعورى، وأنا أقرأ خبر وصول مصر لمرحلة الاكتفاء الذاتى، فاختلطت بداخلى مشاعر الفرح والبهجة مع مشاعر الفخر والاعتزاز، فوصول مصر لتلك المرحلة ليس من قبيل الصدفة وليس وليد اللحظة، بل سبقَه جهود ضخمة تتمثل أولا فى جرأة قرار القيادة السياسة ودعمها وتدخلها الحاسم فى ملف ترسيم الحدود البحرية للدولة المصرية، والتى أتاحت لنا إعلان اكتشافنا الأسطورة، عملاق الغاز الطبيعى (حقل ظهر) والذى ارتفع إنتاجه مؤخرًا أضعافا وأضعافا، وثانيًا المجهودات المخلصة لرجال قطاع البترول المصرى الأوفياء الأكفاء، بما لديهم من إمكانيات هائلة، المشمولة بخبرات وكفاءات متخصصة قادرة على تذليل الصعوبات وتجاوز العديد من التحديات الشاقة والدخول فى مرحلة التشغيل فى وقت زمنى تنافسى من أجل تحقيق مصلحة الوطن قبل أى شىء.

إنى لأتساءل: أهذا حلم؟ أتحقق المستحيل؟ نعم، كان الأمر بالفعل فى عداد المستحيلات!

فمرحلة الاكتفاء الذاتى ستُجنى خلفها العديد من الثمار، منها على سبيل المثال، تعزيز الثقة فى الاقتصاد المصرى، وتشجيع المستثمرين، توفير مليارات الجنيهات سنويًا والتى كانت تُنفق على استيراد شحنات الغاز المسال، تقليل عجز الموازنة، تخليص مصر من مشكلات نقص إمدادات الطاقة وما ترتب عليها من سلبيات، وصول الغاز لكل شبر من أرض مصر، ولكل مواطن مصرى مما يوفر ملايين الدولارات والتى كانت تُنفق شهريًا على استيراد البوتاجاز، تشغيل المصانع والتى كان يتوقف خط إنتاجها نتيجة عدم توفر الغاز لتشغيلها أو انقطاع الكهرباء عنها، منح مصر أفضلية فى جذب المزيد من الاستثمارات فى الصناعات كثيفة الطاقة، استغلال النفقات التى تم توفيرها فى استيراد أشياء ذات أهمية.

وأخيرًا تم تأمين احتياجات الاستهلاك المحلى من الغاز دون اللجوء للاستيراد، وأخيرًا ستنتهى معاناة شعب، عانى أشد المعاناة وعلى مدار أزمنة طويلة من عدم توفر مصادر الطاقة، أخيرًا تجاوزت مصر وبأمان أزمة إمدادات الطاقة.

من مِنا لم يحلم باليوم الذى تحقق فيه مصر الاكتفاء الذاتى من الغاز؟ من مِنا لم يتمن أن تتخلص مصر من قيود الاستيراد ومساومات بعض الدول المصدرة لنا والتى كانت تفرضها على مصر إذا خالف موقفها رؤاهم وأهدافهم ومصالحهم مع التهديد بوقف إمدادات الطاقة كوسيلة من وسائل العقاب؟

الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتى من الغاز لهو إنجاز سيُسطر بحروف من نور فى تاريخ مصر الحديث، ويستحق كل من ساهم فى تحقيق هذا الحلم الشكر والتقدير.

 

[email protected]