رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أحد يجرؤ أن يُنكر موقف مصر المُشرف البطولى الفريد فى مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة والخاص برفض قرار ترامب المُتحيز الصهيونى العنصرى المخزى الصادم، والقاضى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، قرار مُجحف، مُشوه للتاريخ، مُغتصب للحق الفلسطينى، ومُخالف لقرارات الشرعية الدولية فى هذا الشأن.

نعم، فعلى مستوى الجهود الدبلوماسية، قامت مصر ببذل قصارى جهدها وعصارة فكرها وبحرفية وجرأة تُحسب لها، وقدّمت كل ما تَملكه من حلول سياسية ودبلوماسية، مُسخرة كل ما لديها من أدوات لنُصرة فلسطين وتنفيذ الحلم الفلسطينى المشروع بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ولكن! هل من المفترض أن تقوم مصر بهذا الدور مُنفردة؟

هل أصبح كافيًا الآن استخدام الحلول الدبلوماسية فقط؟

وما هو الرد المُفترض أن يَلحق بردود الأفعال الأمريكية، وما بها من فرض الرأى بالقوة والابتزاز الرخيص بعد استخدام لغة التهديدات والتلويح بسلاح قطع المعونات للدول المؤيدة للحق الفلسطينى؟

لماذا لا يتم التفكير بحلول قوية أخرى تستطيع الصمود ضد الهيمنة والاستعلاء الأمريكى الصارخ بجانب الحلول الدبلوماسية المصرية المتميزة؟

لماذا لا تقوم المملكة العربية السعودية بالرد على البلطجة الأمريكية مستخدمة نفس المنهج الذى تستخدمه الإدارة الأمريكية، ونفس لغة التهديدات، وذلك باعتبارها ومصر صمامان الأمان فى المنطقة العربية، بالإضافة لكونها قوة اقتصادية مؤثرة لدى الإدارة الأمريكية؟

لماذا لا تُلوح مثلاً المملكة - وهى تقدر إن أرادت ذلك - ببيع السندات وأذون الخزانة السعودية المملوكة لها فى السوق الأمريكى والمقدرة بنحو 117 مليار دولار، إذا لم تُغير الإدارة الأمريكية رأيها وترجع عن قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؟

أو مثلاً مجرد التهديد بسحب أو بيع بعض من الأصول الاستثمارية السعودية الضخمة فى الاقتصاد الأمريكى والمقدرة بنحو 750 مليار دولار، إذا لم تتوقف الغطرسة الأمريكية والتحيز العنصرى الفاضح للكيان الصهيونى.

نعم تستطيع الإرادة السياسية السعودية فرض سلطانها على الإدارة الأمريكية، صدقونى تستطيع، فحجم الاستثمارات والأصول والسندات السعودية فى السوق الأمريكية ضخم جداً، ومؤثر على صانع القرار الأمريكى، إن تم التهديد بسحبها أو بيع بعضها؟

ألم تقم المملكة بالفعل فى عام 2016 بتهديد أمريكا ببيع أصولها الاستثمارية الكبرى بالسوق الأمريكى بالكامل، إذا ما تم الموافقة على مناقشة مشروع قرار فى الكونجرس الأمريكى، يُحمل السعودية المسئولية القانونية الكاملة وما يترتب عليها من عقوبات ودفع تعويضات فى حادثة الـ 11 من سبتمبر 2001؟

وبالفعل قد نجح التهديد السعودى وتراجعت أمريكا عن مناقشة مشروع القرار، وذلك بعد ضغط إدارة أوباما على الكونجرس لوقف مناقشة القانون من الأساس.

إن المملكة العربية السعودية، الدولة الشقيقة الكبرى، تمتلك سلاح خطير وهام يسمح لها بالضغط متى شاءت على أمريكا، فهى صاحبة كلمة مؤثرة على الإدارة الأمريكية.

وفى النهاية أقولها ثانية، مصر خاضت حروبًا ضخمة، وقادت هجومًا دبلوماسيًا عنيفًا لإثبات الحق الفلسطينى المشروع، ولكن بالتنسيق والتعاون مع الشقيقة السعودية، سيكون التأثير والنتائج أشد وأقوى، خاصة كرد فعل قوى على نبرة التهديدات الأمريكية المخزية الأخيرة.

[email protected] com