رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أحد منا يستطيع أن ينكر أهمية مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها «الفيس بوك» سواء على مستوى تحقيق التواصل والتعارف بين الناس ولكن! لا ننكر أيضًا أن لهذا التطبيق عددًا لا بأس به من السلبيات منها العزلة والعيش فى عالم افتراضى غير واقعى وغيره من السلبيات التى ناقشها غيرى من قبل، وأقيمت بشأنها عدد كبير من الأبحاث والدراسات ولا مجال هنا لذكرها.

ولكن أسرد هنا أحد أهم وأخطر داء قاتل انتشر على «الفيس بوك» ولم ينتبه له أحد حتى الآن، ألا وهو التدليس وتلفيق التهم المشينة والتعريض بسمعة الآخرين، هكذا بمنتهى السهولة بلا تروٍ أو تدقيق أو دليل أو بينة، هكذا بكلمة وصورة، نعم والله كلمة وصورة من شأنهما انتهاك الخصوصية، والإضرار بالسمعة، والاعتداء المعنوى الآثم على الأفراد، وإلحاق الأذى والظلم، بل والقتل البطىء للمطعون فى حقهم إن كانوا أبرياء.

أوضح لكم بالأمثلة قصدى من التلفيق ومقصودى من التعريض على صفحات «الفيس بوك»، فتجد مثلاً صفحات كاملة تنحصر مهمتها فى نشر الفضائح والطعن فى العرض، وإلقاء التهم جزافًا بلا حياء أو خجل أو حتى سند، وصفحات أخرى تنشر صور أشخاص بعينهم وتَكتب فى وصفهم كلمات مُخزية كنصاب أو حرامى أو دجال وعلى من يجده أن يبلغ الشرطة، وصفحات أخرى تنشر صور سيدات يحملن أطفالاً على أكتافهم ويُكتب فى وصفهن أنهن ممن يخطفن الأطفال أو يتسولن بهم، هذا غير صور الأطفال فحدث ولا حرج، والتى تُنشر على اعتبار أنهم مخطوفون رغم تكذيب عدد من أهالى الأطفال المنشور صورهم أن أولادهم لم يُخطفوا من الأساس.

والغريب أنك إن أمعنت النظر فى صفحات الفضائح والتشويه على وجه الخصوص لوجدتها محققة أعلى نسب المشاهدة والإعجاب والتعليق، والغريب أيضًا أن تجد الكثير ممن ينشرون تلك الصور على صفحاتهم مصدقين التهم الملقاة على أصحاب تلك الصور وبدون شك أو تكذيب، ومعتقدين بحسن نواياهم أنهم بنشرهم تلك الصور فهم يساعدوا البشرية فى التطهير من الإجرام والشر وهى صور فى أغلب الأحيان تكون مفبركة مشوهة للحقيقة.

ألا يسأل من ينشر تلك الصور نفسه هذه الأسئلة؟

ما أدراك إن كنت ما تقوم بنشره هو الحقيقة أم لا؟ ليس من حقك أساسًا أن تصدر أحكامًا يقينية بشأن أى أحد، أنت لست الجهة المختصة لذلك، وهل يسطع نور الحقيقة من مجرد مشاهدتك لصورة أو مقطع فيديو؟

أليس من الممكن أن تكون حملات التشويه والطعن فى العرض والشرف هذه هى ردة فعل على تناحرات فردية أو تصفية لحسابات شخصية؟

أليس من الجائز أن يكون المطعون فيهم بالسب والقذف والتشهير من المظلومين والمعتدى على حقوقهم؟ وأن كل ما ينشر عنهم على تلك الصفحات بهتان عظيم وافتراء وكذب ما أنزل الله به من سلطان.

ألم تفكر فى شعور هؤلاء وحال أسرهم حينما يُقذفوا بالسوء ويُطعنوا فى الشرف وإن كانوا براء من ذلك كله، وأنت من تساهم فى توجيه ضربات الموت البطىء لهم؟

ألا تضع نفسك مكانهم؟ ألا تتخيل مثلاً أن يظلمك أحدهم ويأخذ صورة لك وينشرها على «الفيس بوك» ويصفك بالنصاب أو الحرامى أو... أو...، وأنت مظلوم وبرىء؟

وفقًا للقانون هذه كلها أفعال مجرمة تندرج تحت اسم السب والقذف والتشهير وبالتأكيد لها عقوبات، أما من تعرض بالفعل للنصب فليتوجه بمنتهى البساطة لأقسام الشرطة محررًا محضرًا أو بلاغًا مرفقًا به الصور ومقاطع الفيديو التى تؤكد روايته، أما بالنسبة لوقائع خطف الأطفال فمن المتعارف عليه أننا بنشرنا لصور الأطفال المخطوفة (الحقيقية) نسهل عودة الأطفال لأهليهم، ولكن لضبط النشر لدىّ اقتراح، فبعد أن يقوم أهل المخطوف بتحرير المحضر فى قسم الشرطة، يتم نشر صورة الطفل على صفحة رسمية تابعة لوزارة الداخلية مخصصة لهذا النوع من الجرائم (خطف الأطفال)، وبعد ذلك نقوم بالنشر منها، ذلك لضمان صحة الوقائع.

اتقوا الله فى سمعة الآخرين، وتحروا الدقة، وتوخوا الحذر فيها، فالسمعة تعكرها كلمة وتغتالها صورة مفبركة.

[email protected] com