أزمة الدواء تتصاعد.. واحتقان بين المرضى والصيادلة بالإسكندرية

 سادت حالة من الارتباك بين المرضى بسبب الارتفاع المفاجئ بعدد من أدوية الأمراض المزمنة بنسبة وصلت 100%، وسط غياب أصناف عدة للأدوية وارتفاع أسعار المتوافر منها باتت سوق الدواء بمحافظة الإسكندرية تواجه تحديات عدة، وأصبح الكثير من المرضى، خصوصًا الذين يعانون من أمراض مزمنة، يعانون من مشكلات صحية تهدد حياتهم بالموت بسبب نقصان أدويتهم الخاصة مثل أمراض القلب والسكر والغدة.

أزمة الدولار 

 رأى الصيادلة وأصحاب شركات الأدوية أن السبب فى ارتفاع الأدوية ونقص البعض منها هو أزمة فى الدولار، الذى كان أحد أبرز أسباب وجود أزمة فى سوق الدواء وعلى الرغم من إقدام الحكومة خلال الأيام الماضية على الافراج الجمركى عن البضائع المتكدسة داخل الموانى بعد حل ازمة الدولار التى تضمنت بعض السلع الاستراتيجية والتى كان من بينها الدواء إلا أن مازالت توجد مشكلة تؤرق المواطنين من نقص الأدوية عدة وأخرى ارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه.

تقلب أسعار الصرف 

 قالت الدكتور أحمد ياسر صيدلى، شهدت أسعار الأدوية في مصر ارتفاعًا خلال الفترة الأخيرة، تأثرًا بأزمة تقلب أسعار الصرف في البلاد، وزيادة تكلفة المواد الخام ومستلزمات الإنتاج المستوردة من الخارج، لأن غياب الدولار هو السبب فى نقص بعض الادوية بسبب الاستيراد وأيضًا هو السبب فى ارتفاع سعر الأدوية فهو يعتبر سبب رئيسى لكل مشاكل الادوية،  فهو أثر أيضًا على توافر بعض الأدوية المُساعدة الأخرى، التي تلقى طلبًا موسميًا مرتفعًا، مثل أدوية البرد والسُعال، فضلًا عن الفيتامينات والمُكمِلات الغذائية، التي لا تخضع أصلًا للتسعيرة الجبرية الحكومية، باعتبارها أدوية غير أساسية، مشيرًا إلى أن هذه الأدوية، شهدت أخيرًا ارتفاعات متوالية دون رقيب أو ضابط، رغم أهميتها القصوى لبعض الحالات المرضية. 

"عدم توافر المواد الخام"

 ولفت الدكتورة أميرة السيد صيدلية إلى أن الفترة الماضية شهدت نقص في بعض الأدوية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، وتعود أسباب النقص إلى صعوبة تدبير العملة الصعبة من قبل الشركات للاستيراد، وتأخر الإفراج عن بعض الشحنات في الموانئ، وعدم توافر بعض المواد الخام عالميًا.

 وأشارت إلى أن بعرض الشركات تقوم باخفاء بعض الادوية وخاصة المزمنة لتقوم برفع أسعارها مستغلين حاجة المواطنين لها خصوصًا اصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط.

 وأضافت أننا نجد أن تقدمت العديد من شركات الأدوية بطلبات إلى هيئة الدواء المصرية لزيادة أسعار منتجاتها، للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج.

"ارتفاع تكاليف الانتاج"

 وذكر أحمد سلامة منسق حقوق الإنسان، أن الحكومة اتخذت فى الآونة الأخيرة، الكثير من الإجراءات للحد من ارتفاع أسعار الأدوية فى الأسواق المصرية، أولها تخفيض أسعار بعض الأدوية الأساسية وإلغاء ضريبة القيمة المضافة على بعض الأدوية والمستلزمات الطبية، والموافقة على استيراد بعض الأدوية.

وأضاف أن أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في السوق المصري 2024، هى ارتفاع تكاليف الإنتاج لقد ارتفعت تكاليف الإنتاج المحلي للأدوية، نتيجة لزيادة أسعار مستلزمات الإنتاج مثل العبوات والكرتون، وإرتفاع أسعار العمالة والطاقة، وتحرير سعر الصرف:

يعد تحرير سعر الصرف عام 2022 من أهم العوامل المؤثرة على أسعار الأدوية، حيث أدى ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري إلى زيادة تكلفة استيراد المواد الخام ومدخلات الإنتاج، مما انعكس على أسعار الأدوية المستوردة والمنتجة محليًا التي تعتمد على مكونات مستوردة، ونقص بعض الأدوية.

 وأوضح، أن ضعف الرقابة على الأسعار من قبل الجهات المعنية، مما سمح بقيام بعض الصيدليات برفع الأسعار دون مبرر.كما أن بعض الموردين يسيطرون، على بعض أنواع الأدوية، مما يُتيح لهم التحكم في الأسعار ورفعها دون رقابة.