رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

النصب الشهداء التذكاري بمطاي.. قصة وراءها تاريخ

نصب الشهداء بمطاي
نصب الشهداء بمطاي

قدمت مدينة مطاي شمال محافظة المنيا، عبر تاريخها عشرات الشهداء، كبقية مدن وقري مصر، الذين ضحوا بدمائهم فداء لتراب الوطن في الحروب دفاعا عن الأرض، أو أثناء حربها ضد الإرهاب الأسود، وذلك بداية من حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، مرورا بحرب أكتوبر 1973، وصولا إلي الأحداث الدامية الشهيرة أثناء وبعد فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس 2013، وما تبعها من هجمات إرهابية في مطاي وسيناء، ووفاءا من شعب مطاي لذكرى أبنائها من الأبطال والضحايا.

 أقيم في مدينة مطاي عاصمة المركز"نصبا تذكاريا" لهؤلاء الأبطال والضحايا، تخليدا لذكراهم التي تعيش في وجدان وضمير أبناء المركز، و"النصب التذكاري" هو مجرد، (بناء)، أو (موقع) ، أو(تمثال)، تم تشييده ليكون "رمزا" لتخليد ذكرى شهداء حرب، أو تذكير بأشخاص أو أحداث تاريخية او قومية او وطنية، لذلك النصب التذكاري يحمل مغزى وطنيا وتاريخيا وثقافيا للبلد، مما يكرس الإفتخار بعظمة الماضي، ويدعم الانتماء، وروح الولاء للوطن.

ويعد أول نصب تذكاري في العالم ، أقامته دولة الدنمارك لتخليد ذكرى شهدائها ، عام 1858 في بلدة "فريدريكا" في أعقاب حربها التي استمرت 3 سنوات ضد ألمانيا، اما مصر فقد أقامت النصب  التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر بالقاهرة عام 1975 ، بأمر الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، ونصب " الشهداء" التذكاري بالمدخل الشمالي لمدينة مطاي .

وفي ضحى 5 أكتوبر 2017 ، أزاح محافظ المنيا اللواء عصام البديوي، يرافقه الدكتور جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا، والدكتور الفنان محمد جلال حسن نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، أزاح الستار عن نصب "الشهداء" التذكاري،  الذي أقيم على مدخل مدينة مطاي الشمالي، الذي توسط ميدانا فسيحا حمل اسم ميدان الشهداء .

النصب التذكاري أبدعه الفنان التشكيلي الدكتور "جمال يحيى صدقي" ابن المنيا ، وأستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، ووكيل الكلية حاليا، والدكتور "جمال صدقي" هو ايضا مبدع النصب  الثاني بمطاي، وهو نصب “السلام”.

وافتتح  في نفس اليوم في المدخل الجنوبي لمدينة مطاي، وهو صاحب  تمثال "نفرتيتي" بمطاي في ميدان المحطة  بحي شرق المدينة ، ومنفذ تمثال "رمز الصداقة" بمدينة المنيا، الذي يعتبر رسالة تآخي بين مدينتي المنيا وهيلدسهايم الالمانية٠

وينتمي نصب"الشهداء"  التذكاري إلى فن النحت التجريدي، الذي يهتم بإبراز "جوهر" الأشياء في شكل مختصر، وهو لون راق من ألوان الفن التشكيلي المعاصر، يجمع ما بين الاتجاهين العقلي والعاطفي بشكل متوازن، ويتميز نصب "الشهداء" التذكاري بروعة التصميم الفني والهندسي والمعمارى، وتم بناء هيكله الأساسي من "الخرسانة المسلحة" بالإضافة ، إلى "الحجر الصناعي"، واستخدم في تشطيبات اللون الأبيض الثلجي، في إشارة رمزية إلى نقاء وطهارة  أرواح الشهداء .

ومن أبرز مميزات نصب الشهداء بمطاي، إنفراده  بإرتفاع يصل  إلى (13) مترا في السماء، مما يجعله أول عمل في مصر بهذا الإرتفاع، وقد عبر الفنان التشكيلي  في هذا العمل عن معاني الوفاء والشموخ والانتماء، حيث صور (مصر) بأم الشهداء، وهي تحتضن أبناءها الذين ضحوا بدمائهم من أجل رفعة الوطن ، والمتأمل لهذا العمل الفني التجريدي الراقي يلحظ أنه يصور (مصر) أم الشهداء، تقف شامخة.

بينما ابنها الشهيد مستلق على الأرض، ويربط بينهما رباط بلا بداية او نهاية، وتتجه روح الشهيد صاعدة الي السماء على الرغم من بقائه على الأرض، وقد جاء هذا  التشكيل الفني النحتي بشكل تجريدي غاية في الروعة والبساطة مستلمها نص الآية الكريمة ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) آل عمران 169، وسوف نلاحظ أن العمل يضم عدة شهداء وليس شهيدا واحدا، مما جعله يحمل اسم "الشهداء" تارة وتارة  أخرى  اسم "أم الشهيد" إشارة إلى مصر.

 ويحمل هذا النصب التذكاري، عدة معان عظيمة سامية،  حيث يعكس حرص أبناء مركز مطاي على إقامة (رمز)، يعبر عن ذكري كل شهدائها، وليس فردا معينا، ويحمل معنى الوفاء لهم بلا تمييز، فجاء نصب" الشهداء التذكاري" بمدينة مطاي عملا رائعا، يليق بجلال الإنتصار والتضحية، ويرسخ تقاليد أبناء مطاي ومواطنيها في الوفاء للأبطال، ويقدم رسالة للعالم أن مطاي لاتنسى شهدائها، ويؤكد انهم خالدون في وجدان وضمير وذاكرة الاجيال.

وطالب أهالي مركز ومدينة مطاي ، بإقامة احتفالا سنويا في ساحة ميدان الشهداء ، وحول النصب التذكاري، وليكن ذلك اليوم 9 مارس من كل عام، وهذا التاريخ  يوافق احتفال مصر بيوم "الشهيد"  الذي تحدد بمناسبة استشهاد الفريق أول "عبد المنعم رياض" رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية ، أثناء تواجده على الجبهة بين أبنائه في حرب الاستنزاف .

ويقام الاحتفال في يوم 14 أغسطس الذي يعد مناسبة محلية خاصة بمركز مطاي، فهو يوافق ذكرى استشهاد العميد مصطفى رجب العطار نائب  مأمور مركز مطاي، شهيد الواجب  في 14 أغسطس 2013، على يد الإرهاب، وهو أول شهداء الشرطة المصرية في فض اعتصام رابعة .