رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

2 مليون طالب غيروا وجهتهم إلى التعليم الفنى

الهروب الكبير.. من الثانوية العامة

بوابة الوفد الإلكترونية

الخبراء: الدروس الخصوصية والضغوط النفسية والبطالة بين خريجى الجامعات.. أول الأسباب
مواطنون: الدنيا اتغيرت.. والمستقبل للتعليم الفنى
مفاجأة: الالتحاق بالجامعة عبر المدارس الفنية والتكنولوجية أسهل
 

عهود وعقود كان الالتحاق بالثانوية العامة حلما يداعب عقول كل تلاميذ الإبتدائى والإعدادى، وجميع أهاليهم.
ولكن الآن الأمر اختلف.. فالالتحاق بالثانوية العامة صار هما و غما وكربا عظيما للطلاب وأسرهم.
فبعد أن كانت الثانوية العامة حلما أمست كابوسا وبعد أن كانت الوجه المفضلة لكل تلاميذ مصر، قرر البعض الابتعاد عنها والفرار منها.
أول أسباب هذا الهروب الكبير هو الضغط النفسى والعصبى الذى يدخل دوامته جميع الطلبة منذ أن تطأ أقدامهم المرحلة الثانوية، وهى نفس الضغوط التى يعيشها أسرهم إضافة إلى دوامة الدروس الخصوصية التى تستنزف ميزانية كل أسرة وتكبدهم آلاف الجنيهات شهريا مما جعل الثانوية العامة مصدر رعب وشبح كبير للأسر وأبنائهم.
فى السنوات الأخيرة وجدت كثير من الأسر المصرية ضالتها فى التعليم الفنى والمدارس التكنولوجية والذى جذب عدد كبير من الطلاب فى ظل وجود مدارس فنية وتكنولوجية وتطبيقية جديدة تتيح فرص عمل مباشرة لخريجيها وهو ما انعكس على زيادة أعداد طلاب التعليم الفنى التى وصلت إلى أكثر من 2 مليون طبقاً لوزارة التربية والتعليم الفنى لعام 2023.
وأكد عدد من أولياء الأمور أن الثانوية العامة عبء كبير عليهم وعلى أبنائهم ولهذا صاروا يفضلون إلحاق أبنائهم بالمدارس التكنولوجية والفنية.
وتقول منى محمود -موظفة-، «إن ابنتها عانت كثيراً فى مرحلة الثانوية العامة من الدروس الخصوصية التى كانت تستنزف أغلب دخل الأسرة خاصة المواد العلمية الفيزياء والكيمياء، والتى وصلت إلى 200 جنيهاً فى الحصة الواحدة، ورغم كل ذلك لم تحصل إلا على مجموع 68% بالثانوية العامة».
وتضيف: المدارس الفنية والمهنية أفضل بكثير من الثانوية العامة، وخريجيها يلتحقون بسوق العمل فور انتهائهم من الدراسة مباشرة وهذه ميزة كبيرة لا تتحقق فى الغالبية العظمى من خريجى الكليات.
وتوافقها الرأى نورهان على -موظفة-، وتقول إن ابنها لم يكن يرغب فى الالتحاق بالثانوية العامة ولكنها ضغطت عليه على أمل أن يلتحق بعده بالتعليم الجامعى ولكنه لم يحصل إلا على مجموع قليل فى الثانوية العامة فاضطر إلى دخول معهد خاص من أجل الحصول على شهادة جامعية.
وأضافت: ندمت لعدم الحاق ابنى بالتعليم الفنى من البداية، خاصة وأن المدارس الفنية الآن على أعلى مستوى من الكفاءة المهنية، ولهذا أنصح أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم على دخول التعليم الفنى.
ويقول يوسف عبدالله -مهندس معمارى-، أنه شجع أبنه على دخول مدرسة تكنولوجية تطبيقية والمدرسة توفر له تعليم عملى جيد، وتعطى للطلاب شهادات خبرة فى نهاية فترة تدريبهم فى كبرى الشركات ودائماً، ما تجهزهم لدخول سوق العمل ليصبحوا مؤهلين تماما، مع وجود فرص كبيرة لتعيين خريجى المدارس التكنولوجية التطبيقية.
ويضيف: «الحمد لله ابتعدنا عن الثانوية العامة وهمومها التى تسبب ضغطا رهيبا على الطلبة وضغوط مادية ونفسية على أسرهم».
وتابع: «الدنيا تغيرت والمدارس الفنية تقبل مجاميع مرتفعة وليست منخفضة كما كان سابقاً وأصبحت تستقطب خبراء فى مجال التعليم المهنى من أجل تعليم وتطوير الطلبة على أفضل المهارات.
وتعلن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، عن فتح باب التقدم للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية للالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج ومراكز التميز، عبر الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.
وتوضح الوزارة أن هناك شروط يجب توافرها فى الطلاب المتقدمين لهذه المدارس، وأن عملية اختيار الطلاب تتم بمنتهى الدقة ووفق معايير وشروط محددة مثل الحصول على المجموع المحدد لكل مدرسة، واجتياز اختبارات القدرات والمقابلات الشخصية، مشيرة إلى أنه يتم توفير العديد من المميزات للطلاب من تدريبات عملية وشخصية وتخصصية وفق أحدث المعايير الدولية، ذلك بالإضافة إلى التعلم فى بيئة تكنولوجية تواكب أحدث التطورات العالمية وتساعد الطالب على الابتكار والتطوير المهنى والشخصى المستمر، وممارسة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية للطلاب فى المدارس، ويحق للطالب اختيار ثلاثة مدارس كحد أقصى فى النظام الواحد، كما تهيب الوزارة بأنه لن يعتد بأى تسجيلات على أى روابط إلكترونية أخرى واعتبارها إبداء الرغبات فقط.
وتتراوح درجات قبول الطلاب بين 200-240 درجة للمجموع النهائى للشهادة الإعدادية للمدارس الفنية المتخصصة، حسب كل تخصص واختيار الطلاب للمدارس.
ومن أشهر مدارس التعليم الفنى «مدرسة نهضة مصر للتكنولوجيا التطبيقية للسياحة المستدامة» و«مدرسة البنك الأهلى للصناعات الكهربائية والميكانيكية للتكنولوجيا التطبيقية ببدر»، والتى تتيح مجالات للدراسة فى: الصناعات الميكانيكية والكهربائية والملابس الجاهزة تقع فى مدينة بدر بالقاهرة، بالشراكة مع اتحاد الصناعات المصرية وغرفة الصناعات الهندسية وغرفة الملابس الجاهزة كشريك صناعى متميز للمدرسة، بالإضافة إلى «مدرسة بنك مصر للتكنولوجيا التطبيقية لصناعة مواد البناء ببنى سويف»، والتى تعد الأولى من نوعها فى مجالات تصنيع وتركيب وصيانة الرخام والجرانيت بمحافظة بنى سويف، و«مدرسة الفواخير للتكنولوجيا التطبيقية»، والتى تعد أول مدرسة فنية لتعليم صناعة الخزف والفخار فى مصر، تم إنشاؤها فى إطار خطة الدولة لإحياء الحرف التراثية.
وأكدت بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوى، أن عدد كبير من أولياء الأمور يشجعون أبنائهم، على الالتحاق بالمدارس الفنية والبعد عن شبح الثانوية العامة المرعب.. وتقول: الثانوية العامة حاليا نظام تعليم مرهق للجميع، وتنوع المدارس الفنية التكنولوجية والمهنية ومدارس الشركات الخاصة الكبرى شجع الكثيرين من الأسر على الحاق أبنائهم بالتعليم الفنى، خاصة وأن فرص العمل فيه أفضل بكثير من فرص عمل أغلب خريجى الجامعات.
وتضيف: «معظم المدارس التكنولوجية والفنية تختار الطلبة الحاصلين على مجموع مرتفع نسبيا، وتعقد اختبارات قبول لمن يريدون الالتحاق بها، وهى صورة جديدة عن التعليم الفنى ساهمت فيها الدولة بتطوير تلك المدارس وتشجيعها، وهو عكس الصورة الذهنية عند أولياء الأمور قديماً بأن الفاشلين هم من يلتحقون بالمدارس الفنية والتجارية».
وأضافت الخبير التربوى: «فى الفترة الأخيرة أصبحت الثانوية العامة مصدر رعب للأهالى، وتسبب ضغطا ذهنيا وعصبيا وماديا رهيبا على الأسرة، وهناك أسر لا تستطيع مجابهة تكاليف الدروس الخصوصية بسبب ارتفاع أسعار المحاضرات والحصص للمدرسين والتى تصل إلى مئات الجنيهات فى الحصة الواحدة خاصة فى المراجعات النهائية للطلبة، وهو ما دفع الأهالى إلى تشجيع أبنائهم على الالتحاق بالتعليم الفنى فى شكله الجديد، وأيضاً هناك سبب جوهرى آخر يدفع الأهالى الفترة الأخيرة لإلحاق أبنائهم بالتعليم الفنى وهو سهولة الدخول النسبى إلى التعليم الجامعات مقارنة بالثانوية العامة خاصة مع وجود جامعات تكنولوجية وأهلية وخاصة، مما جعل الأهالى يطمئنون لمستقبل أبنائهم، فى حالة رغبتهم فى استكمال تعليمهم الجامعى، وهو ماكان يشكل قلق كبير لمعظم الأهالى لأن التعليم الفنى كان لا يؤهل إلى استكمال التعليم الجامعى.
وتابعت: فى السنوات القادمة سنشهد ازدياد أعداد طلاب التعليم الفنى، فى ظل تطوره وفى ظل إنشاء مدارس فنية على مستوى عالى وتأهيلهم مباشرة إلى سوق العمل.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد الجيوشى، خبير تطوير التعليم الفنى، أن الثانوية العامة أًبحت شبح مخيف لعدد من الأسر والتى أثقل كاهلها الضغط النفسى والعصبى والمادى من الثانوية العامة.. وقال: «التعليم الفنى أصبح يمثل حجر الزاوية فى عملية تطوير ونهضة البلاد فله أهمية بنفس قدر أهمية الثانوية العامة خاصة مع زيادة عدد طلابه التى وصلت إلى أكثر من مليونى طالب فى عام 2023، وفى السنوات الأخيرة اهتمت الدولة بشكل كبير بالتعليم الفنى وعملت على تطويره، وساهمت فى انتشار عدد كبير من المدارس الفنية خاصة المدارس التطبيقية والتكنولوجية، والتى تشهد إقبالا كبيرا لعدد من الطلاب وأصبح تنسيق دخولها يقترب بشكل كبير من تنسيق مدارس الثانوية العامة، كما أن المدارس التكنولوجية والفنية تضمن مستقبل جيد لطلابها من ناحية التدريبات العملية والأجور الجيدة والاحتياج الكبير لبعض التخصصات مثل التخصصات الميكانيكية التكنولوجية بالسيارات والتخصصات الطبية المساعدة مثل التمريض والمعاهد الصحية، وأهمها التخصصات التطبيقية التكنولوجية».
وأضاف خبير تطوير التعليم الفنى: «هناك أسباب عديدة وراء زيادة الإقبال على المدارس الفنية والتكنولوجية، منها الارتفاع الكبير فى مصاريف الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة التى تكبد الأسرة الكثير من الأموال، والبطالة الكبيرة بين خرجى الجامعات، والاهتمام الكبير بالمدارس الفنية من الدولة ووجود بعض الشركات الكبرى التى أنشئت مدارس خاصة فنية للطلاب للاستفادة بخبراتهم ودراستهم بعد تخرجهم، وحاجة سوق العمل للمزيد من خريجى التعليم الفنى والمهن الحرفية وكل ذلك سيجعل للتعليم الفنى شأن كبير فى السنوات المقبلة».
ومؤخراً تقدمت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، باقتراح برغبة لرئيس الوزراء ووزير التعليم لتعيين نائب لوزير التعليم للتعليم الفنى، لتطوير وتحديث أساليب التعليم والتعليم الفنى داخل المدارس مربوطا بالمصانع والشركات والهيئات.
وأشارت فى بيانها الإعلامى إلى أن ذلك يساهم فى تعزيز اختيارات طلبة التعليم الفنى ذوى المهارات المتعددة فى جميع المجالات الفنية، بحيث يكونوا نواة وسندا للمصانع والشركات وشركات البناء والأثاث والميكنة والكهرباء والسباكة والزراعة والمشغولات اليدوية والفنيات الإلكترونية وخلافه، وتغيير الثقافات بأهمية التعليم الفنى إعلاميا، ومقياس تقدم الدول بالتعليم الفنى، ولذلك لابد من تسخير كل الإمكانيات للارتقاء بالتعليم الفنى فى مصر، والذى لا يقل فى أهميته عن التعليم العام، ويساهم فى خلق جيل من العمالة الفنية المدربة على أعلى مستوى، لتساهم فى دعم الاقتصاد المصرى إلى الأمام، ما يرفع من معدلات التنمية الاقتصادية فى مصر.