عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل الغزو الفكرى هو السلاح الأقوى بيد أعدائنا؟ الإجابة: نعم وبالتأكيد، حيث تتداول ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ الحاضر ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻠﻘﺪ ابتلى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﻋﺪّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ، ﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻁﺎﺑﻊ التجريف ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻫﺪﻓﻪ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ، وبشأن ذلك وخلال زيارته إلى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أعرب وزير التربية والتعليم عن تطلعه لـلتعاون مع الأزهر فى مجالات تحصين الطلاب ضد التطرف وتعزيز قيم الصدق والإخلاص وبر الوالدين وغيرها من القيم، مؤكداً أهمية إيجاد وسائل غير تقليدية لدمج القيم والأخلاق فى المناهج التعليمية بما يسهل ترجمتها إلى سلوكيات فاعلة فى المجتمع، والجدير بالذكر أكد الطيب أن التعليم له خصوصية وشخصية مستقلة، لا بد أن تتناسب مع تطلعات الأمة لخلق كوادر شبابية قادرة على حمل راية القيادة فى المستقبل، محذراً من خطورة الانسياق خلف ما يعرف بـ«الأنظمة والأساليب التعليمية الحديثة»، التى تحمل أهدافاً غير معلنة لإقصاء الهوية العربية، وشدد على ضرورة الانتباه لـمخططات اختطاف التعليم العربى بما يخدم أجندات الغزو الثقافي، وضرورة استعادة المدرسة لدورها المرموق ورونقها المعهود مع تضمين المناهج التعليمية ما يضمن بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق، وهنا أؤكد فى مقالى هذا  أن التطبيع لا يعنى فقط أن نقبل بثقافة الآخر وقوته، وإنما يعنى أن يصبح الإنسان العربى مطبعاً بكل سمات الغرب الفكرية والسلوكية والاقتصادية والسياسية، بمعنى الإنسلاخ الكامل من جذورنا وتراثنا لا قدر الله، حيث يُعد الغزو الفكرى أكثر خطورةً وأعمق تأثيراً من الغزو العسكرى، وذلك نظراً لتركيز الغزو الفكرى على استهداف سلوك وعقيدة الفرد وأفكاره وأخلاقه، وبالتالى ضياع أمته بأسرها نتيجة انتقال عدوى الغزو الفكرى بطريقةٍ واسعة وذلك لاعتبارها ذات تأثير قوى جداً، لذلك فإننى أتفق مع فضيلة شيخ الأزهر فى مخاوفه بشأن التعليم لا سيما مع حدوث دمج مواد وتخفيف مواد وإلغاء أخرى، فلا بد أن تُعزز وزارة التربية والتعليم المصرية تعاونها مع الأزهر من أجل تحصين الطلاب ضد «التطرف»، وأيضاً الاستعانة بعلماء الأزهر فى تقديم «محتوى عصري» للطلاب بالمدارس، حيث إن التعليم فى عالمنا العربى له خصوصية وشخصية مستقلة لا بد وأن تتناسب مع تطلعات الأمة لخلق كوادر شبابية قادرة على حمل راية القيادة فى المستقبل، وللحديث بقية إن شاء الله.

[email protected]