رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خارج السرب

كان أدب المغامرات والألغاز - وسيظل- مثار جذب لى منذ أن وعت عيناى على القراءة فى التاسعة من عمرى، حيث بدأت رحلتى فى القراءة مع روايات المغامرين الخمسة (تختخ، محب، عاطف، نوسة، لوزة)، لرائد أدب المغامرات محمود سالم والتى أصدرتها دار الهلال عام 1968، وهم خمسة أطفال يساعدون الشرطة فى ضبط الجناة وحل الألغاز، حيث كنت وأصدقائى الصغار ننهل من رحيق هذه الروايات على أن يشترى كل منا إحدى الروايات ثم نتبادلها معًا كى نقرأ أكبر عدد ممكن منها.

ثم صدرت سلسلة الشياطين الـ13 عن دار الهلال وتتناول 13 شاباً كل منهم يمثل بلداً عربياً يتصدون لمؤامرات تقودها أجهزة مخابرات أجنبية تهدد سلامة الوطن العربى وهى سلسلة كتبها أيضاً الرائع محمود سالم وكانت بمثابة الرابط الذى يوحدنا وينمى داخلنا حس العروبة منذ الطفولة.

وفى عام 1984 طالعتنا المؤسسة العربية الحديثة بمشروع القرن الثقافى للناشئة باسم «روايات مصرية للجيب» من خلال إصدار أشهر سلاسل الروايات فى مصر والعالم العربى، حيث بدأتها بسلسلة «رجل المستحيل» للكاتب د. نبيل فاروق وبطله أدهم صبرى الذى كان يفوق جيمس بوند نفسه فى مهاراته الفائقة وقوته وحنكته، ثم أصدرت سلسلة «ملف المستقبل» مع الرائد نور الدين محمود بذكائه الفريد الذى كان يفوق شيرلوك هولمز فى حل ألغاز المستقبل، وكذلك سلسلة روايات المكتب رقم 19 لمؤلفها شريف شوقى، وبطلها المقدم ممدوح عبدالوهاب، رجل العمليات الخاصة، ثم انضم إليهم الكاتب د. أحمد خالد توفيق فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى بسلسلة «ما وراء الطبيعة» مع الدكتور رفعت إسماعيل بطابعها الغامض المرعب.

هكذا وجدنا أنفسنا كناشئة آنذاك أمام زخم أدبى مصرى لا ينتهى من متعة القراءة مع أبطال مصريين من تراب هذا الوطن، فتارة كنا نخوض إحدى مغامرات المغامرين الخمسة وتارة نجد أنفسنا رفقة أدهم صبرى فى مغامرة نكاد لا نلتقط أنفاسنا فيها من فرط الإثارة وتارة أخرى نستقل آلة الزمان مع «نور الدين» فى أحد ألغاز المستقبل وهكذا كانت متعة القراءة والإثارة لا تنتهى.

والآن أجد نفسى أتساءل: لم لا نتبنى مشروعاً للقراءة للناشئة على غرار ما سبق كى نجذب هذا الجيل الناشئ إلى القراءة التى تكاد تكون قد اندثرت الآن وسط زخم تفاهات مواقع التواصل والتيك توك وما شابه، إذ نريد لهذا الجيل أن يقرأ وأن يُغرس داخل أعماقه حب الاطلاع والثقافة ومبادئ حب الوطن، فلم لا ننسخ تجربة الجيل السابق فى القرن العشرين ولنطلق مشروعاً ثقافياً جذاباً فى شكل روائى للناشئة ينتشلهم من مستنقع مواقع التواصل الذى يغرق فيه هذا الجيل حتى أذنيه ولا يجد منه فكاكًا.