رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدعوة كريمة من اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية سعدت بحضور المؤتمر السنوى الأول لكيان «فكرة» للتنمية الشبابية، والذى أقيم بمركز الابتكار الشبابى والتعلم بالجزيرة، هذه هى الفعالية الثانية التى تتم دعوتى لها من الاتحاد الذى تحول لمظلة وطنية جامعة للشباب المصرى من مختلف التوجهات. والذى يقود حراكا شبابيا مميزا وغير تقليدى.

وجدت سعادة بالغة وأنا أستمع إلى عرض مسئولى الكيان عن أنشطته، مبعث تلك السعادة هو المجال الذى ينصب اهتمام كيان شبابى عليه، وهو مجال البحوث الاستراتيجية والسياسية كأول كيان شبابى متخصص فى البحث العلمى، لذلك كانت سعادتى وتحيزى كباحث متخصص فى الشؤون السياسية فى المقام الأول، أن يقرر مجموعة من الشباب تشكيل مجموعة فكر تمثل «عقل» للتفكير الاستراتيجى يقدم توصياته لصانع القرار، والأهم الإيمان الشديد لدى أعضاء الكيان بأهمية ما يقدمونه من أبحاث فى مختلف أفرع البحث. بما يعكسه ذلك من قناعة بأهمية العلم والبحث، ودور البحث الاستراتيجى فى اتخاذ القرارات القوية وتحديد اتجاهات التكنولوجيا وتوظيفها لخدمة أهداف التنمية، وكيف أن البحث الاستراتيجى، المدعوم بالحقائق والرؤى، يساعد المؤسسات وصناع القرار فى التخطيط، ومن ثم اتخاذ القرارات الرشيدة. ونحن فى أمس الحاجة للعشرات من تلك الكيانات ومؤسسات الفكر الاستراتيجى، مع التركيز على جودة مخرجات تلك الكيانات من أبحاث ورؤى وتقديرات للمستقبل.

تلك القناعة بأن العلم دائمًا جانب مهم لتقدم وتطور وتحديث المجتمعات، فضيلة كنت أعتقد أنها غائبة أو مفقودة من الأجيال الحالية، لكن خاب ظنى والحمد لله أنه خاب وأنا أشهد تدشين برنامج إعداد وتدريب باحث استراتيجى، وإطلاق مجلة فكرة للسياسات والدراسات الاستراتيجية، وعرض مجموعة من الدراسات البحثية التى تم العمل عليها من قبل. وإطلاق الكيان الموقع الإلكترونى، وهنا كان المبعث الثانى للسعادة، المسئول عن الموقع الإلكترونى طالب فى الصف الثانى الثانوى يدرس بأحد المدارس الثانوية المتخصصة فى العلوم الحديثة وعلوم البرمجة.

الشباب يجنى الآن ثمار «التمكين» الحقيقى ما بعد يونيو 2014، الدولة المصرية ما بعد 2014 انتهجت سياسة التمكين الإيجابى الكامل والفاعل للشباب، سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً. انطلاقا من أن الشباب هم رأس المال الحقيقى للدولة المصرية، وما يستتبع ذلك من أهمية المشاركة المدنية للشباب ومشاركتهم فى عملية صنع السياسات، باعتبارهم الرئيسية المحركة للتنمية. لكن مع الابتعاد عن الأطر التقليدية ممثلة فى أمانات الشباب بالأحزاب وفتحت الباب أمام أنماط جديدة من الكيانات والتنظيمات الشبابية تعكس مدى حيوية واستقلال قطاع الشباب المصرى. لذلك كان اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية الاستغلال الأمثل للتجارب الشبابية الحالية وما أظهرته من تفضيل الشباب المشاركة والنفاذ عبر كيانات خاصة بهم، تدعمها الدولة لكنها فى الوقت نفسه تحظى بالاستقلال الكامل فى إدارة الشباب لتلك الكيانات وانشطتها. 

السيد وسام صبرى نائب رئيس مجلس أمناء اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية، أكد على أهمية التخصص وضرورته فى ضوء تخصص كيان «فكرة» للتنمية الشبابية فى مجال الفكر الاستراتيجى، وأنا اتفق معه تمام الاتفاق فى ذلك، لأن التخصص يعنى التركيز، وعدم تشتيت الموارد والجهود والأفكار، ومن ثم جودة الأنشطة بما يعظم الاستفادة من قدرات الشباب. 

أتفق أيضاً مع السيد وسام صبرى وبشدة فى أن هذا الجيل محظوظ بشكل كبير عن الأجيال السابقة، خاصة مع وجود قيادة لديها قناعة أكيدة بالشباب ودوره وقدراته، وأن الفرصة المتاحة للتمكين لهذا الجيل لم تتاح لأى جيل سابق فى شبابه، ومنهم جيلى على نحو جعلنى أشعر بنوع من الحسد المحمود تجاه هذا الجيل. والأبواب المفتوحة على مصراعيها للتأهيل والتطوير، والتعبير، والمشاركة الحقيقية، وهوامش الحرية، والاقتراب من دوائر وقيادات صنع القرار، وفى مقدمة هؤلاء رئيس الجمهورية. 

لذلك كانت النصيحة ذهبية من نائب رئيس مجلس أمناء اتحاد تنظيم الكيانات الشبابية، لعموم شباب مصر بضرورة استغلال هذه الفرصة الحقيقية للتمكين والتى تتضافر وتتشابك فيها كافة جهود مؤسسات الدولة مع المجتمع المدنى من أجل مساحات ومجالات أوسع للتمكين، وأن يكون الشباب أكثر وعيا بمحددات المرحلة خاصة فيما يتعلق بالتحولات الجذرية التى يشهدها العالم على مستوى التعليم وأسواق العمل. وأتمنى أن يكون هناك كيانات شبابية متخصصة فى الأدب، الفنون، الموسيقى، الذكاء الاصطناعى وغيرها من العلوم والفنون. حفظ الله مصر وشبابها.