عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"موسكي المنيا" شارع العطارين.. قصة مدينة وعراقة حضارة

شارع العطارين
شارع العطارين

شارع العطارين في مدينة المنيا ، ليس مجرد شارع عادي، بل هو معلم تاريخي يروي قصة مدينة وعراقة حضارة ، هذا الشارع الذي كان مركزًا لتجارة العطارة في الماضي، لا يزال يشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة اليوم ، بتصميمه المعماري المميز، ومعالمه الثقافية والدينية، يظل شارع العطارين رمزًا للأصالة والتراث في قلب المنيا، وشاهدًا على تطورها عبر العصور.

ويعد شارع العطارين في مدينة المنيا ، واحدًا من أكثر الشوارع التاريخية شهرةً وأهميةً ، فهو ليس مجرد شارع عادي ، بل يُعتبر معلمًا بارزًا يجسد الطابع التراثي والثقافي لمدينة المنيا ، ويعود تاريخ هذا الشارع إلى فترة زمنية بعيدة ، وكان في الأصل مركزًا رئيسيًا لتجارة العطارة والبهارات، ما أكسبه اسمه الذي ارتبط بهذه الحرفة العريقة.

ويحمل شارع العطارين في طياته إرثًا حضاريًا طويل الأمد ، حيث كان هذا الشارع على مدار عقود مكانًا يجمع التجار والحرفيين ، الذين كانوا يجلبون التوابل والأعشاب من مختلف البقاع ، تميز هذا الشارع بنشاطه التجاري الواسع في مجال العطارة، حتى أنه أصبح يُعتبر أحد المحاور الإقتصادية الأساسية للمدينة في ذلك الوقت ، وكانت تجارة العطارة لا تقتصر على المواد المحلية فحسب، بل امتدت إلى استيراد أجود الأنواع من العطارة والبهارات من بلاد الشام والهند وبلدان أخرى.

ويتميز شارع العطارين بطابعه العمراني الفريد، حيث تجد مبانيه القديمة التي لا تزال تحتفظ برونقها الأصلي وتحمل عبق الماضي ، واجهات المحلات التجارية الموجودة في الشارع تتزين بتصاميم معمارية تراثية ، تعكس الفترات التاريخية التي مرت بها مدينة المنيا ، هذه المباني على الرغم من أنها قديمة ، لا تزال تخدم الحرفيين والتجار الحاليين ، مما يجعل من الشارع مزيجًا مثيرًا بين الماضي والحاضر.

وتعتبر حركة الحياة في شارع العطارين نابضة بالحركة والنشاط ، حيث يستقبل الشارع يوميًا أعدادًا كبيرة من الزوار سواء من سكان المدينة ، أو من السياح الأجانب ، ويتميز الشارع بتنوعه الكبير في المنتجات المتاحة في محلاته ؛ حيث يمكن للزائر العثور على مجموعة واسعة من الأعشاب الطبيعية ، والتوابل ، والعطور ، والزيوت ، التي لا تزال تحتفظ بجودتها العالية ، والتي اشتهر بها هذا المكان منذ القدم ، ويعتبر التجول في هذا الشارع ، تجربة حسية ووجدانية  فريدة ، حيث تمتزج الروائح الزكية للعطارة والتوابل ، مع أصوات الحرفيين أثناء عملهم.

وإلى جانب كون شارع العطارين  مركزًا تجاريًا مهمًا، يمتاز شارع العطارين بخصوصية ثقافية وتاريخية كبيرة ، وتنتشر في الشارع وحوله العديد من المساجد القديمة والمباني الأثرية ، والتي تعكس الطابع الإسلامي التاريخي للمدينة ،  هذه المعالم لا تعبر فقط عن الجوانب الدينية ، بل تُعد أيضًا جزءًا من التراث الثقافي والتاريخي ، والذي يجعل من هذا الشارع نقطة جذب للسياح ، الذين يرغبون في اكتشاف هذا الجانب الأصيل من المدينة.

ولا نخفيكم سرا ، ما يميز شارع العطارين بشكل خاص ، هو كونه نقطة تلاقي بين الأجيال المختلفة، تجد في هذا الشارع الحرفيين القدامى ، الذين ورثوا مهنتهم عن آبائهم وأجدادهم، ولا يزالون يمارسونها اليوم بنفس الإتقان والشغف ، إلى جانب هؤلاء الحرفيين، يوجد جيل جديد من الشباب ، الذين يسعون إلى تعلم هذه الحرفة القديمة والحفاظ عليها ، هذا التفاعل بين الأجيال يُضفي على الشارع حيوية وتواصلًا مستمرًا، مما يضمن بقاء هذه الحرفة التقليدية رغم تغير الأزمنة.

ومن الناحية الإقتصادية، يُعد شارع العطارين واحدًا من المحاور التجارية الحيوية في المنيا، حيث يجذب عددًا كبيرًا من الزبائن سواء من داخل المدينة أو من الخارج ، تظل المحلات التجارية الصغيرة في الشارع تدعم الإقتصاد المحلي، وتساهم في خلق فرص عمل للحرفيين والتجار ، أما من الناحية الإجتماعية، فيعد الشارع مركزًا مهمًا للقاءات بين الأفراد، حيث يتيح الفرصة للتفاعل بين مختلف شرائح المجتمع، ويظل رمزًا للترابط المجتمعي في المدينة.

ورغم مرور الزمن، لا يزال شارع العطارين محتفظًا بمكانته البارزة في المنيا ، ومع التقدم والتحديث الذي شهدته المدينة، بقي الشارع محافظًا على هويته التراثية، بل وزادت أهميته كوجهة سياحية ، تستقطب المهتمين بالتاريخ والثقافة،  وتسعى السلطات المحلية ، إلى الحفاظ على طابع الشارع الأثري والتراثي ، من خلال مبادرات ترميم وتطوير، لضمان استمرارية هذا المعلم التاريخي للأجيال القادمة.