رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأخلاق الكريمة قولا وعملا هى الهدف الأسمى لديننا الحنيف ورسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول (عليه الصلاة والسلام) فى حديثه الشريف: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وسئل (صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما يدخل الجنة، فقال: (صلى الله عليه وسلم): « تقوى الله وحسن الخلق». 
الأخلاق ميزان الأمم، فأمة بلا أخلاق أمة بلا قيم، أمة على حافة الانهيار، ويؤكد التاريخ أن الأمم التى تخلت عن الأخلاق والقيم الإنسانية كان مآلها السقوط والزوال، وأن الأمم التى لا تبنى على الأخلاق والقيم تحمل عوامل سقوطها فى أصل قيامها وأساس بنائها. 
وإن العقيدة والعبادة ما لم يظهر أثرهما فى أخلاق الإنسان فعليه مراجعة نفسه، فمن صفت عقيدته سلمت أخلاقه ومن صحت عبادته صحت أخلاقه، فالدين حسن الخلق، ومن زاد عليك فى الخلق فقد زاد عليك فى الدين والأدب، وحسن الخلق فضلا عن كونه أمرا دينيا فهو ينم عن أصل المرء وتربيته وأخلاقه التى تربى عليها فى أسرته ودائرته المجتمعية وأصدقائه الذين يقبلون منه ويرفضون.
الناس فى ذلك معادن منها النفيس الكريم أصلا ونسبا وخلقا تجتمع له المحاسن كلها دينا وأصلًا وتربية وذوقا وشرفا، وهذا الصنف إذا ظفرت به فعض على صحبته بالنواجذ، ومن كان غير ذلك فانصحه، فصديقك وصاحبك محسوبان عليك، فإن كانا ممن لا يستحيون من الله ولا من الخلق ولا من أنفسهم ولا يستجيبون لله ورسوله ولا لنصح ناصح أمين فكن منهما على حذر بل كل الحذر، ذلك أن الطبع يغلب التطبع والخلال لا تتجزأ، فإما كريم الأخلاق لا يتزحزح عن كريمها أو غير ذلك، فمن مكر بأخيك لا تأمن أنت مكره، ومن خدع صاحبك أو زميلك اليوم لن يتورع عن خداعك أنت غدا، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن تنكر لغيرك أو أنكر جميله اليوم سيفعلها معك غدا..
الأخلاق مبنية على الرحمة والتكافل، والسماحة والتواضع، والصدق والأمانة قولا وعملا، والوفاء بالعهد والوعد وحفظ الجميل، وشكر من أحسن إلينا، بل دفع السيئة بالحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ». 
وأيسر الأخلاق هو الكلمة الطيبة والقول الحسن الطيب، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»، ويقول سبحانه: « وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، للناس كل الناس، بل أمرنا سبحانه أن نقول ما هو أحسن لا ما هو حسن فحسب، حيث يقول سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ».
والحديث بالتى هى أحسن نعمة ومنّة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: «وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ».

الأستاذ بجامعة الأزهر