رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بين السطور

قادتنى الصدفة وانا داخل قلعة الحريات نقابة الصحفيين لإنهاء بعض الاوراق ان تقابلت مع زميلتى سحر رمضان والتى دعتنى ان احضر معها لقاء للزميلات الصحفيات والاعلاميات الفلسطينيات، وبالفعل جلست وبدأ اللقاء بترحيب رئيسة لجنة المرأة بالنقابة الزميلة دعاء النجار بالزميلات وبدور المرأة الفلسطينية المشرف، وبدأ اللقاء بترحيب نقيب الصحفيين المصريين الزميل خالد البلشى بالحضور، والتف الحضور بمقاعدهم بشكل الدائرة المستديرة وتبين انه لقاء لتجميع الصحفيات والاعلاميات حسبما ذكرت قائدة المجموعة الاعلامية وفاء عبدالرحمن والتى كنت اشعر طوال اللقاء وانا جالسة على المنصة المستديرة انها ام لهن، لتعلن هى بهدوئها وصوتها الهادئ ان هذا اللقاء هو جلسة للتعارف فيما بيننا وانها جلسة اطلقوا عليها جلسة تفريغ، لكننى استغربت عنوان اللقاء وسرعان ما تم تفسيره فيما بينهن بأن اعلنت الصبايا حسبما كانوا ينادون على الحاضرات بالصبايا وطلبت قائدة القافلة ان تفرغ كل منهن ما تعانى منه وتحكى مشاكلهم وآلامهم التى يعانونها اثناء وجودهم فى قطاع غزة وما يعانونه من فقد وحرمان والعمل فى جو تفوح فيه وتنتشر رائحة الموت ويخيم فى اجوائه ألسنة اللهب للبراميل المفخخة التى يلقيها العدو على اهاليهم الآمنين وهدم بيوتهم إما فوقهم او امامهم بالجرافات فى مشهد لن يمحوه الزمن من ذاكراتهن جميعا، فالصبايا يروين ما يحدث بالقطاع وكأنه يحدث امامهن فى التو واللحظة، وبدأت كل فتاة تروى مأساة بلادها ومأساتها وما يحدث فى وطنهن وما حدث لهن ولاهاليهن وكنت اشعر وكأننا نجلس فى احد بيوتهم وبداخله اجتمع هؤلاء الصبايا يحكين مأساتهن كل واحدة تحكى وقائع غير الاخرى ويسبق حكيهن الدموع والبكاء الذى يتحشرج معه اصواتهن، لتؤكد البعض منهن ان الطبيب النفسى لم يفلح فى تطبيبه لهن بالفعل بعد جلسة التفريغ ولم يفلح فى ازالة اثار الفاجعات المتكررة التى خلفتها حرب ما سموه حرب الابادة وعندما تسأل احداهن عما حدث تجدها تولى الدمع عن قلبها الجوابا لتقول احدى الزميلات انها فقدت فى يوم واحد 13 فردا من اسرتها امامها الواحد تلو الاخر، وقالت اخرى انها فقدت اخوتها وابويها امام اعينها ولم تستطع ان تفعل لهم شيئا وانهن يمارسن كل المهن بجانب تغطيهن للاحداث فى جو تتفاقم صعوبة العمل الميدانى فى ظلّ الحروب والنزاعات، فاصبح الفقد للأهل والصحاب والزملة والجيران يأتى بايقاع سريع جدا وكأنك ترى طيرا يتساقط اما بالهدم او بالحرق او بالبراميل الممتلئة بالمتفجرات. وغير ذلك فنحن نعيش حياتنا من نزوح إلى نزوح بئس تلك الحياة، اضافة إلى فقدان الاهل والاحباب ولم يعد لكثيرات منا اى سند فقد فقدنا اعدادا كبيرة من الصحفيين الذين كانوا يعاونوننا فى نقل الاحداث اولا بأول وكل منا لا يعرف اين يذهب واين موعد قنصه او قصفه صحيح الاعمار بيد الله ولكن نحن نعيش الرعب ذاته  رغم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذى يُدين الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم ويدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات وتعرضهن للعنف النفسى التحديات التي تواجهها الصحفيات وعدم توافر الحماية لهن. وخلال الحرب تقف الصحفية أمام حيرة نقل الصورة وإيصالها وتحمل ثقل التغطية او حيرة المساعدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمرار الطافح فى تفريغهن وحكيهن فلا تستطيع صحف العالم تدوينه ابدا. ان ما يعانيه زميلاتنا فى كل المجالات تئن منه الجبال وعندما فرغن شعرت ان كل صبية ممن فقدت اولادها امامها او اسرتها الكاملة او ما تعانيه الكثيرات من كل شىء يحدث لهن او لغيرهن تشعر ان كل واحدة منهن جبل او جمل يتحمل المشاق والاحزان والفقد والحرمان من الاهل والصحاب فقد حق عليهن قول الشاعر احمد شوقى ولا ينبيك عن خلق الليالى.
كمن فقد الأحبة والصحابا فقد عشت لأكثر من 3 ساعات استمع لما يعانونه من آلام وفاجعات واحزان تركت غصة فى نفوسهن ممن فقدن بيوتهن وعائلاتهن ويعشن حياة النزوح فى جو يغطى سماؤها وارضها غدر عدو غاصب. رباه اعد اليهم وطنهم وصبرهم على فقدهم الاهل والأخلة والاحباب فقد ضاع منهم كل ذلك وغاب عنهم الامن والامان والطمأنينة.. رباه وما للمسلمين سواك حصن اذا ما الضر مسهم ونابا حفظهم الله وحفظنا وحفظ مصرنا الحبيبة صاحبة الحضن الكبير لمن يأتى اليها.