رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الذكرى الـ79

هيروشيما وغزة.. ما أشبه اليوم بالبارحة

بوابة الوفد الإلكترونية

أحيت اليابان الذكرى الـ79 لضحايا القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى الحرب العالمية الثانية، فى الوقت الذى تستعر فيه حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 10 أشهر، لتتشابه مشاهد المجازر والدمار الواسع الذى لحق بالقطاع مع ما شهدته مدينة هيروشيما المنكوبة.

وقال رئيس بلدية ناجازاكى إن السفير الإسرائيلى جلعاد كوهين لم تتم دعوته لحضور الحدث الذى سيقام غدا فى المدينة الواقعة فى جنوب اليابان بسبب خطر الاحتجاجات المحتملة بشأن الصراع فى غزة.

ليأتى رد السفارتين الأمريكية والبريطانية أن سفراءهما لن يشاركوا نتيجة لذلك، وأن بلديهما سيمثلهما دبلوماسيون من رتبة أدنى.

أكد متحدث باسم السفارة الأمريكية فى اليابان أن السفير الأمريكى رام إيمانويل لن يحضر «بعد أن قام رئيس بلدية ناجازاكى بتسييس الحدث من خلال عدم دعوة السفير الإسرائيلي».

وأكدت تقارير إعلامية أن أستراليا وإيطاليا وكندا والاتحاد الأوروبي، التى وقعت مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا على رسالة مشتركة شديدة اللهجة موجهة إلى عمدة ناجازاكى الشهر الماضي، سوف تحذو حذوها.

وأكد مصدر دبلوماسى أن تركيا ستقدم إعلان تدخل فى قضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية فى لاهاي.

أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن للصحفيين أن الأمر متروك ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسى الجديد لحركة حماس.

وألقت الولايات المتحدة فى 6 أغسطس 1945، أول قنبلة ذرية فى العالم على مدينة هيروشيما، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص. وبعدها بـ3 أيام، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناجازاكي، ما أسفر عن مقتل 70 ألف شخص.

وأصبحت هيروشيما فى القرن العشرين رمزاً للدمار الشامل والقتل الجماعي، فيما جسد قطاع غزة فى القرن الحادى والعشرين نموذجاً لحرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأسفرت حرب الإبادة على قطاع غزة حتى الآن، عن أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتعيد مشاهد الحرب الإسرائيلية على غزة المنكوبة للأذهان مأساة هيروشيما اليابانية، مع اختلاف الأسلحة المستخدمة. فهيروشيما ابتلعتها قنبلة ذرية أمريكية، فيما تواصل أنياب الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية نهش قطاع غزة، مُخلّفة دماراً هائلاً وصادماً.

وبحسب التقديرات التى صدرت عن مؤسسات دولية وأممية، فإن المتفجرات التى ألقاها الاحتلال الإسرائيلى على القطاع تعادل 5 أضعاف القنبلتين الذريتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما وناجازاكي.

وتتشابه جريمتا هيروشيما وقطاع غزة، فى الإبادة الشاملة والدمار غير المسبوق فى المنشآت والبنى التحتية، والذى يترافق مع صمت وعجز دوليين عن وضع حد لجرائم الاحتلال وانتهاكاته للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ومساءلته وعقابه على جرائمه.

واستخدمت الولايات المتحدة القنبلة الذرية لأول مرة، وهى سلاح دمار شامل أسفر عن تدمير واسع النطاق وقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء. بينما لم تستخدم إسرائيل قنبلة ذرية فى حربها المتواصلة على قطاع غزة، لكنها استخدمت أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة تُحدث خسائر واسعة فى صفوف المدنيين والبنية التحتية.

ولم تراعِ إسرائيل عند استخدامها للأسلحة المدمرة والصواريخ التى تحمل أطناناً من المتفجرات، مبدأ التناسب وفق القانون الدولي، كما يحدث تماماً عند استخدام قنبلة ذرية لا تفرق بين أحد، رضيع أو طفل أو امرأة أو مسن أو شاب.

وتواصل عدة دول فى العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تزويد إسرائيل بالأسلحة التى تستخدمها فى حربها على قطاع غزة، رغم التحذيرات الأممية والمطالبات بفرض حظر أسلحة على دولة الاحتلال لوقف حربها.

وزودت واشنطن إسرائيل بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، فيما تواصل الأخيرة خوض حرب الإبادة الجماعية بهذه الأسلحة، وقتل النساء والأطفال وكبار السن والمدنيين العزل.

وأدى إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما إلى إبادة جماعية، وفى قطاع غزة، لم يسلم أى من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من القصف الجوى والبرى والبحرى غير المتناسب.

وشهدت هيروشيما مقتل ما بين 70 و80 ألف شخص على الفور، فيما ارتفع عدد الوفيات بحلول نهاية 1945 إلى نحو 140 ألفاً. ولا يختلف الأمر كثيراً فى قطاع غزة، الذى واجه 10% من سكانه القتل أو الإصابة أو فُقدت آثاره نتيجة الإبادة الجماعية.

لم تعاقب الولايات المتحدة الأمريكية على جريمة الإبادة فى هيروشيما، كما لم تعاقب إسرائيل حتى الآن على جريمة الإبادة الجماعية المستمرة فى قطاع غزة بعد مرور 10 أشهر، بل إنها تحظى بغطاء أمريكى لمواصلة جريمتها.