عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صواريخ

كتب على منطقة الشرق الأوسط أن تعيش فى صراعات وحروب واستهداف على مدار عصور وقرون طويلة.. ولأن مصر هى أقدم وأعرق دول المنطقة، فقد تقاسمت النتائج والآثار السلبية لمعظم الصراعات والحروب، حتى وإن لم تكن طرفاً مباشراً فى هذه الصراعات التى لا تنتهى، كما نتابع الآن على مسرح الأحداث الذى يضرب المنطقة ويمتد شرقاً إلى إيران وشمالاً إلى لبنان وسوريا وجنوبا إلى اليمن والبحر الأحمر وغرباً إلى دول المتوسط، لتعيش المنطقة بكاملها على حافة الهاوية نتيجة سياسات التطرف التى تنتهجها إسرائيل، ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية التى باتت مسئولة بشكل أساسى عن التطرف والتمادى الإسرائيلى فى كل جرائمه والمساهمة فى تأجيج الصراع وإشعال الوضع فى الشرق الأوسط من خلال الدعم والمساندة العسكرية والاقتصادية والفنية والدولية، وليس أدل على ذلك من قيام البنتاجون قبل أيام بالإعلان عن تحرك قواته وإعادة نشرها فى الشرق الأوسط وإرسال حاملات طائرات جديدة إلى البحرين الأحمر والمتوسط والدفع بأنظمة صواريخ دفاعية جديدة لحماية إسرائيل من أية محاولات لاستهدافها فى دلالة بالغة على أن من يدير صراع الشرق الأوسط هى الولايات المتحدة.

< تصاعد التوترات فى المنطقة أصبح نتيجة حتمية للممارسات الإرهابية والعنصرية للكيان الصهيونى فى حق الشعب الفلسطينى على مدار عقود طويلة، وعجز المجتمع الدولى عن حل هذه القضية، وتحريك وإنفاذ القرارات الدولية المعطلة من عام 67 وحتى الآن بسبب الغطرسة والتوجهات الأمريكية وسيطرتها على المنظمات الدولية، ولم تكن الجرائم والمشاهد المروعة لأشلاء عشرات الآلاف من الأطفال فى قطاع غزة، وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتدمير الشامل فى غزة، لتحدث بهذا الشكل الفج والعنصرى بدون المساعدة والغطاء الأمريكى على شتى المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية.. ولم تكن إسرائيل لتقدم على عمليات الاغتيال المتكرر فى حق عناصر قيادات المقاومة فى عدد من دول المنطقة بدون التنسيق مع الولايات المتحدة، وربما مساعدتها من خلال أجهزة الاستخبارات والتكنولوجيا المتقدمة لأقمارها الصناعية، وإذا توقفنا أمام آخر عمليات الاغتيال التى طالت إسماعيل هنية فى إيران، وفؤاد شكر فى جنوب بيروت قبل أيام، فمن المؤكد أن إسرائيل لن تقدم على مثل هذه العمليات الكبرى بدون إطلاع وموافقة الإدارة الأمريكية على اعتبار أن مثل هذه العمليات لها ردود أفعال وتبعات رأيناها بالفعل فى التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة، وتحسباً لرد الفعل الإيرانى الفلسطينى اللبنانى.

< الحقيقة أن الحرب الأخيرة وعملية إشعال منطقة الشرق الأوسط، تركت دلالات وأسساً وواقعاً جديداً.. وأيضا آثاراً بالغة على مصر باعتبارها الركيزة الأساسية للمنطقة، بكل ما تملكه مصر من عناصر القوة الشاملة والتى مكنتها حتى الآن من وقف الانفجار الشامل للمنطقة، وذلك بفضل حكمة قيادتها السياسية وتحركات دبلوماسيتها العريقة وامتلاكها لكل مقومات عناصر فرض التوازن الاستراتيجى بالمنطقة، وهو أمر بات يقره المجتمع الدولى الذى يسعى دائماً إلى مصر لنزع فتيل أزمات الشرق الأوسط، ولم تكن شراكة الاتحاد الأوروبى الاستراتيجية مع مصر إلا تأكيداً على دور مصر المحورى فى هذه المنطقة.. ولكن فى المقابل تدفع مصر ضريبة بالغة وكبيرة من اقتصادها بسبب السياسة الأمريكية والتطرف الإسرائيلى التى أدت بشكل مباشر إلى ضرب حركة التجارة العالمية فى البحر الأحمر وقناة السويس، وأدت إلى خسارة مصر لمليارات الدولارات من دخل قناة السويس، بالاضافة للتأثير المباشر على جذب الاستثمارات وحركة السياحة فى شرم الشيخ ومدن البحر الأحمر، وتحمل تبعات ما يحدث فى غزة من مساعدات واستقبال جرحى ومصابين وحالة استنفار عسكرى وغيرها من الضغوط على الاقتصاد المصرى، التى يجب أن تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها نتيجة مباشرة لسياستها الداعمة لإسرائيل واستمرار إشعال المنطقة.. بدلاً من الحديث عن معونة أمريكية لا تمثل 1٪ من خسائر مصر جراء السياسة الأمريكية.

 

حفظ الله مصر