عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكم الإفراط في استعمال الماء.. الإفتاء توضح

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل أمر بالحفاظ على الماء وعدم إهداره أو استعماله فيما لا طائل منه أو الإفراط في استعماله بغير مبرر؛ فقال تعالى: ﴿وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة» (رواه ابن ماجه). 

وأضافت دار الإفتاء: وكان من دعائه أن يقول: «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله». (متفق عليه). 

وتابعت دار الإفتاء: كما ورد النهي عن الإسراف في استخدام الماء في الطهارة؛ فروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟» فقال: أفي الوضوء إسراف؟ فقال: «نعم، وإن كنت على نهر جارٍ». (رواه ابن ماجه). 

وقد حَمَل جمهور العلماء هذا النهي على الكراهة، وعليه؛ فيُكره الإسراف في استعمال الماء؛ وينبغي على المسلم المحافظة على الماء، وعدم الإفراط في استعماله سواء في الطهارة أو في غيرها من الاستعمالات.

نعمة الماء

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: “نعمة الماء”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة يهدف إلى التحذير البالغ من الإسراف ولو في قطرة ماء، ولو في الوضوء، ولو كان على نهر جار.


وأضافت وزارة الأوقاف أن غرض الخطبة بيان خطورة الإسراف في الماء في العبادات والعادات وغيرها ، وقد حذر النبي (صلى الله عليه وسلم) من الإسراف في الوضوء ، عدُّ الفقهاءِ الإسرافَ في الماء من مكروهات الوضوء، مع وجوب شكر نعمة الماء بالحفاظ عليها، وتنميتها، وعدم تلويثها.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، شَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَقَدْ سَمِعْنَا فُقَهَاءَنَا الكِرَامَ وعلماءنا الأجلاء يَعُدُّونَ الإِسْرَافَ فِي اسْتِعمَال المَاءِ مِنْ مَكْرُوهَاتِ الوُضُوءِ، وَيُحَذِّرُونَ مِنْهُ تَحْذِيرًا شَدِيدًا، حَتَّى قَالَ أَحَدُهُمْ:

مَكْرُوهُهُ فِي المَاءِ حَيْثُ أَسْرَفَا 
وَلَوْ مِنَ البَحْر الكَبِيرِ اغْتَرَفَا
وَيَسْتَدِلُّونَ لِذَلِكَ بقَوْلِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ فقَالَ سَعْدٌ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ».

أَرَأَيْتُم كَيْفَ أَنْكَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى مَنْ أَسْرَفَ فِي اسْتِعْمَالِ المَاءِ فِي الوُضُوءِ إِنْكَارًا شَدِيدًا؟ أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ عَدَّ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنَ الإِسْرَافِ فِعْلَ ذَلِكَ الَّذِي يَزِيدُ وَيَتَجَاوَزُ فِي اسْتِعمَالِ المَاءِ وهو يَتَوَضَّأُ مِنْ نَهْرٍ جَارٍ لَا يَنْضَبُ!

كَمَا يَسْتَدِلُّ فُقَهَاؤُنَا الكِرَامُ وعلماؤنا الأجلاء عَلَى كَرَاهِيَةِ الإِسْرَافِ فِي المَاءِ أَثْنَاءَ الوُضُوءِ بِحَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ الوُضُوءَ، فَأَرَاهُ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) الوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: (هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ، أَوْ تَعَدَّى، أَوْ ظَلَمَ).

أَرَأَيْتُمْ إِلَى هَذِهِ العِبَارَاتِ الشَّدِيدَةِ القَوِيَّةِ الَّتِي عَبَّرَ بِهَا نَبِيُّنَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَصِفَ بِها المُسْرِفَ فِي اسْتِعْمَالِ المَاءِ في الوُضُوءِ؟! (أَسَاءَ، تَعَدَّى، ظَلَمَ)، انْتَبِهُوا عِبَادَ اللهِ! إِنَّهَا أَوْصَافٌ طَالَتِ المُسْرِفَ فِي المَاءِ وَهُوَ يَتَوَضَّاُ!

أَيَخْطُرُ فِي بَالِ أَحَدِكُمْ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ الوُضُوءَ الَّذِي هُوَ طَاعَةٌ عَظِيمَةٌ، وَمُقَدِّمَةٌ لِعِبَادَةٍ جليلة هِيَ الصَّلَاةُ أَنَّ المُسْرِفَ فِي المَاءِ يُوصَفُ بِكُلِّ تِلْكَ الأَوْصَافِ الشَدِيدَةِ؟! ويُحَذَّر كُلَّ هَذَا التَّحْذِيرَ البَلِيغَ؟! فَكَيْفَ بِمَنْ يُسرِفُ وَهُوَ يَسْتَعْمِلُ المَاءَ فِي العَادَاتِ؟! كَيْفَ بِمَنْ يُهْدِرُ المَاءَ فِي مَا لَا يَنْفَعُ؟!

إِلَى هَذَا الحَدِّ يُعَظِّمُ الشَّرْعُ نُقْطَةَ المَاءِ؟! إِلَى هَذَا الحَدِّ يُوقِظُ الوَحْيُ فِينَا الشُّعُورَ بقَدْرِ كُلِّ نُقْطَةِ مَاء؟!

إِنَّ دِينَنَا القَوِيمَ يَعُدُّ الإِسْرَافَ صِفَةً ذَمِيمَةً نَهَى عَنْهَا رَبُّنَا سُبْحَانَهُ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ لَا يُحِبُّ المُتَّصِفِينَ بِهَا، فَقَالَ (عَزَّ مِنْ قَائِلٍ): {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ}، قَالَ عَطَاءٌ رَحِمَهُ اللهُ: «نُهُوا عَنِ الإِسْرَافِ فِي كُلِّ شَيْءٍ»، فَالإِسْرَافُ سَبِيلُ الهَلَاكِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يَقُولُ رَبُّنَا (عَزَّ وَجَلَّ): {وَأَهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ}.