عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فيلم إكس مراتى أو الزوج السابق لزوجتى فيلم كوميدى لهشام ماجد ومحمد ممدوح وأمينة خليل من إخراج معتز التونى، هذا الفيلم يعتبر من أفلام الصيف والأسرة لأنه ينتمى لما يسمى بالسينما النظيفة التى تبتعد عن الجريمة والعنف والإثارة والجنس وأيضاً السياسة والفكر وقضايا الاقتصاد والمشاكل العالمية أو المحلية، ومع هذا، فالعمل وإن كان يعد من كوميديا المفارقة وكوميديا الموقف إلا إنه فى النهاية يحاول أن يطرح قضية هامة  وهى دور الأب فى تربية الابن وإن الأسرة فى شكلها الحالى الذى يعتمد على المظاهر والمدارس الأجنبية والطبقة الاجتماعية والنادى والأصدقاء والأهالى من ذوى الحيثية  إلا أن دور الأب يتفوق ويتعالى على دور الأم وهو ما طرحه  من قبل أكرم حسنى فى مسلسل «بابا جيه» فى رمضان الماضى وكذلك هشام ماجد فى مسلسل «أشغال شاقة»  هذا العام حيث هذا الاتجاه الجديد لتعظيم مكانة وقيمة ورسالة الأب فى النشأة والتربية خاصة بعد انتشار الطلاق والخلافات الزوجية فى جيل الألفية  الثالثة وإشكالية تمكين المرأة محلياً ودولياً .. هذه هى القضية التى يتمحور حولها الخط الكوميدى الدرامى للفيلم، والذى يضع الأب البيولوجى محمد ممدوح وهو سجين خطر فى مواجهة الأب الاجتماعى الطبيب النفسى الضعيف المسالم هشام ماجد حيث تبدأ الأحداث بمشهد غير منطقى وإن كان مثيرا للسخرية  فى مفارقة هزلية حين يقابل  الطبيب النفسى الزوج السابق لزوجته سحر أو أمينة خليل  داخل أسوار السجن ويتعرف عليه بعد أن يخدعه السجين ويظهر له كيف تغير وتحول إلى شخص طيب صالح يصلى ويتحكم فى غضبه فيكتب الطبيب تقريراً يفيد بأنه قد أصبح مهيئاً للتعامل مع المجتمع،  وممكن أن يتم الإفراج عنه لحسن السير والسلوك.. وحين يخرج من السجن تبدأ رحلة غريبة يرافق فيها ذلك الطبيب هذا المسجل خطر ومعهم صديق السجين لينكشف لنا وللزوج المسالم حقيقة هذا المجرم العنيف وأنه والد ابن زوجته هذا الطفل المشاغب الذى يتعلم فى مدارس دولية ويعيش معه وزوجته فى كومبوند راق ويتمتع بحياة مختلفة عن البيئة التى تزوجت فيها هذه الزوجة الكاذبة المتسلقة والتى بعد زواجها من مجرم وولادتها للطفل أنكرت حياتها السابقة حتى عن هذا الزوج الطيب الذى ينتمى لعائلة ثرية وأب يملك سلسلة صيدليات شهيرة.. وتتوالى المفارقات الضاحكة الساخرة فى سلاسة وبساطة دون خدش للأذن أو الفكر تدفعنا لأن نتقبل فى النهاية قضية هامة ألا وهى أن الأب المجتمعى يجب أن يكون له مواصفات تختلف عن هذا الأب الرسمى البيولوجى الذى لن يوفر لابنه الحياة التى تليق به وقد يدفعه لأن ينتهج ذات المسار  المنحرف فى الحياة ويصبح مجرماً صغيراً، لأن البيئة هى الأساس والمجتمع  المحيط هو المناخ الذى يفرز الغش والإجرام وكذلك الصالح والطالح ...
مع نهاية الفيلم نضحك ولكن نفكر فيما قدمه المجتمع لهذا الجيل من تعليم وثقافة وإعلام ومناخ يسمح بإنتاج إما مجرمين ومسجلين خطر وإما بجيل جديد متعلم واع ومتربى فى محيط وبيئة تحترم العيب والأصول والعادات والتقاليد وتمارس الرياضة والفن وتعرف قيمة العمل وترفض العنف والإجرام ..
الفيلم رسالة عميقة ولكنها قدمت فى إطار فنى كوميدى ساخر وتناغمت الأدوات الفنية من إداء لتأليف لإخراج فى تقديم هذا الفيلم بإنتاج بسيط وسيناريو مركز فى أماكن قليلة لكن الموضوع يستحق النقاش والتدبر ...الأب والأم والمدرسة هم النواة الأولى فى تكوين المواطن الفرد.. ننتقى ونختار من يستحق هذا الشرف وتلك المكانة.