رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأسير المُحرر معزز عبيات يروي لـ"الوفد" جرائم الاحتلال الإسرائيلي داخل المعتقلات

بوابة الوفد الإلكترونية

وزير الأمن القومي الإسرائيلي أشرف على تعذيبي.. وسجن "النقب" سلخانة

الاحتلال "قتل جسدي وترك روحي".. ووضعوني في "كيس بلاستيك" ظنا بأنني فارقت الحياة

حراس السجون كانوا يستخدمون معدّات أمنية لضرب الأسرى على أعضائهم التناسلية

كتب- باسل عاطف

حينما تسمع القصة وأنت خارج المشهد ربما لم يستطع عقلك تصديق ما يحدث داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، فويلات العذاب التي يتعرض لها هؤلاء "يشيب لها الولدان"، ولكن هذه المرة يروي لنا الأسير الفلسطيني المُحرر معزز عبيات، ابن الـ37 عامًا، ما حدث له داخل زنزانته.

أمضى معزز 9 أشهر في الاعتقال الإداري بسجن عوفر بالضفة الغربية، وقد أُفرج عنه من سجن النقب وهو في حالة صحية سيئة أصيب على إثرها بعاهة حركية، رغم أنه لم يكن يُعاني أية مشاكل صحية قبل اعتقاله.

ولمن لا يعرف على حد قول معزز - أن سجن النقب هو أخر محطة للمعتقل قبل الإفراج عنه، لكنه أشبه بـ"السلخانة"، حيث يكون المسجون بطلا لمسلسل تعذيب لا مثيل له؛ وذلك للقضاء على جسده قبل قرار الإفراج، ويوجد داخل هذا السجن وحدة تسمى "كيتر" وهي متخصصة في قمع الأسرى وتعذيبهم.
"حرق وسحل وتجويع وتعطيش وخلع الأظافر وغيرها من مشاهد التعذيب التي لا يصدقها عقل" هي المشهد الأبرز داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية، هكذا بدأ معزز حديثه لنا والدموع تملأ عينيه على شبابه وصحته التي انهكها المرض، فقبل اعتقاله كان بطلا لرياضة الملاكمة، أما الان أصبح "لا حول له ولا قوة". 

يقول معزز "أنا من بيت لحم في الضفة الغربية، متزوج ولديّ 5 أطفال، اعتقلتني قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل هجوم 7 أكتوبر بعدة سنوات؛ وذلك لمشاركتي في مظاهرة لدعم حقوق أهلنا في غزة، وتم تحريري قبل الهجوم بعدة أشهر، ليتم اعتقالي مرة اخرى بعد هجوم أكتوبر، ويصبح عدد سنوات اعتقالي 5 سنوات، رأيت فيهم الويل من تعذيب وتجويع لم أشاهده من قبل، وكأن الأمر انتقام من كل فلسطيني".

ويسرد معزز تفاصيل اعتقاله بعد هجوم 7 أكتوبر قائلا: "كنت في السرير مع أطفالي، وكانت زوجتي نور حاملاً بطفلنا الخامس عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلي، وسألتهم ماذا تريدون؟ فقالوا إنني قاتل، فسألت: من قتلت؟ لقد اقتحمتم منزل رجل مسالم مع زوجته وأطفاله فكيف قتلت؟ !

ويضيف "اصطحبني الجنود إلى مركز التحقيق العسكري في مستوطنة غوش عتصيون، وهناك قيدوا يدي بسلاسل حديدية، ووضعوا عصابة على عيني وجردوني من ملابسي، وضربوني وأنا عارٍ، ضربوا عيني اليسرى بقضيب حديدي، لأسقط بعدها على الأرض فاقدا للوعي إلى أن صبوا عليّ الماء البارد، ولم تحن قلوبهم على الإطلاق بالرغم من صراخنا المستمر جراء التعذيب، إلا أن حراس السجون كانوا يستخدمون معدّات أمنية لضرب الأسرى على أعضائهم التناسلية".

ويستكمل "ما يحدث داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية مهما حكينا عنه لم يصدقه أحد، إلا إذا كان داخل المشهد نفسه، كنت أحب ممارسة الرياضة قبل دخولي السجن أما الان أصيبت بأمراض جسدية في يدي وقدمي، هذا بالإضافة إلى الأمراض النفسية والكوابيس التي لا تفارقني، وكذلك الظروف المادية الصعبة فلا طعام ولا شراب متوفر". 

وتابع "أثناء فترة اعتقالي منعتني قوات الاحتلال الإسرائيلي من شرب الماء والطعام لمدة 3 أشهر، كوب من الماء فقط ورغيف خبز طوال اليوم، فقط ليجعلوني على قيد الحياة، ومن ثم يعذبونني ليلا ونهارا، ووضعوني في كيس من بلاستيك لونه أسود؛ ظنا منهم بأنني قد فارقت الحياة، وفي يوم 4 ديسمبر من العام الماضي داس وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، على جسدي وأشرف بنفسه على تعذيبي، وحاولوا قتلي في المعتقل أكثر من مرة".

ويؤكد معزز "قرار الإفراج عني صدر بعد تأكد الاحتلال الإسرائيلي بأنني شبه ميت على قيد الحياة ولا استطيع فعل أي شئ، ولكن ما زالت المضايقات مستمرة حتى الان، بالرغم أنني كنت معتقلا إداريا على مدار 9 أشهر ولم توجه ليّ أي تهم على الإطلاق".

ويختتم معزز "البطل الحي" كما أطلق عليه أهله وأصدقائه قائلا "هناك المئات من السجناء حالتهم أصعب مني، ويحتاجون لتدخل عاجل من أجل الإفراج عنهم، وذلك بعد أن ساءت حالتهم الصحية والنفسية ووضعهم في المعتقلات بالشهور بل والسنين دون أي تهم، ومنذ هجوم السابع من أكتوبر جن جنون الاحتلال الإسرائيلي وأصبح يعتقل الفلسطينيين بأعداد مهولة حتى امتلأت السجون والمعتقلات على أخرها، وتحولت لمذابح بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ". 

وأرسل معزز عبيات من خلالنا رسالة للعالم أجمع يقول فيها: "نحن لا نريد منكم أن تحررونا من الاحتلال، نريد منكم على الأقل أن تدعموا شعبنا".