أولمبياد 2024 .. بطلة مشهد العشاء الأخير للمسيح في مهب الريح

العشاء الأخير ..مع تصاعد حدة الانتقادات اللاذعة، لمشهد عارضات الأزياء في أولمبياد باريس 2024، والذي حاكى لوحة "العشاء الأخير" للفنان الإيطالي الشهير، ليوناردو دافنشي، إذ جسدت المسيح عيسى والحواريين، حذف القائمون على الحفل مقطع الفيديو من حساب "يوتيوب" الخاص بالبطولة، كما أعربوا عن اعتذارهم إزاء ما حدث.

من هي بطلة مشهد العشاء لأخير؟

كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن نجمة مشهد العشاء الأخير، التي أثارت الجدل خلال اليومين الماضيين، هي دي جي ومنتجة وناشطة تدعى باربرا بوتش.

ودفع المشهد الذي ضم مجموعة من عارضات الأزياء إحداهن متحولة جنسياً ، بالإضافة إلى الممثل والمغني الفرنسي فيليب كاترين، البعض إلى اتهام المنظمين بإنشاء محاكاة ساخرة للوحة الشهيرة لليوناردو دافنشي. 

شارك في المشهد عارضات أزياء وراقصات وأيقونات الموضة بعاصمة النور والملائكة باريس حيث تجمعوا على جسر فوق نهر العاصمة حول طاولة، والتي كانت بمثابة منصة عرض أزياء، وفي الوسط كانت باربرا، التي ارتدت تاجًا على شكل هالة ومع فستان باللون الأزرق بتوقيع فلافيو خوان نونيز والمصمم لوران تيجو.

العشاء الأخير

وكان المشهد أثار زوبعة من الغضب في الأوساط الفرنسية، إذ حيث أصدر مؤتمر الأساقفة الفرنسيين بيانا قال فيه: "لقد تضمن هذا الاحتفال للأسف مشاهد من السخرية والاستهزاء بالمسيحية، وهو ما ندينه بشدة".

وشارك الأسقف الكاثوليكي الأمريكي روبرت بارون استيائه عبر مقطع فيديو، فرنسا التي كانت تُدعى الابنة الكبرى للكنيسة.. فرنسا التي تستمد ثقافتها، وأعني تكريم الفرد وحقوق الإنسان والحرية، جذورها من المسيحية إلى حد كبير لكنها الآن ترى أن الاستهزاء بالإيمان المسيحي هو خيارها الأمثل."

اعتذار.. وتوضيح

في موازاة ذلك، اعتذر منظمو دورة الألعاب الأولمبية في باريس، الأحد، لأي شخص شعر بالإهانة من العرض الفني الذي استحضر لوحة "العشاء الأخير" خلال حفل الافتتاح.

وقال توماس جولي، المدير الفني للحفل، إن الهدف منه هو الاحتفال بالتنوع، والإشادة بالولائم وفن الطهي الفرنسي.

كما أوضح جولي نواياه بعد الحفل قائلا: "أمنيتي ألا أكون تخريبيًا، ولا أن أسخر أو أصدم.. الأهم من ذلك كله أنني أردت أن أبعث برسالة حب، رسالة اندماج وعدم الانقسام على الإطلاق".

ونفى جولي أن يكون أحد العروض "مستوحى" من لوحة العشاء الأخير، وقال: "ليس لدي مطلقاً أي رغبة في السخرية من أي أمر أو تشويه. أردت إنجاز حفل افتتاح ينطوي على إصلاح ومصالحة، ويعيد تأكيد قيم جمهوريتنا".

وأكد جولي أن العرض غير مستوحى من العشاء الأخير. وقال "أعتقد أن الأمر كان واضحا جدا، يصل ديونيسوس إلى المائدة، لأنه إله الاحتفال وأب سيكوانا، إلهة النهر".

وكان جولي قد دافع عن قراراته بحفل الافتتاح، قائلا إن المشهد كان "متوافقًا مع تقاليد فرنسا الطويلة من العلمانية".

وتابع: "في فرنسا لدينا حرية الإبداع والحرية الفنية.. ونحن محظوظون لأننا نعيش في بلد حر"، مردفا: "نعيش في جمهورية، ولدينا الحق في حب من نريد".

"احتفال بالتسامح المجتمعي.. وآسفون حقاً"

من جانبها، قالت المتحدثة باسم باريس 2024، آن ديكامب، خلال مؤتمر صحافي للجنة الأولمبية الدولية، أمس الأحد: "من الواضح أنه لم تكن هناك نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام لأية ديانة، على العكس من ذلك، أعتقد د أننا حاولنا بالفعل الاحتفال بالتسامح المجتمعي.. بالنظر إلى نتائج استطلاعات الرأي التي شاركناها، نعتقد أن هذا الطموح قد تحقق. إذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن بالطبع آسفون حقًا".

افتتاح أولمبياد باريس 2024

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 في احتفال غير تقليدي شهد وصول الرياضيين في قوارب على طول نهر السين، وعروضًا راقصة ومسرحية على طول ضفاف النهر.

كان رافائيل نادال وزين الدين زيدان ونادية كومانيتشي وسيرينا ويليامز وكارل لويس من بين نجوم الرياضة الذين شاركوا في الحفل الذي انتهى بعودة مفاجئة للمطربة الكندية سيلين ديون، التي عادت إلى الغناء بعد صراع مع متلازمة التصلب.

 كما ظهرت ليدي جاجا خلال العرض، وكذلك مغني الراب ريم كيه وفرقة الميتال جوجيرا والمطربة وآيا ناكامورا ، الفنانة الناطقة بالفرنسية الأكثر استماعًا في العالم، إذ قدم كلاً منهم عرضًا استثنائيًا بعاصمة النور والملائكة.

 قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ إن الألعاب الأولمبية ستجمع العالم في وقت الصراع، دون أن يذكر أي صراع على وجه التحديد. 

الجدير بالذكر أن الألعاب بأت على أرض الواقع السبت في باريس.